أهمية التدريب على الأجهزة الطبية
التثقيف الصحي:اعداد/ ا.عبدالكريم الصقعبي
في زمننا الحالي تعد الأجهزة الطبية جزءًا لا يتجزأ من مراحل الحياة المرضية للإنسان وتساهم في اجراءات التشخيص والعلاج والدعم والرعاية الصحية. في حين تتقدم التكنولوجيا الطبية بوتيرة عالية حيث أصبحت الأجهزة على نحو متزايد مستقلة وسهلة الاستخدام، ومع ذلك فهي لا تزال مجرد معدات تمامًا مثل أي أدوات أخرى ستعمل بشكل أفضل عندما يتمكن المشغلون من كيفية استخدامها بالشكل اللازم. وهنا تكمن أهمية حصولهم على التدريب الكامل والشامل الذي يحتاجونه قبل استخدام الأجهزة الطبية.
تعريف “التدريب المناسب” هو على النحو التالي: “مستوى التدريب الذي يلبي احتياجات التعلم بشكل كامل ويمكّن المستخدم من استخدام الجهاز الطبي بأمان وكفاءة.”
في حين أن هذه التقنيات الجديدة ابتكرت لتوفير رعاية أفضل للمريض ولسلامته لكن في نفس الوقت ستصعّب المهمة على المهنيون الصحيون مما يواجهونه من صعوبات في استخدام هذه التقنيات والتي يمكن أن تزيد من مخاطر الحوادث والمضاعفات أثناء العمليات الجراحية.
ومن الطرق الحديثة في علاج المرضى باتباع إجراءات طفيفة وبأقل الجروح وبفضل التقنيات والأجهزة الطبية الجديدة. فإن هذه الميول أصبحت ممكنة وعلى سبيل المثال استخدام المناظير في العمليات الجراحية في منطقة البطن من خلال شقوق صغيرة في الجلد، وأمثلة أخرى مثل القسطرة للأوعية الدموية.
تحدث الأخطاء في عدة حالات منها سوء في استعمال الجهاز الطبي واهمال أهمية الملصقات التحذيرية و كتيبات الاستخدام، وكانت العوامل الثلاثة الأولى التي تم الإبلاغ عنها والتي أدت إلى احداث الاضرار هي المستخدِم ومشاكل التصميم ونقص التدريب.
وفقًا لهيئة الغذاء والدواء الأميركية فإن 9٪ من حالات فشل الأجهزة الطبية مرتبطة بشكل مباشر بالمستخدم ويذكرون أن المعدل الفعلي للأخطاء المتعلقة بالاستخدام ربما يكون أعلى من ذلك بكثير.
ومن النتائج الأخرى أن التعامل مع الأجهزة الطبية يتسبب في شعور أكثر من 75٪ من الممرضات بالتوتر.
بالإضافة إلى دراستين مختلفة عن استخدام معدات الرعاية المركزة من قبل طاقم التمريض تشير أن 19٪ و 12.3٪ من الممرضين أنهم أساءوا استخدام المعدات مما أدى إلى إلحاق الضرر بالمريض.
لا يوجد قطاع آخر يعتبر أهمية التدريب الأولي أكثر أهمية من الأجهزة الطبية وتزداد الصعوبة حيث أن معدل الدوران الوظيفي بين الطاقم الطبي في ارتفاع، هذا يعني أن المجموعة التي تم تدريبها قبل ستة أشهر يمكن أن تكون مختلفة تمامًا عن الفريق الذي يستخدم المعدات الآن.
وجميع المتخصصين في الرعاية الصحية مسؤولون عن ضمان استخدام جميع الأجهزة الطبية بأمان وكفاءة، وتشمل هذه المسؤوليات الوعي بالمخاطر المرتبطة بالجهاز والتعليم والتدريب الملائم ولتطوير مهاراتهم والحفاظ عليها وتحقيق أعلى معايير الجودة، ومع توفير التعليم والتدريب على الأجهزة الطبية سيسهل على الطاقم النمو بثقة وتقديم رعاية صحية بأعلى المستويات مما تؤدي الى زيادة ثقة المرضى بالخدمات المقدمة لهم.
