دور الهيكل التنظيمي في خفض الرضى الوظيفي بالمنشآت الصحية
الإدارة الصحية / اعداد: أ.خديجة مقبول
يعتبر الرضى الوظيفي هو أحد مقومات النجاح في معظم المنشآت خصوصاً الصحية منها ذات التخصصات المتعددة لكن هناك ما يجعل هذا المطلب صعب المنال. لذا ومن اهم الأسباب التي تساعد على تقليل نسبة الرضى الوظيفي لدى العاملين بالقطاع الصحي هي وجود هيكل تنظيمي ذو طبقات متعددة تعيق بدورها عمل الفئات بالصف الأول. يأتي ذلك نتيجة المسار الذي يجب أن يمر به كل اجراء يتم تنفيذه، مثال على ذلك نجد أن هناك خطوات تكون كمتطلب لإكمال اي عملية داخل المنشآت الصحية التي تعتمد هيكل تنظيمي متعدد الطبقات كالموافقات التي يجب أن يتحصل عليها صاحب الطلب من كل رئيس في كل طبقة تنظيمية على حده ولن ننسى وقتها المدة الزمنية التي يستهلكها الطلب عند مروره بكل هذه الطبقات التي تتجاوز في بعض الأحيان المدة المنطقية لمعالجة الطلب الأمر الذي من شأنه تعقيد مهمة صاحب الطلب وتعكير صفوه، يعود هذا الى “السلسلة التنظيمية الطويلة التي يجب أن يمر بها” والأوامر التي يتلقاها من كل طبقة وفي بعض الأحيان تتصف تلك الأوامر بتضاربها لصدورها من جهات مختلفة في رؤيتها.
تكون الطبقات التنظيمية مفيدة في حال
- وُجدت اعداد كبيرة من القوى العاملة يصعب على فرد واحد إدارتها.
- ايضاً في حال كان هناك ضرورة لإنشاء وحدات جغرافية مختلفة تقوم بتقديم الخدمة.
- بالإضافة الى وجود تخصصات متعددة لكل فئة تتشارك في تقديم خدمة واحدة دون الإسراف في تحويل تلك الخدمات والأنشطة إلى وحدات تنظيمية.
في هذه الحالة يكون من الأفضل انشاء وحدات منفصلة لكل مجموعة تنطبق عليها المواصفات وذلك لإتاحة الفرصة لهم في اختيار فرد يقوم بتمثيلهم لدى الإدارة العليا بحسب أهمية الخدمة المقدمة المرغوب في ابرازها بشكل منفصل، بصيغة أخرى تتجه المنظمات المعتمدة للهياكل التنظيمية ذات الطبقات المتعددة إلى لعبة قديمة تسمى “تليفون خربان” ستجد نفسها بآخر المطاف غارقة في مشاكل لا يمكن حلها لأنها لا ترى الواقع الفعلي للمشكلة او السبب الجذري الذي قام بخلقها.
تقع تلك المنظمات ايضاً في مشاكل تتعلق بعدم رضى العميل الداخلي “صاحب الصوت غير المسموع” المقدم لخدماتها وتفشل في رفع نسبة رضاه الا إذا قامت بتقليل تلك الطبقات لتصبح ذو مقربة من ذلك الصوت لمعالجة ما يحيط به.
أخيراً وليس اخراً، للطبقات دور مميز إذا اُحسن استخدامها ودور سيء ان اخفقت المنظمات في استخدامها وعمدت إلى ترقيت أشخاص لشغل تلك المناصب دون وجود أعمال تشغلهم لتحقيق هدف المنظمة فسينشغلون حينها بالجدل الذي يعوق الصف الأول من تقديم الخدمة الموكلة له وسيأثر ذلك بالتأكيد على مستويات الرضى لديهم.
قليل من المنظمات الصحية يعمل على اعتماد الهياكل الوظيفية التي بدورها تعمل على حصر الوظائف لكل وحدة تنظيمية وكثير ما نجدهم يخلطون بينها وبين الهياكل التنظيمية التي تمثل الوحدات التنظيمية الإدارية للمنشاة.. يمكن لهذه الهياكل الوظيفية ان تساعد صانع القرار على اعتماد هياكل تنظيمية أكثر فاعلية ذات طابع حيوي مسطح flat يزيد من مستوى الرقابة وسرعة اتخاذ القرار ويعود هذا لوجود طبقة تنظيمية واحدة تتبع لمجلس الإدارة العليا. ولا ننسى هنا ان ذلك يقلل من الازدواجية في العمل التي يعاني منها البعض خصوصاً بظل اعتماد هياكل تنظيمية معقدة.