تأثير الأمان الوظيفي في مجال الرعاية الصحية
الجودة الصحية _ إعداد : ا / إلهام المنقاشي
الأمان الوظيفي هو شعور الموظف بأنه لن يفقد وظيفته، وأنه لن يستغنى عن خدماته دون سابق إنذار بين ليلة وضحاها، وهو واحد من أكثر العوامل تأثيرا في تحفيز الموظفين، وفقا لعدد من الإحصاءات فإن الراتب والشعور بالأمان الوظيفي يشكلان أهم العوامل التي يبحث عنها الإنسان في وظيفته، وحين غيابهما يتحول إلى هاجس يؤرقه، فلا هو واثق من مستقبله في المنشأة ليعمل في راحة بال، ولا هو تعرض للطرد ليبحث عن فرصة عمل بديلة، فيبقى يتأرجح بين الأمل والخوف، ويشمل الأمان الوظيفي أيضا تحقيق العدالة بين الموظفين، ورفع معنوياتهم بوجود الحوافز المادية والمعنوية ووجود أنظمة تكفل حقوقهم.
يساهم الأمان الوظيفي في استقرار الموظفين في عملهم، ويرسخ شعورهم بالإنتماء والولاء للمنشأة مما يحفزهم على العمل بإخلاص وبكل طاقتهم، ويدفعهم للإبداع والإبتكار ويرفع من قدرتهم على إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجه العمل، ذلك لأنهم يشعرون بالطمأنينة والرضا تجاه المنشأة وكأنهم جزء منها او كأنها بيتهم الثاني و مصدر رزقهم و نجاحها يعني نجاحهم.
قد يعتقد أصحاب المنشأت أن غياب الأمان الوظيفي لا يؤثر على العمل وقد يصل الأمر في بعضهم للإعتقاد أن أي موظف يمكن استبداله بغيره وهم مخطئون في اعتقادهم هذا وذلك للأسباب التالية:
– عندما يشعر الموظف ان وظيفته مستقرة وانه غير مهدد بخسارتها يتخلص من الخوف والقلق الدائمين ويتمتع بالهدوء والثقة ويتفرغ للتركيز في العمل و يسعى للتميز وإتقان عمله وتقديم أفضل أداء لديه.
– تتمتع المنشآة التي تقدم لموظفيها أمانا وظيفيا بسمعة حسنة تتعلق بتقديرها لموظفيها ورغبتها بالاحتفاظ بهم مما يجعلها مكان عمل جاذب لأصحاب أفضل الكفاءات، ممن يرغبون بالإقبال للعمل لديها.
– ان تفكير بعض المنشأت بأن رحيل موظف يأتي بعشرة غيره تفكير مكلف إضافة لكونه تفكير غير إنساني بحق الاخرين، ذلك لأن المنشأة تستبدل موظفا اصبح له خبرة ومهارة في أداء العمل بموظف جديد غير مدرب ولا يملك الخبرة اللازمة من ما قد يؤثر على أرباح الشركة ويكبدها تكاليف تدريبية وتأهيلية، اضافة الى ان تغيير الموظفين المستمر يؤثر على فقدان روح العمل بينهم ويجعلهم يخسرون التناغم فيما بينهم والصداقات التي يكونها تاريخهم الوظيفي المشترك.
الآثار السلبية لغياب الأمان الوظيفي:
– التقصير في العمل.
– عدم الإخلاص في اتباع أوامر الرؤساء.
– الشعور بالإهانة عند تلقي أوامر المدراء.
– انعدام المعايير العامة للعلاقات المهنية.
– الشعور الدائم بالظلم.
– البحث الدائم عن عمل أخر لتفادي الخطر المادي الناتج عن الفصل.
– اللجوء الى تفريغ الطاقة السلبية في المنزل مما يزيد من نسبة الطلاق والعنف الأسري.
– عدم الشعور بالرضا والانتماء للمنشأة وعدم الاهتمام بما يجري فيها سواء تقدمت او تراجعت.
من الطرق التي تُساعد في تحقيق الأمان الوظيفي في مجال الرعاية الصحية:
العمل في مجال الرعاية الصحية له فوائد عديدة، ليس فقط أن الموظف قادر على متابعة شغفه برعاية المرضى ولكن أيضًا في مسار وظيفي سيكون مطلوبًا بشدة لسنوات عديدة قادمة، يتمتع ممارسي الرعاية الصحية المدربون والمعتمدون بأعلى مستويات الأمان الوظيفي.
التعرف على كيفية التواصل مع أصحاب العمل، تعد القدرة على التحدث إلى صاحب العمل والزملاء في العمل والتواصل معهم أمرًا مهمًا في مجال الرعاية الصحية، تتطلب العديد من الوظائف مثل مساعد الأسنان ، والمساعدة الطبية، والتمريض الى التواصل والتفاهم بين مختلف الأطباء والمساعدين والمرضى، الاتصال هو المفتاح في كل منظمة وفي كل وظيفة، وخاصة في مجال الرعاية الصحية عند تقديم الرعاية للآخرين.
البقاء على اطلاع بالالتزامات، التأكد من البقاء على رأس العمل، قد يكون العمل في مجال الرعاية الصحية مرهقًا ويمكن أن تتراكم المهام بسرعة، تتميز معظم المرافق الطبية بخطى سريعة مع حجم كبير من المرضى يتراوح بين الرعاية اليومية أو حالات الطوارئ الطبية، إن استخدام المهارات العملية مثل التنظيم والعمل الجماعي والتواصل سيجعل من السهل الالتزام بالمسؤوليات.
تنمية المهارات وتوسيع الآفاق، تكمن ميزة بدء حياة مهنية في مجال الرعاية الصحية في وجود مجال للنمو دائمًا، يمكن التدرب على إتقان مهارة معينة أو يمكنك مواصلة التعليم في مهنة رعاية صحية جديدة.
الإستعداد لمساعدة الآخرين وتعزيز موقف إيجابي، هذا مهم جدًا في مجال الرعاية الصحية لأن مجال العمل هذا يتطلب العمل الجماعي يعتمد المهنيون الطبيون على المساعدة والدعم من زملاء العمل لضمان حصول كل مريض على أفضل رعاية صحية في الوقت المناسب، يمكن أن يساعد وجود الموظف في فريق عمل على تحقيق الأمن الوظيفي.\
المصادر: