عتبة التغيير ..!
في ركنٍ اتخذته الخالة مريم مهجعًا ،، نازحة عنّا مبتعدة ،، حزينة سارحة في عالم آخر ,
اقتربتُ لعلي أُخفّف من ملامح الحيرة تلك،،
* ما بكِ عزيزتي،،؟
* نحن على عتبة تغيّرات كبيرة،،
* وما الضير في ذلك ؟
* لا قيمة لما أقوم به!!
* لماذا!؟
* لا أستطيع مجاراة الشباب ولا أعرف.
لا أفهم طريقة استخدام الجوالات الحديثة ولا ما يسمونه بالإيميل ،،!
وهذه الفأرة لا أحبها،،!
* ومن قال لكِ إن التغيير مقتصرًا على استخدام الجوال و الإيميل والفئران،،؟
* هم يقولون،، !
سرحت مع نفسي أفسّر معنى كلماتها الخائفة الحذرة من مستقبلها المملوء بالتحديات،،!
شهدتُ واقعها المتحفظ و الوسائل التقليدية في تنفيذ الأوامر, وهنا تذكرت
إن إدارة التغيير فنًّا من فنون إدارة الجودة الشاملة .
تلك الإدارة التي تأخذ على عاتقها التغيير التدريجي الذي يساهم في تأقلم
المستهدفون مع التغيير، ودراسة تقنيات التغيير كالطرق والأدوات المساهمة في
إقناع الأفراد بهذا التغيير .
إنّ المرحلة القادمة تحتاج إلى الكثير من البناء كي يشتد ساعد خالة مريم وأمثالها،
كي نستطيع إتخاذ القرارات الصحيحة واعتمادها،،
كي نساعد المنظّمات على بناء نفسها وتطوير إنتاجها.
إن الرؤية الطموحة ٢٠٣٠ تحتاج الى خطوات مدروسة في العديد من جوانب الحياة كي
نضمن نجاحها،، وعتبة التغيير التي يهابها أياً من كان تحتاج الى إدارة التغيير،
تحتاج الى سلسة إجراءات واضحة واستحداث المسؤوليات المحركة والأدوار
المحفزة و إيجاد أنماط رقابية مختلفة بهمم عالية..
الوقوف على عتبة التغيير القادمة يتطلب فهمًا عميقًا لساحة العمل محليًّا
ودوليًّا ويجب أن يأتي هذا الفكر مسلحاً
بقيادة حازمة مرنة واعية مدربة ولا تحتاج
أبداً الى الترهيب أو إلى فصل الواقع عن المستقبل،،
يجب أن نساعد بعضنا البعض على استبصار واقع التغيير الإيجابي القادم لانتظاره
بنفوس راضية جميلة واعية لا خوف فيها ولا ترقّب.
سيتم ذلك بزيادة الثقة بين العاملين وتحقيق الرضا الوظيفي لهم وبإشراكهم في كافة مراحل التغيير والإستفادة من الخبرات السابقة , فتلك إحدى استراتيجيات الكايزن اليابانية .
وأخيرًا
عدتُ لحاضري ،، ابتسمتُ لخالة مريم
وطمأنتها وقلت لها أنت ثروة في عالم السجلات والملفات والتنظيم ،،
وسنسعد بالاستفادة من خبراتك في تغيير بيئة العمل, حيث تتلاقى أصالة الفكر وحداثة الأداء،،!
كيف لنا أن نتغيّر إن لم نتعلم من خبرتك الطويلة و نستقي من جميل نصائحك ؟
وجودك بيننا الآن هو حافزنا لاستمرار
فصمودك الأصيل يلهمنا،، وإرادتك في التغيير مدرستنا
كلنا معك ،،
ابتسمت وقالت: الآن سأحب الفأرة،،!
بقلم: أ. إيمان أسامة شرف
أخصائية جودة إدارية
( مدقق داخلي )