رعاية المريض هي أول مسؤولية للقطاع الصحي، فشُيّدت المستشفيات ووُظف المختصون من الأطباء والممرضات وغيرهم من الممارسين

الصحيين وصُرفت الملايين لرعاية المرضى. وبلا شك أغلب الممارسين الصحيين يعرفون مسئولياتهم ويرعون مرضاهم وفقا لذلك لأنهم يقدّرون

القسم الذي أقسموه بعد تخرجهم .وتأتي سلامة المريض مقترنة في أهميتها برعاية المريض . فالهدف هو أن يخرج المريض من المستشفى

بصحة أفضل من التي دخل بها الى المستشفى وأن يلقى الرعاية الصحية التي تكفل له عدم الضرر به.  إلا أن الأخطاء الطبية الا ما تقع منهم

ويتأثر بها المريض و ذويه , فقد يفقد الانسان روحه أو يصاب بمضاعفات تتراوح شدتها إثر هذا الخطأ الطبي. الأخطاء الطبية تربعت في المرتبة

الثالثة في أمريكا كسبب رئيسي للوفيات . وكلنا نعرف جودة ودقة الرعاية الصحية في أمريكا, اذًا الأخطاء الطبية من الممكن أن تحصل في جميع

البلدان ولا أقصد بها بلدنا الحبيب فقط. وبما ان الاخطاء الطبية شيء متوقع حدوثه، فيجب أن ندرس مسببات الأخطاء الطبية لنتلافى حدوثها

في المستقبل . بعد اطلاعي على عدة دراسات وفراغي من دراسة أجريتها بنفسي وجدت أن أغلب الاخطاء الطبية يعود سببها للنظام نفسه.

حتى لو أن المتسبب في الخطأ الطبي هو طبيب أو ممرضة إلا أنّ النظام الصحي هو من سمح لهذا الخطأ بأن يقع . فالتشريعات الغير واضحة أو

القديمة والغير محدثة كانت من أبرز ما وجدت في التسبب في وقوع الأخطاء الطبية . كذلك وجدت أن ضعف التواصل بين الأطباء نفسهم , أو بين

الاطباء والممرضات , او بين الطبيب والمريض وذويه سبب ملفت للانتباه. لو ركزنا على السببين هذين لوجدنا انه من السهل جدا حلهم .

فبخصوص السياسات والتشريعات , يجب التأكد دوما من تحديثها ومن عرضها على الممارسيين الصحيين وفهمها. وكذلك أي تحديث في

العمليات الجراحية والبروتوكولات يجب على الفور ان يتم تحديثها والتأكد من أن الممارسيين الصحيين على دراية بها. وأما بخصوص التواصل بين

الممارسيين الصحيين وبين الطبيب والمريض فهذا موضوع عميق يجب التركيز عليه. الأطباء يجب ان يتواصلوا فيما بينهم بوضوح شديد وان يدونوا

نتائج الخطة العلاجية بطريقة واضحة حتى لا يحدث لبس فيما بينهم وحتى يحموا أنفسهم قانونيًا اذا ما تم تصعيد القضية لا سمح الله

للمحكمة. ويجب ألا تكون هنالك نظرة فوقية من الطبيب للممرضة ويجب ألا تخاف الممرضة من التواصل مع الطبيب اذا وجدت خطأ ما. أمّا فيما

يخص التواصل بين الطبيب والمريض فيجب أن يتواصل الطبيب مع المريض وذويه بلغة دارجة سهلة وسلسلة ولا يستخدم المصطلحات التي لا

يفهمها المريض. يجب ان تكون اللغة واضحة والخطة العلاجية واضحة حتى لو كان المريض متعلم ومثقف فوقت المرض من الممكن ألا يستوعب

المريض كل شيء تم اخباره به باختصار وبمصطلحات صعبة، خذوا وقتكم في الشرح الوافي للمريض وذويه لتعزيز سلامتهم.الحديث يطول عن

مسسبات الأخطاء الطبية ولم اذكر إلا سببين وجدتهم مهمين للغاية وسهل إحتوائهم وأثرهم كبير في  رعاية المرضى والحرص على سلامتهم.