الثقافة العادلة
تثقيف_صحي/متابعه:ا.خديجة مقبول
من أبرز المفاهيم المرتبطة بسلامة المريض، هو مصطلح الثقافة العادلة الذي ذاع حديثاً والمرتبط بثقافة سلامة المرضى، حيث إن المنظمات الصحية التي تسعى الى تحقيق سلامة المرضى والمحافظة على تقديم خدماتها بشكل أكثر أمانا دائما ما تسعى الى نشر الثقافة العادلة بين جميع منسوبيها وتحفيزهم على التبليغ عن الحوادث العرضية والمخاطر بكل مهنية وشفافية مما يضمن للمريض الحصول على تجربة استشفائية آمنة. تساهم الثقافة العادلة في تغير سلوك العاملين بالمنظمات الصحية وتحسين مهارات التواصل لديهم لكونها تركز في الخطأ على النظام الصحي بشكل عام عوضاً عن لوم الافراد وذلك لتشجيعهم على تأدية مهام عملهم بكل مهنية وشفافية، ينتج عن ذلك حصول المستفيد على خدمات سريرية ذات جودة عالية.
الثقافة العادلة هي المصطلح المضاد لثقافة اللوم التي تُلقي بدورها اللوم على الافراد على عكس الثقافة العادلة التي تتيح الفرصة لجميع العاملين في المنظمات الصحية بجميع فئاتهم توثيق الأخطاء والمخاطر الطبية التي يتعرض لها المرضى اثناء تلقيهم الخدمة الصحية من مبدأ “ما الخطاء الذي حدث” وذلك لمنح المنشآت الصحية فرصة التعلم من التجارب المهنية التي مرت بهم عن طريق توثيقها بالنظام المعلوماتي للمنشأة.
تساهم الثقافة العادلة في تحسين النظام الصحي وتقديم خدمات صحية بجودة عالية وذلك عند ربط الحدث العرضي بالنظام الصحي والعمليات الداخلية له، هذه لا يعنى التساهل مع المستهترين بسلامة المريض فهناك بالتأكيد مسؤولية تقع على مقدم الخدمة الصحية دون افراط أو تفريط. ولتفادي الاحداث والمخاطر التي تحيط بسلامة المرضى توجب علينا السعي لضمان حق المريض في تلقي خدمة صحية آمنة عن طريق:
⦁ تفعيل دور القادة لتشجيع الممارسيين الصحيين للإفصاح عن أي أخطار طبية حدثت او كادت أن تحدث.
⦁ التزام الممارسين الصحيين بتطبيق سياسات وإجراءات سلامة المرضى.
⦁ تحقيق النسب الآمنة والموصى بها عالمياً بخصوص عدد القوى العاملة مقابل عدد المرضى (حجم العمل).
⦁ تأسيس فريق الثقافة العادلة وعمل حملات توعوية لجميع الموظفين بالمنشأة.
⦁ استخدام دليل الثقافة العادلة المعتمد من قبل المركز السعودي لسلامة المرضى.
وفي حال حدوث خطر عرضي سوف يتوجب على المنشأة الصحية دراستهُ للاستفادة منه في تحسين أدائها التشغيلي لتقديم خدمات صحية عالية الجودة بالإضافة الى إعداد خطط بغرض تلافي المخاطر المستقبلية الناتجة عن نفس الخطأ.
اعداد: ا.عروب القحطاني
مدير إدارة المخاطر وسلامة المرضى بمدينة الملك عبدالله الطبية