الصحة العامة_إعداد : أ /إلهام المنقاشي

 

 

كان الأمن البيئي وما زال هاجس المجتمعات البشرية منذ قديم الزمن، ويمكن تعريف مفهوم الأمن البيئي على أنه (حماية البيئة والموارد الطبيعية من النضوب والانقراض والنقص الناجم من المخاطر والملوثات والجرائم المتعمدة التي ترتكب في حق تنمية المصادر والموارد الطبيعية والإخلال بالتوازن البيئي). ويمثل الأمن البيئي المرجعية المنظمة والمراقبة لكل الأنظمة والقوانين التي تجسد استراتيجية بيئية وطنية من شأنها تحقيق الأمن والرخاء والاستقرار في المنطقة، فإن مفهوم الأمن قديما كان يشرح ويجسد حماية الأرض والحدود من العدوان العسكري الخارجي أو من مخاطر احتمالية حدوث حرب نووية فقط، لكن واقع الحال يشير إلى وجود تهديدات أخرى، لذا فإن الاهتمام العالمي بمشكلات البيئة أصبح يعبر عنه في عرف الدراسات الاستراتيجية بمصطلح أمن البيئة ويتناول واقع بحث مسببات هذه المنافسة على شراكة الموارد الطبيعية البيئية من جهة، ومن جهة أخرى دراسة تأثير هذه المخاطر والمشكلات البيئية في رفاهية المجتمع والتنمية الاقتصادية للدول بصفة عامة. 

 

ويلخص مفهوم أمن البيئة إلى أن الضغط المتزايد على نظم دعم الحياة في الكرة الأرضية والاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية المتجددة يحملان أخطارا تهدد صحة الإنسان ورفاهيته لا تقل في درجتها عن مخاطر دمار الحروب، بينما تهدف تطبيقات علم الأمن البيئي إلى المحافظة على هذه الموارد وعدم استنزافها حتى تصبح قادرة على سد احتياجات البشر مستقبلاً بدلاً من محاولة السيطرة على موارد هي في طريقها إلى النضوب. 

 

 أهم محاور المخاطر البيئية التي تهدد الأمن البيئي: 

– الزيادة المفرطة في استخدام الموارد الطبيعية وتلوث ونضوب العديد من هذه الموارد. 

– الثقب الموجود في طبقة الأوزون بسبب انبعاث وتصاعد غازات تحتوي على مادة الكلور. 

– نقص الأراضي الصالحة للزراعة والمساحات الخضراء مع قلة منسوب الأنهار المائية وتلوث مصادر المياه الجوفية. 

– تغير المناخ يزيد من تواتر وشدة الأحداث الطبيعية مثل الجفاف وحرائق الغابات وموجات الحرارة والعواصف والأعاصير بالإضافة الى التغيرات المناخية الملاحظة جراء احتراق النفط والغاز والفحم. 

 

التلوث البيئي هو أخطر كارثة يواجهها الإنسان فالتلوث يعني تدهور بيئته نتيجة حدوث خلل في توافق العناصر المكونة لها بحيث تفقد قدرتها على أداء دورها الطبيعي وخاصة في التخلص الذاتي من الملوثات بالعمليات الطبيعية وذلك في بيئة الهواء والماء واليابس. 

 

انواع التلوث  

– تلوث الهواء يقصد به وجود المواد الضارة به مما يلحق الضرر بصحة الانسان في المقام الاول ومن ثمٍّ البيئة التي يعيش فيها ويمكننا تصنيف ملوثات الهواء الى قسمين، التلوث بالنفايات وتشمل القمامة والنفايات الاشعاعية، والتلوث البصري يشمل التشويه لأي منظر تقع عليه عين الانسان.  

– تلوث الماء يشمل تلوث المياه العذبة وهي المياه التي يتعامل الإنسان معها بشكل مباشر وقد شاهدت المياه العذبة تدهورا كبيرا لعدم الاهتمام بها، وتلوث البيئة البحرية بسبب ناقلات البترول وملوثات من مصادر أخرى مثل مخلفات الصرف الزراعي التي تصبها الأنهار، بقايا المبيدات الحشرية وغيرها. 

– التلوث السمعي ويرتبط بالضوضاء ارتباطاً وثيقاً وخاصة الأماكن الصناعية للتوسع في استخدام الآلات ووسائل التكنولوجيا الحديثة، فهي وثيقة الصلة بالتقدم والتطور الذي يسعى وراءه الإنسان يوما بعد يوم. 