حين يتم توريد جهاز طبي جديد يوفر المورّد التدريب اللازم للطاقم الطبي المعني وبعد ذلك سيوفر مدربي القسم بالتعاون مع المورد تدريبًا مستمرًا لتلبية احتياجات التعلم، وهذا ليس فقط على المعدات بل أيضًا البرامج المستعملة بالأنظمة الصحية للمنشآت فهي تخضع لنفس اللوائح والإرشادات مثل أي جهاز.
هناك عدة مستويات للتدريب على الأجهزة الطبية:
- المستوى الأول (الوعي / التدريب الأساسي): يهدف إلى تقديم نظرة عامة لمعرفة أساسيات ومبادئ الجهاز بما في ذلك زيادة الوعي للمخاطر المحتملة.
- المستوى الثاني (التدريب المتخصص): يهدف إلى توفير إرشادات شاملة ومفصلة في استخدام الجهاز وهذا يتضمن جوانب مختلفة مثل اختبار ما قبل الاستخدام والإعداد والتشغيل وتحديد الأعطال ومشاكل المستخدم المتوقعة والتعقيم.
- المستوى الثالث (الكفاءة لتقديم التعليم): تدريب المتخصصين بعد تخطي المستوى الثاني لتمكينهم من تدريب الآخرين.
ويمكن تقسيم أجهزة التدريب الطبية الى ثلاثة فئات:
- الفئة الأولى: الأجهزة الوفيرة ومنخفضة إلى متوسطة الخطورة.
- الفئة الثانية: الأجهزة الوفيرة وعالية الخطورة.
- الفئة الثالثة: الأجهزة الأقل وفرة وعالية الخطورة.
منحنى التعلم في سياق التدريب يعتمد على عدة عوامل منها المهارات الشخصية إلى الوقت المستغرق وعدد العمليات التي يحتاجها الممارس لأداء العملية بشكل مستقل وناجح، وعامل آخر مهم في المستوى التعليمي هو الفرد على سبيل المثال شخصية ورغبة المتدرب في التعلم والقدرة على اكتساب مهارات جديدة والاستفادة من الخبرات السابقة، ويمكن التوصل لأعلى مستويات التعلم في تكرار العمليات التي يتم إجراؤها في فترة زمنية محددة. والممارسون مسؤولون عن الاستخدام الأخلاقي للتقنيات الجديدة ويجب طلب التدريب والوقت اللازم ان احتاجوا الى ذلك.
دائمًا ما نسمع مرارًا وتكرارًا أن التدريب المستمر ليس مطلوبًا لأن الموظفين يستخدمون الأجهزة بانتظام لكن نظرًا لأن الطاقم يعمل في منطقة متوترة ومشحونة وتعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا فمن السهل جدًا أن يصبح الطاقم غير مألوف مع المعدات الأقل استخدامًا. التدريب المستمر مهم أيضًا لأنه يتيح فرصًا لطرح الأسئلة وتحديث وتجديد المعلومات مثل تنبيهات الأمان حول جهاز معيّن، وفي مثل هذه الحصص التدريبية يمكن للطاقم مشاركة تجاربهم سواء كانت إيجابية أو سلبية فهي دائمًا ذات قيمة ولها أثر على مستوى الرعاية المقدمة للمريض. ومن الطرق الحديثة في التعليم المتجدد هو التعليم الإلكتروني عن طريق المحاضرات او المؤتمرات المرئية.
في عالم الأجهزة الطبية شديد التنظيم وعالي الخطورة يحتاج أي شخص يشارك في استخدامها إلى فهمها وتطبيق لوائحها الصناعية، ويحتاج جميع مدراء التدريب وفريق الجودة إلى التأكد من أن منظومتهم تلبي المتطلبات الدولية للتدريب ويعد رصد فعالية التدريب أمرًا ضروريًا مثل التدريب نفسه حيث أن التدريب ليس تمرينًا لمرة واحدة.
ولا أحد معصوم عن الخطأ وستحدث الأخطاء لا محالة وهذا هو الواقع، ولكن يمكن اتخاذ بعض الخطوات لضمان إجراءات تعليمية منتظمة حول استخدام الأجهزة الطبية لضمان أن الطاقم تم تدريبه بشكل مناسب واصبح متخصص لتقديم الرعاية بكفاءة عالية تحت جميع الأحداث والظروف.
المصادر: