مرض الملاريا
الصحة العامة_اعداد: ندى موسى الموسى
الملاريا هي مرض يصيب الدم، ينقله البعوض و قد يكون قاتلاً إذا لم يتم علاجه بسرعة. ينتقل المرض بواسطة كائن طفيلي يسمى البلازموديوم إلى جسم الإنسان عن طريق بعوضة الأنوفيلة. تشمل أعراض الملاريا الحمى والرعشة والصداع الذي تسببه هذه الطفيليات (١). من المحتمل أن تكون الملاريا قاتلة إذا لم يتم تحديدها ومعالجتها على الفور. بالإضافة الى أن لدغة بعوضة واحدة كافية لنشر العدوى. تؤثر الملاريا على حوالي ٦٥٠ مليون شخص على مستوى العالم في المناطق الاستوائية و شبه الاستوائية، معدل الوفاة بسبب هذا المرض يتراوح بين ١ إلى ٣ ملايين كل عام. (٢)
تنتشر الملاريا بشكل أكبر في أمريكا الجنوبية و الوسطى و جنوب آسيا و أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث أن الأطفال دون سن الخامسة معرضين للضرر بشكل أكبر من غيرهم. بالرغم من ذلك، فإن لدغة واحدة من بعوضة موبؤه كافية لانتشار المرض في جسم الانسان و تمكنها منه، لذلك مرض الملاريا يمثل خطراً كبيراً على الصحة العامة (٣). انتقال الملاريا من شخص لآخر يتم عن طريق الاحتكاك المباشر مع شخص مصاب و قد يساعد التشخيص المبكر للملاريا في علاج و إدارة العدوى في مناطق معينة. من ناحية أخرى، تفتقر العديد من الحكومات إلى الموارد اللازمة لإجراء فحص فعال (٤). سيكون هناك حوالي ٢٤١ مليون إصابة بالمرض في جميع أنحاء العالم بحلول عام ٢٠٢٠ من بينها ٦٢٧٠٠٠ حالة وفاة. وتتسبب الملاريا بوفاة الأطفال و كبار السن و النساء الحوامل أكثر من عامة السكان. من المرجح أن يواجه الأشخاص الذين يعيشون في بيئة فقيرة ولا يحصلون على الرعاية الصحية المناسبة الى صعوبات بسبب مرضهم (٥).
اكتشافات رائدة
حدث أول اكتشاف ملحوظ في عام ١٨٨٠، عندما اكتشف “تشارلز لويس لافيران”، طبيب الجيش الفرنسي في الجزائر طفيليات في خلايا الدم الحمراء للمرضى المصابين بهذا المرض. وقد جادل بأن هذا الكائن الأولي كان مسؤولاً عن انتشار الملاريا، و هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط أحد الأوليات بمرض (٦). أطلق إيتوري مارشيافافا و أنجيلوتشيلي على الطفيل اسم المتصورة نسبة إلى الرجل الذي وجدها. بعد بضعة أشهر افترض “كارلوس فينلاي” الطبيب الكوبي، أن البعوض كان مسؤولاً عن مرض الانتقال البشري (٧).
و مع ذلك، أنشأها السير رونالد روس من المملكة المتحدة في عام ١٨٩٨ بعد أن أثبت أن أنواعاً معينة من البعوض كانت قادرة على نشر الملاريا من الغدد اللعابية للبعوض التي تتغذى على الطيور المريضة، و كان السير رونالد روس أول شخص يقوم بذلك (٥). شغل السير روس منصب مدير آثار مكافحة الملاريا في عدة دول بعد الحرب، بما في ذلك موريشيوس و مصر و اليونان. ساعدت مبادرات ” فينلي، روس، مارشيافافا و تشيلي” في بقاء مئات الموظفين على قيد الحياة و ساعدت في تطوير استراتيجيات يمكن استخدامها في حملات الصحة العامة المستقبلية لمكافحة المرض. وقد تم استخدام لحاء”شجرة الكينا”، التي تحتوي على عقار الكينين كأول علاج طبي للملاريا في العصور القديمة (٨).
أعراض الملاريا
تظهر أعراض الملاريا غالباً خلال ١٥ إلى ٣٠ يوماً بعد لدغة البعوضة المصابة. قد يعاني المريض نوبات من ارتفاع درجة الحرارة و الرعشة و العرق المفرط، بالإضافة الى الغثيان و الإقياء والصداع والإسهال والتعب الشديد وآلام الجسم واصفرار الجلد (اليرقان) و الفشل الكلوي (٩). غالباً ما يكون العلاج ضروري للشفاء التام من الملاريا في معظم الحالات و الذي يستغرق بمعدل أسبوعين. بالنسبة للملاريا فإن العلاج و التشخيص في الوقت المناسب ضروريان. حيث يمكن للأطباء الحصول على عينة دم من المرضى و استخدامها لإجراء اختبار سريع للكشف عن المرض و تشخيصه (١٠).
