القائد القدوة
نعود بعد غيبه، من قرية الحبشة بمحافظة القرى بالباحة لنعيش هدوء قرية وحوار مشاعر، وذكريات حصة تسرد قصه لغاندي عندما كان يهم بركوب القطار وانزلقت فردة حذائه (اعزكم الله) واستقرت على خط سكة الحديد، ولم يكن بمقدوره استردادها لان القطار قد بدا بالتحرك حينها قام غاندي بخلع فردة حذائه الاخرى والقاها على خط سكة الحديد لتستقر بالقرب من فردة الحذاء الاولى وعندما سأله أحد الركاب لماذا فعل هذا ابتسم غاندي وقال حتى يكون للفقير الذي سوف يجد الحذاء على مسار القطار حذاء كامل يمكنه استخدامه. استوقفتني هذه القصة كثيراً لأنها تحمل سمات قائد يفكر بالأخرين واحتياجاتهم.، وبحكم وجودي بالقطاع الصحي بلا شك لجميع الممارسين الصحيين احلام وطموح وامنيات .. تقودهم للعطاء نحو التميز والابداع لجودة الخدمة عملاً وتعاملاً .. هذه الطاقات تحتاج الى قائد يستثمرها وينمي هذه التوجهات نحو الاهداف المتزنة التي تعود بالنفع على المنشاة الصحية والممارسين الصحيين .. ولن يستطيع القائد التأثير على الكوادر مالم يهتم بحاجاتهم ويتفهم لأهدافهم ويشعرهم بأهميتهم وتقديره لهم وأثر تحقيق الاهداف عليهم وعلى المنشاة .. ليس صعباً هذا الامر على القائد الانسان .. ولكنه مستحيل على القائد المتصنع .. فالشعور بالأخرين لا يأتي بالحصول على شهادات علم الادارة وشرح حصة تسرد قصه فقط .. بل يأتي بتعاليم ديننا الحنيف و قدوتنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) .. العدالة والانصاف والتحفيز متطلب مهم.. اقلها الكلمة الطيبة … وتمتع القائد بثقته بقدراته .. ترسخ بداخله تقديره لزملائه وهذا عاملاً مهماً للقائد لان تقديره لزملائه سوف يساعده للقرب منهم ومعرفة امكانياتهم وتوجيههم التوجيه الصحيح .. وهذا القرب يجعلهم يتقبلون التوجيه بثقة متبادلة .. وينتج عنه الاستمرارية ويزرع المنافسة الإيجابية بين الجميع .. هذه المنافسة سوف تولد الافكار الابداعية التي هي اساس التحسين والتطوير لجميع الخدمات بالمنشاة .. كذلك تنمي التجربة لجميع الكوادر البشرية .. الذين هم اهم مورد .. لا فائدة للتجهيزات الحديثة إذا لم يتميز الانسان بتشغيلها واستثمارها .. لذلك على القائد زرع الثقة والامان للجميع .. جمال العمل في المنشاة الصحية الابتعاد عن الانا وانكار الذات .. لأنه مليء بالمواقف الإنسانية تكاد تكون يوميه .. هذه المواقف التي تجعل بداخل الجميع همه وعزيمة تغذيها الاهداف النبيلة .. لخدمة المستفيدين من الخدمات الصحية .. العمل في المنشاة الصحية تجذبك هناك للمعالي في سمو النفس وحب العطاء والاستمتاع بنجاح الزملاء .. اخي القائد المعالي هي رؤيا وقيم ورساله لأهداف ساميه تقودك للمعالي .. حيث ستجد هناك بتوفيق من الله مريضاً ساهمت بشفائه ، حلم وطموح مقدمي الخدمة الصحية .. سهل جداً دمجه بأهداف المستفيد من الخدمة .. فقط كن ممن يصنعون التغيير ..
شكراً لكل من صنع خطط الاستدامة بكل تفاني للوصول للمعالي.. دمتم بود..
بقلم أ/ موسى محمد الهزازي