الصحة القابضة ،، لاخوفُ عليهم
إنّ التطور المتسارع الذي تشهده مملكتنا الغالية بقيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهم الله لتحقيق رؤية المملكة 2030 في كافة الأصعدة والجوانب ، لاسيما الخدمات الصحية والتي كان آخرها الموافقة على قرار مجلس الوزراء القاضي بنقل ملكية الأصول، ومنح الحقوق، ونقل الالتزامات والحقوق المالية والتعاقدية للدولة، ذات العلاقة بالخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة إلى شركة الصحة القابضة أو أي من شركاتها التابعة والذي يعد قرارًا مكملًّا لقرار إنشاء شركة الصحة القابضة.
حيث تهدف هذه الشركة إلى تسخير كافة الإمكانات البشرية والمادية لتعزيز جودة وكفاءة الخدمات الطبية والوقائية لكافة أبناء المملكة ، كما ستساهم هذه الشركة في رفع كفاءة وفعالية أداء المنظمات الصحية وذلك من خلال منح الصلاحيات والمسؤوليات للتجمعات الصحية في مناطق المملكة لتسهيل تقديم خدمات الرعاية الصحية وفق نموذج الرعاية الصحية الحديث بكافة مستوياته ابتداء من الوقاية الى الرعاية الصحية الأولية مروراً بالرعاية الصحية الثانوية والتخصصية والتلطيفية. وبذلك تتفرغ وزارة الصحة ومديرياتها إلى الإشراف والمتابعة لعمليات التنفيذ بعد تشريعها وسنّها؛ لتكون منشآت القطاع الحكومي الصحية في تعاملاتها ومخرجاتها وإلتزاماتها وقواعدها كما هو في القطاع الخاص. ومن المعلوم أن حجر الزاوية في ذلك والعنصر الهام لتطوير أي منظومة ترمي الى التميز في خدماتها ولكونه المحرك الأساس لذلك هو الموظف او العنصر البشري والذي يعد شريك النجاح في منجزات أي منظومة.
إن الأنظمة الحديثة والتي تم تحسين قواعدها ومعاييرها مؤخرًا تصبّ في صالح الموظف المتميز وهي بمثابة الفرص التي لابد ان يتم اقتناصها من أصحاب القرار وانتقاء الكوادر البشرية المميزة واستقطابهم ومنحهم المميزات التي تساعد على بقائهم وراحتهم وتزيد من ولائهم وذلك لتحقيق الهدف المنشود، مراعين بذلك أن يكون رضى المستفيد والموظف بخطين متوازيين لا يطغى احدهما على الاخر. وبطبيعة الحال كما أن تلك القرارات الإصلاحية تعد فرصة للمميزين من الكوادر البشرية فهي تعد كذلك من المهددات للموظف المتخاذل، بل وأنها العدو اللدود لما يسمى بالبطالة المقنعة فالكوادر المميزة المتجددة لا خوف عليهم حتى وإن أصابهم شيء من عدم تقدير الذات فالفرص تلتقف المميزين أينما كانوا.
ختامًا .. من لا يتقدم يتقادم والانسان عدو ما يجهل، لذا على الموظف أياً كان موقعه في المنظومة أن يطّلع ويوسّع مداركه حيال أهداف تلك القرارات ، وماهي المهارات اللازمة لها و نقاط القوة التي يمتلكها لـيأصلها ويزيدها وهجًا. وماهي نقاط الضعف التي يجب ان يستثمر بها نفسه لتجاوزها والاستمرار في العطاء للوصول الى تقدير الذات والذي جعله – ماسلو- قمة هرم الاحتياجات الإنسانية.