– تلوث التربة التي تعتبر مصدرا للخير والثمار ومن أكثر العناصر التي يسئ الإنسان استخدامها في هذه البيئة، فهو قاسِ عليها لا يدرك مدى أهميتها فهي مصدر الغذاء الأساسي له ولعائلته. 

– التلوث الغذائي تلوث الأطعمة يزداد يوم بعد يوم بصورة مفزعه حتى في البلدان المتقدمة التي بها اعلى مستويات الرعاية والعناية.  

 

أثر التلوث البيئي على صحة الإنسان 

يعد تلوث الهواء سببًا كبيرًا للقلق على الصحة العامة، حيث تشير جودة الهواء المتراجعة إلى الخطر، وإذا استمر هذا الأمر فقد يؤدي ذلك إلى خسائر فادحة في صحة وعافية جميع الكائنات الحية. 

لا يؤثر تلوث الهواء على الرئتين فحسب، بل يؤثر أيضًا على أجزاء أخرى من الجسم، حيث قد يتسبب تلوث الهواء في العديد من الأمراض المعدية، يمكن للعديد من الجزيئات الكارثية الموجودة في الهواء أن تدخل الجسم وتسبب مشاكل صحية، وتُقاس جودة الهواء الرديئة بكمية هذه الجزيئات في الهواء، و كلما زادت المادة المعلقة في الهواء، كانت نوعية الهواء رديئة، والمواد الجسيمية العالقة تشمل ” الأوزون وثاني أكسيد النيتريك وثاني أكسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون وما إلى ذلك”، تلوث الهواء يسبب أمراضًا تنفسية كثيرة بعضها بسيط وبعضها خطير حسب درجة التعرض للتلوث ومصدره مثل السعال والعطس والربو وحساسية الصدر والتهاب الشعب الهوائية المزمن، يزداد التأثير حدة على الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط والقلب، ويسبب أيضا تأثيرات سيئة على التهاب العين والجلد، وهذه من أسوأ اضرار التلوث البيئي على صحة الإنسان. 

 

يحدث تلوث المياه عندما تتسرب المواد السامة إلى المسطحات المائية، مثل البحيرات والانهار والمحيطات، وتذوب فيها على نحو يفوق قدرة المياه على تفكيكها، ما يؤدي إلى تدهور جودة المياه وجعلها سامة سواء للإنسان أو الكائنات الحية التي تعيش فيها، وتشمل ملوثات المياه الرئيسية كلا من البكتيريا والفيروسات والطفيليات والأسمدة ومبيدات الآفاق والنترات والفوسفات و البلاستيك والنفايات، وحتى المواد المشعة، وفي الكثير من الأحيان تكون هذه الملوثات غير مرئية، أي أنها لا تغير دائما لون المياه ولهذا السبب يتم إجراء اختبارات دورية على عينات الماء لتحديد مدى جودة المياه، تلوث مصادر المياه العذبة يسبب أمراضًا معوية كثيرة للإنسان منها الكوليرا، الدوسنتاريا، التيفوئيد ،أمراض الكبد المختلفة، الملاريا، التسمم، داء الشيغيلات، التهاب الكبد، التهاب المعدة والأمعاء، الأميبا، عدوى الجيارديات. 

 

أثر التلوث البيئي على الاقتصاد 

– ارتفاع في تكلفة التأمين الصحي والمستشفيات نتيجة لانتشار الأمراض الناشئة عن التلوث. 

– يسبب التلوث البيئي خسائر اقتصادية كثيرة في الثروة السمكية نتيجة موت الأسماك بعد تلوث المياه بمخلفات المصانع وغيرها. 

– تآكل الأبنية والمنشآت الهامة نتيجة للأمطار الحمضية والحاجة إلى مصاريف جديدة لترميمها مما يؤدي لخسائر اقتصادية على مستوى الأفراد والدولة. 

– نقص المحاصيل الزراعية وقلة إنتاجية الأراضي الناشئة عن تلوثها. 

– ابتعاد السياح عن المناطق التي فيها تلوث إشعاعي أو هوائي أو ضوضائي وبالتالي خسارة في الدخل الذي كان يأتي منها. 

– تكرار حصول الموظفين على إجازات بسبب الأمراض المتكررة وبالتالي إهدار أوقات العمل. 

– انخفاض أسعار العقارات نتيجة لتشوه منظرها من الأمطار الحمضية، وقلة أسعار الإقامة في المناطق القريبة من المصانع وأماكن التلوث. 

 

 

المصادر:

المصدر الأول

المصدر الثاني

المصدر الثالث

المصدر الرابع