الإرشاد العلاجي ( CLINICAL COUNSELLING )

التثقيف الصحي  _ إعداد : ا / مها الغامدي

 

 

الإرشاد العلاجي ( CLINICAL COUNSELLING )، و يطلق عليه أحيانًا ( Therapeutic Counselling )

وهو عملية مساعدة العميل في اكتشاف وفهم وتحليل نفسه، ومشكلاته الشخصية والانفعالية والسلوكية، التي تؤدي إلى سوء توافقه النفسي، والعمل على حل المشكلات، بما يحقق أفضل مستوى للتوافق والصحة النفسية.

ويهدف الإرشاد العلاجي إلى:

 دراسة شخصية العميل ككل، حتى يمكن توجيه حياته بأفضل طريقة ممكنة، وتحسين درجة توافقه النفسي إلى أفضل درجة ممكنة

ويهتم الإرشاد العلاجي باستخدام وسائل جمع المعلومات مثل الاختبارات والمقاييس وخاصة اختبارات ومقاييس التشخيص النفسي الكلينيكي،وتتضمن عملية الإرشاد العلاجي التوصل إلى المشكلات الداخلية للعميل، أي أنه يدخل إلى الحياة الشخصية للفرد.

 

الحاجة إلى الإرشاد العلاجي:

الفرد العادي قد يعاني من بعض المشكلات الشخصية والانفعالية في حياته اليومية لا تصل إلى درجة المرض النفسي، ويجب الاهتمام بحل وعلاج هذه المشكلات قبل أن يستفحل أمرها وتتطور إلى عصاب أو ربما إلى ذهان، على الأقل حتى لا يحول ذلك دون النمو النفسي السوي ودون تحقيق الصحة النفسية.

وكثيرا من الناس يدركون في وقت ما من أوقات حياتهم أن سلوكهم مضطرب بدرجة تخرج عن حدود العادي بما يعوق حياتهم العادية ويؤثر في حياتهم الاجتماعية، وهؤلاء يحتاجون إلى مساعدة فنية متخصصة على مستوى علاجي.

المشكلات التي يتناولها الإرشاد العلاجي:

يتناول الإرشاد العلاجي المشكلات النفسية التي تحول دون توافق الفرد وتمتعه بالصحة النفسية، وعادة ما تسبب مثل هذه المشكلات صراعات إما داخلية داخل الذات” أو خارجية “بين الذات وبين عناصر البيئة” مما يجعلها تحتاج إلى إرشاد علاجي متخصص. ويتركز الاهتمام في الإرشاد العلاجي حول المشكلات الشخصية والانفعالية والجانب السلوكي الشخصي التوافقي بصفة عامة.

المشكلات الشخصية: مثل المشكلات والانحرافات الجنسية التي تسبب الشعور بالذنب والخطيئة أو الخوف أو القلق لدى الشخص.

اضطرابات الشخصية: وخاصة اضطرابات سمات الشخصية مثل الانطواء والعصابية والخضوع واللامبالاة والسلبية والتشاؤم والجمود … وغيرها.

المشكلات الانفعالية: من أمثلتها الخوف بأنواعه المختلفة ودرجاته المتدرجة بين الخوف الخفيف إلى الذعر، والقلق خاصة في عصرنا الذي أصبح يطلق عليه “عصر القلق”، والغضب والغيرة كمركب من انفعالات الغضب والكراهية، والحزن والعدوان، والاكتئاب، والتوتر والفزع، واضطرابات أخرى مثل التبلد واللامبالاة والتناقض والانفعال ..الخ

 

مشكلات التوافق: مثل سوء التوافق الشخصي، وعدم الثقة في النفس حيث يُشاهَد الخجل، وتحقير الذات وعدم الثقة في النفس، والسذاجة والشعور بالإثم والسلبية، والتبرم، والملل، والإهمال، وعدم تحمل المسئولية، وهناك سوء التوافق الاجتماعي حيث يُشاهَد الارتباك والشك والحقد والغيرة والاستعراض وقلة الأصدقاء والوحدة والانسحاب والتعصب … إلخ.

 

مشكلات السلوك العامة: وتشمل الاضطرابات السلوكية التي تعتبر إما أعراضًا لأمراض نفسية، أو هي نفسها مشكلات سلوكية قائمة بذاتها، ومن أمثلة مشكلات السلوك اضطرابات العادات مثل اللازمات الحركية والعصبية كهز الرجلين وحركات الرأس والكتفين واليدين ورمش العينين وحركات الفم وجرش الأسنان … إلخ ومنها اضطرابات الغذاء مثل قلته والإفراط فيه والوحم وفقد الشهية… إلخ. ومنها اضطرابات الإخراج مثل البول وعدم القدرة على التحكم في التبرز والإمساك أو الإسهال العصبي.

 

خدمات الإرشاد العلاجي:

الإرشاد العلاجي هو أشمل مجالات الإرشاد النفسي وأجمعها، ويهتم المرشد المعالج بمساعدة العميل على الاستبصار بأسباب مشكلته، وأن يتخذ قراراته ويقترح الحلول، وأن يتعدل سلوكه من خلال تنظيم مواقف التعلم أثناء الجلسات الإرشادية العلاجية. ونقطة البداية في الإرشاد العلاجي هي معرفة حاجات ومشكلات العميل، وإلى أي مدى تكون الحاجات مشبعة والمشكلات محلولة في حدود الإمكانات الشخصية والمعايير الاجتماعية.

استخدام طرق الإرشاد المناسبة:

 يجمع الإرشاد العلاجي بين طريقتي الإرشاد الموجه وغير الموجه، ويستخدم طريقة الإرشاد النفسي والديني مع التركيز على التربية الدينية والتربية الخلقية والتربية الجنسية السليمة وتيسير خدمات الإرشاد السلوكي، ويستخدم الإرشاد باللعب، والإرشاد وقت الفراغ … وهكذا.

تشمل خدماته بعض جوانب مجالات الإرشاد الأخرى. فمثلا قد يحتاج تناول المشكلات الشخصية والانفعالية إلى تقديم بعض خدمات الإرشاد الزواجي، أو بعض خدمات الإرشاد الأسري، حين يلزم تحسين الجو الأسري وتعديل اتجاهات الوالدين وخاصة إذا كانا عصابيين بخصوص المعاملة السليمة للأولاد، وبما يحقق المحبة والعطف والهدوء والثبات والاتزان والحرية، والحث على ضرب المثل والقدوة الحسنة في السلوك الانفعالي بما يحقق السعادة المطلوبة. وهكذا بالنسبة للمشكلات الشخصية والانفعالية التي تستدعي تقديم بعض خدمات الإرشاد التربوي أو الإرشاد المهني.

 

 

المصادر:

1- التوجية والإرشاد النفسي الدكتور حامد عبدالسلام زهران

2/ علم النفس الاكلينكي في ميدان الطب النفسي تأليف الكتور عبدالستار إبراهيم _ الدكتور عبدالله عسكر

 

[contact-form-7 404 "غير موجود"]

أترك تعليق

whatsapp
جميع الحقوق محفوظة لمجلة الصحة © 2021