معلوماتية صحية/ اعداد:ا.سماء الجشي

 

معظم المستشفيات في المملكة تعتمد على النظام الطبي الإلكتروني (EMR) أو النظام الصحي الإلكتروني (EHR)، و في حال تعطل النظام سواء كان تعطل مفاجئ أو مجدول لأسباب كالصيانة مثلا، فإنه يشكل خطرًا على المرضى و عثرة لتقديم الرعاية الطبية المتكاملة للمريض. ويشكل هذا العطل تحدٍ للمستشفيات على مستوى العالم حيث إن عدد الدراسات العلمية في هذا الصدد قليلة بالإضافة إلى عدم جاهزية و تدريب المستشفيات و الممارسين الصحيين بشكل كافي للإجراءات المتخذة في حال تعطل النظام.

تعطل النظام قد يكون كاملًا على مستوى المنشأة أو قد يحدث في أقسام معينة كقسم المختبرات الطبية أو قسم الأشعة فقط. ومن التحديات التي قد تواجه المنشأة – حسب فترة و مدى تعطل النظام، كيفية متابعة المريض و تتبعه، المحافظة على صحة المريض و الاطلاع على معلوماته في ملفه الطبي خاصة فيما يتعلق بأمراض الحساسية وصرف و إعطاء المريض الأدوية (high alert medications) و طلبات الفحوص المخبرية المستعجلة. وتأثير تعطل النظام يمتد إلى ما بعد إصلاح النظام (Recovery) ومن المشاكل المحتملة التوثيقات غير المكتملة او البيانات المتناقضة في ملف المريض.

لذا يجب على كل منشأة تجهيز خطة واضحة و الالتزام بمعايير وزارة الصحة وجهات الاعتماد مثل المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية (سباهي) لتوفير دليل إرشادي للممارسين الصحيين في حال تعطل النظام.

وسائل التواصل الفعّال هي أهم ما يجب وضعه في استراتيجية العمل، ومن المقترحات التي نشرت في مجلة (Applied Clinical Informatics) العلمية في بحث بعنوان (Continuing Patient Care during Electronic Health Record Downtime)، بالإضافة إلى ما تم ذكره في الدليل الإرشادي SAFER الصادر عن (The Office of the National Coordinator for Health Information Technology) (ONC) هي الآتي:

  • وجود خطة لإخطار جميع الأقسام حال حدوث تعطل مفاجئ أو غير مفاجئ، كلي أو جزئي.
  • تقليل العبء على الأقسام و الخدمات المعتَمدة بشكل كبير على النظام الصحي الإلكتروني و الخدمات الآلية. على سبيل المثال في الدراسة المذكورة أعلاه، تم ذكر أن المختبرات الإكلينيكية (في أحد المستشفيات المشمولة في الدراسة) تنجز ما يقارب 6000 فحص مخبري في الساعة في الوضع الطبيعي، و 15% فقط من هذه الفحوصات يحتاج إلى تدخل بشري، فبالتالي من الصعب جدًا تحميل الطاقم الصحي في المختبر عبء إنجاز هذه الفحوصات يدويًا عند تعطل النظام.
  • تدريب و تمرين الطاقم الصحي على الإجراءات المتبعة وكيفية العمل وقت تعطل النظام.

يجب مراجعة السياسات و الإجراءات المتعلقة بتعطل النظام باستمرار و التأكد من شموليتها و إتاحتها لجميع الأقسام و الموظفين.

حيث تشمل السياسة:

  • متى يتم الإعلان عن العطل (مثال: بطء شديد في النظام very slow response time، عطل في أحد خوادم الشبكة… الخ)
    المسؤول في حال العطل في كل قسم.
  • كيفية إعلام الموظفين والمستخدمين عن العطل (مثال: عن طريق البريد الإلكتروني)
  • طريقة توثيق معلومات المرضى و طلب الأدوية و التحاليل و طلبات الأشعة و غيرها.
  • وجود سياسات و إجراءات لكيفية استرجاع البيانات حال حدوث تلف فيها و استرجاعها عن طريق النسخ الإحتياطي (Backup).
  • وجود سياسة لإعادة تسجيل البيانات و المعلومات في النظام الصحي الإلكتروني بعد فترة الإنقطاع (Recovery).
  • وجود المسؤول عن إعادة تسجيل و إدخال البيانات بعد عودة النظام الصحي الإلكتروني للعمل.
  • وجود نماذج ورقية محدثة و مرتبة في مكان يسهل الوصول إليه من قبل الطاقم الطبي و مراجعتها و التأكد من توفرها في الأقسام باستمرار.
  • في حال كان التعطل مجدول مسبقًا، على الموظفين التأكد من طباعة عدد كافي من النماذج الورقية و تسجيل أدوية المرضى المنومين في قائمة لإكمال عملية رعاية المرضى و للمحافظة على سلامتهم.
  • إبلاغ الموظفين عند عودة النظام إلى العمل.
  • عمل استبيان للموظفين بعد عودة النظام للعمل لمعرفة ما يمكن تحسينه.
  • عمل root-cause analysis لتفادي حدوث العطل إن أمكن مستقبلًا.

تعطل النظام الصحي الإلكتروني لا يؤثر فقط على سلامة و رعاية المرضى، ولكنه يؤثر أيضًا على الممارسين الصحيين مثل زيادة ساعات العمل لإعادة تسجيل البيانات في النظام بعد عودته للعمل. وجود خطة طوارئ وسياسات و إجراءات مدروسة من شأنها أن تساعد في تخفيف العبء على الموظفين و تخفيف آثاره السلبية.

 

المراجع:

الأول

الثاني

الثالث