تطور الملاريا في جسم الإنسان
أنثى بعوضة الأنوفيلة هي النقل الأساسي للملاريا ينتقل المرض عندما تقوم بعوضة حاملة للملاريا بلدغ شخصاً ما. و يتم تمريرهذه الطفيليات إلى أشخاص آخرين في المرة التالية التي تلدغها البعوض و تستمر الدورة بهذا الشكل (١١). يتسلل الطفيل إلى الدورة الدموية للإنسان و يذهب إلى الكبد حيث يصيب خلايا الدم الحمراء قبل أن يخرج من الجسم و يعود إلى مجرى الدم. كريات الدم الحمراء هي الخلايا التي تنقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم. تنتشر الملاريا عن طريق عمليات نقل الدم و استخدام الإبر الملوثة (١٢). بعد الحقن تنتشر الطفيليات المسماة “سبوروزويتس” لفترة وجيزة في الدورة الدموية قبل القضاء عليها. يحدث هذا قبل إصابة الجراثيم بخلايا كبد العائل. لدى هذه الطفيليات ميل للانقسام السريع في خلية كبد المضيف على مدى فترة طويلة. حيث سينتج هذا الطفيلي الوحيد عدد كبير حوالي ٣٠٠٠٠ طفيلية. يشار إلى هذه الطفيليات أيضاً باسم “ميروزويتس” في الصناعات الأخرى (١٣).
حتى بعد الانقسام، يبدو أن المضيف في صحة ممتازة. ستتمزق خلية الكبد المتضخمة تدريجياً في غضون ثوان قليلة و تطلق الميروزويت في مجرى الدم. اذا كان نظام المناعة لدى المضيف قادراً على منع التعرف عليه أو مهاجمته (١٤). قد ينتج الميروزويت ما يصل إلى ٣٢ نسل في هذه المرحلة. عندما تتمزق خلايا الدم الحمراء المضيفة، يتم إطلاق الميروزويت في مجرى الدم و تستمر الدورة. في هذه الدورة المتكررة، تؤدي إعادة غزو الطفيل وإطلاقه إلى زيادة هائلة في أعداد الطفيليات في الدورة الدموية (١٥). بدون تدخل علاجي مناسب، فإن نسل طفيلي واحد في الكبد قد يتسبب في فقدان المضيف لجميع خلايا الدم الحمراء في غضون ١٢ إلى ١٤ يوماً. تنتشر الملاريا لاحقاً في جميع أنحاء الجسم نتيجة لهذا الانتقال. عندما تكون المرأة الحامل مريضة بالملاريا فمن الممكن أن تكون قادرة على نقل المرض إلى أطفالها الذين لم يولدوا بعد أو أثناء الولادة في حالات نادرة. تشمل بعض وسائل انتقال الملاريا غير المعتادة عمليات نقل الدم و التبرع بالأعضاء و الإبر تحت الجلد ( ١٦).
تستخدم عينات الدم لتحديد ما إذا كان االشخص مصاباً بالملاريا حيث يمكن رؤية الطفيليات تحت المجهر (١٧). بمجرد تحديد التشخيص، يجب أن يبدأ العلاج على الفور وذلك لان التدخل السريع يحقق الشفاء التام من المرض. يتم تحديد نوع العلاج و مدة حسب نوع الملاريا و شدتها و حالة المريض الحامل للمرض. قد يكون من الصعب علاج الملاريا في بعض الأحيان. احد العواقب هي فقر الدم الحاد و الملاريا الدماغية و الملاريا المرتبطة بالحمل و تمزق الطحال و الحماض و الأضرار الكلوية و الفشل متعدد الاعضاء (١٨).
الوقاية من الملاريا
تشمل التدابير الوقائية لمكافحة الملاريا استخدام طارد الحشرات و الملابس الواقية و الناموسيات لتقليل مخاطر انتقال المرض (١٩). كان القضاء على البعوض الحامل للملاريا محوراً لعدد كبير من مبادرات الوقاية من الملاريا (٢٠). قد يطلب من المرضى التطعيم بالإضافة إلى الأدوية المضادة للملاريا إذا كانوا معرضين لخطر الإصابة بالمرض. على الرغم من أن الملاريا غير شائعة في الولايات المتحدة، إلا أنها منتشرة في كل مكان في جميع أنحاء العالم. احد طرق انتقال الملاريا عن طريق السفر لذلك يجب فحص الركاب ثلاث إلى أربع مرات قبل ركوب الطائرة لتقليل فرض انتقال الملاريا (٢١).
على الرغم من حقيقة أن الملاريا قابلة للشفاء، فإن نسبة كبيرة من الأفراد يموتون بسبب المرض. من المرجح أن تقتل الملاريا الأطفال و النساء الحوامل أكثر من عامة السكان (٢٢). لذلك يجب الحرص على مكافحة هذا المرض و تطبيق جميع الإجراءات الوقائة المساعدة في مكافحة انتشاره.
