مع تنامي وجود المؤسسات الربحية وغير الربحية التي تُعنّى بالشأن الصحي الإجتماعي لمساعدة المرضى وذويهم، أصبحنا نجد الكثير من التنافس الشديد لتولي دفة قيادة مراكب هذه المؤسسات ،وخاصة الخيرية منها، من منطلق تشريفي بحت بعيدًا كل البعد عن مبدأ التكليف.
فنرى التنافس الشريف وغير الشريف قد استشرى بالساحة فقط ليحقق -البعض- مآرب شخصية أخرى لم يكونوا ليصلوا لها لولا وجودهم في هذه المناصب.
المحزن في الموضوع هو أن الهدف النبيل وراء وجود مثل هذه المؤسسات قد وُئِد، والمستفيد من خدماتها شق عليه الإنتظار لحين الحصول على ما وُعِد به، والموظف الذي انضم لهم لتقديم العون أقنعوه ليصبح معهم “فرعون”!
لذا فأنا أرجوك إن كنت تعتلي سدة إدارة المؤسسات الصحية بجميع أنواعها الخيرية والربحية وغير الربحية، وكنت تتباهى بإنجازاتك ولقاءاتك الصحفية وأخبارك، فابتعد، وإذا كنت تُملي على فريقك بأن “يمجدوا” كلماتك التي لا تغني ولا تسمن من جوع، فابتعد، وإذا كنت تبني هويتك الشخصية على حساب هوية المؤسسة، فابتعد، وإذا كنت تُقرّب من رضيت عنه وتبعد من أغضبك على المستوى الشخصي، فابتعد، وإذا كانت صورك وأخبارك تملء حسابات التواصل الإجتماعي للمؤسسة دون أي تنوع أو اعتبار لأساسيات المشاركة بهذه المواقع، فابتعد.

وأخيرًا، إذا كنت تعاني من فجوة لا يملؤها إلا حب الظهور والمديح فأرجوك أرجوك ابتعد، أو يمكنك تأسيس كيان صحي خاص تسوده مبادئك وتسري به أبجديات توجهاتك، ولكن لا تتوقع أن تنجو طويلًا منشأتك هذه.

بقلم: هبة مؤمنة