المراجع
- https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/111008/WHO_DCO_WHD_2014.1_eng.pdf?sequence=1&isAllowed=y
- Ahmed, T., Hyder, M.Z., Liaqat, I. and Scholz, M., 2019. Climatic conditions: conventional and nanotechnology-based methods for the control of mosquito vectors causing human health issues. International journal of environmental research and public health, 16(17), p.3165.
- Crompton, P.D., Moebius, J., Portugal, S., Waisberg, M., Hart, G., Garver, L.S., Miller, L.H., Barillas-Mury, C. and Pierce, S.K., 2014. Malaria immunity in man and mosquito: insights into unsolved mysteries of a deadly infectious disease. Annual review of immunology, 32, pp.157-187.
- Nevin, R.L. and Croft, A.M., 2016. Psychiatric effects of malaria and anti-malarial drugs: historical and modern perspectives. Malaria Journal, 15(1), pp.1-13
- Zambare, K.K., Thalkari, A.B. and Nagesh, S.T., 2019. A Overview of Etiology, Life Cycle of Malarial Parasite, Clinical Signs, Diagnosis and Complications. Asian Journal of Research in Pharmaceutical Science, 9(3).
- Plasmodium Ovale MalariaOkafor C, Finnigan NStatPearls (2022)
- Murray, C.J., Rosenfeld, L.C., Lim, S.S., Andrews, K.G., Foreman, K.J., Haring, D., Fullman, N., Naghavi, M., Lozano, R. and Lopez, A.D., 2012. Global malaria mortality between 1980 and 2010: a systematic analysis. The Lancet, 379(9814), pp.413-431.
- Ukaegbu, C.O., Nnachi, A.U., Mawak, J.D. and Igwe, C.C., 2014. Incidence Of Concurrent Malaria And Typhoid Fever Infections In Febrile Patients In Jos, Plateau State Nigeria
- Milner, D.A., 2018. Malaria pathogenesis. Cold Spring Harbor perspectives in medicine, 8(1), p.a025569.
- Bartoloni, A. and Zammarchi, L., 2012. Clinical aspects of uncomplicated and severe malaria. Mediterranean journal of hematology and infectious diseases, 4(1).
- Bennink, S., Kiesow, M.J. and Pradel, G., 2016. The development of malaria parasites in the mosquito midgut. Cellular microbiology, 18(7), pp.905-918.
- Caputo, A. and Garavelli, P.L., 2016. Climate, environment and transmission of malaria. Med, 2, pp.93-104.
- Karamati, S.A., Hassanzadazar, H., Bahmani, M. and Rafieian-Kopaei, M., 2014. Herbal and chemical drugs effective on malaria. Asian Pacific Journal of Tropical Disease, 4(S2), pp.S599-S601.
- Nilsson, S.K., Childs, L.M., Buckee, C. and Marti, M., 2015. Targeting human transmission biology for malaria elimination. PLoS Pathogens, 11(6), p.e1004871.
- Beisel, U., 2017. Resistant bodies, malaria and the question of immunity. Global health and geographical imaginaries, pp.114-34.
- Antinori, S., Galimberti, L., Milazzo, L. and Corbellino, M., 2012. Biology of human malaria plasmodia including Plasmodium knowlesi. Mediterranean journal of hematology and infectious diseases, 4(1).
- Bastaki, H., Carter, J., Marston, L., Cassell, J. and Rait, G., 2018. Time delays in the diagnosis and treatment of malaria in non-endemic countries: A systematic review. Travel medicine and infectious disease, 21, pp.21-27.
- Baird, J.K., Valecha, N., Duparc, S., White, N.J. and Price, R.N., 2016. Diagnosis and treatment of Plasmodium vivax malaria. The American journal of tropical medicine and hygiene, 95(6 Suppl), p.35
- Butler, N.S., Vaughan, A.M., Harty, J.T. and Kappe, S.H., 2012. Whole parasite vaccination approaches for prevention of malaria infection. Trends in immunology, 33(5), pp.247-254.
- Tizifa, T.A., Kabaghe, A.N., McCann, R.S., van den Berg, H., Van Vugt, M. and Phiri, K.S., 2018. Prevention efforts for malaria. Current tropical medicine reports, 5(1), pp.41-50.
- Hemingway, J., Ranson, H., Magill, A., Kolaczinski, J., Fornadel, C., Gimnig, J., Coetzee, M., Simard, F., Roch, D.K., Hinzoumbe, C.K. and Pickett, J., 2016. Averting a malaria disaster: will insecticide resistance derail malaria control?. The Lancet, 387(10029), pp.1785-1788.
- Laishram, D.D., Sutton, P.L., Nanda, N., Sharma, V.L., Sobti, R.C., Carlton, J.M. and Joshi, H., 2012. The complexities of malaria disease manifestations with a focus on asymptomatic malaria. Malaria journal, 11(1), pp.1-15.