الاكيجاي هو مفهوم ياباني يعني “سبب العيش ” وحسب هذه الفلسفة فإن جلب معنى لحياتك والعيش في سعادة يتطلب منك الحرص على البقاء مشغول بما تحب طوال الوقت. إن لكل شخص في هذه الحياة الاكيجاي الخاص به. قد يكون واضح جدا فلا تحتاج للبحث عنه وقد يستغرق منك بحث طويلا وتعمق في ذاتك، وعندما تجده سيكون لكل يوم في حياتك معنى ويكون لديك سبب يدفعك للاستيقاظ كل صباح.

الاكيجاي قد يكون العمل أو الهواية أو تربية الأبناء وقد يكون لشخصيتك العديد من الاكيجاي لذلك اقترح الكاتبان غارسيا وميراليس طريقة لمساعدتك للبحث عنه وهي من خلال طرح أربع أسئلة:

  • ماذا تحب؟
  • ماذا تجيد؟
  • ماذا يحتاج العالم منك؟
  • ما الذي قد يدفع لك من أجله؟

فإذا ترابطت إجابات تلك الأسئلة وحدث توافق بين الدوائر الأربعة حينها ستكون وجدت الاكيجاي الخاص بك وهو ما سيدفعك للإستماع

بحياتك.

 

باختصار إن الهدف من فلسفة الإيكيجاي، هو السعي لتحقيق التوازن المثالي بين احتياجاتك في الحياة، وتكيّف حياتك المهنية بشكل يضمن لك تحقيق ذاتك وأهدافك وسعادتك، دون اشتراط نوع المهنة، الهدف فقط أن تكون “سعيداً وتحقق ذاتك وتكون حقيقياً”.

قواعد الإيكيجاي العشر:

  1. ابق نشيطاً، لا تتقاعد
  2. تعامل مع الأمور ببطء
  3. لا تتخم معدتك
  4. احط نفسك بالأصدقاء الجيدين
  5. اعتن بجسدك لعيد ميلادك القادم
  6. ابتسم
  7. اعد تواصلك مع الطبيعة
  8. اشكر
  9. عش اللحظة
  10. اتبع الإيكيجاي الخاص بك، هدفك في الحياة

 

تُعّرف السعادة بأنّها حالة من الرفاهية العاطفيّة التي يمر بها الإنسان إمّا بشكل دائم نتيجة إنجازاته المستمرة، ونظرته الإيجابيّة للمواضيع، أو نتيجة لحظة معينة مؤثرة عكست ابتسامته وفرحه بها، كما تُعتبر بمثابة اعتراف من الشخص لظروف حياته الجيدة والمرضية بالنسبة له.

 

قواعد السعادة السبع لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب كرّم الله وجهه:

  1. لا تكره احداً مهما أخطأ في حقك
  2. لا تقلق ابداً مهما بلغت الهموم
  3. عش في بساط مهما علا شأنك
  4. توقع خيراً مهما كثر البلاء
  5. اعط كثيراً ولو حرمت
  6. ابتسم ولو القلب يقطر دماً
  7. لا تقطع دعاءك لأخيك المسلم بظهر الغيب

 

المنظور الإسلامي للعيش بسعادة في الدنيا، تكمن في الاحسان وعمل الأعمال الصالحة. قال تعالى:” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” سورة النحل (97).   وهذه الأعمال الصالحة تتضمن كل الأعمال الصائبة التي يقوم بها المسلم بنيّة التعبّد والحصول على الأجر والثواب من الله عز وجل، والقيام بالأعمال الصالحة أحد الفروض الأساسية التي يُلزم على المسلم تأديتها، وذلك لكونه يعدّ شكلاً من أشكال الاحسان.

إن الالتزام بعمل الأعمال الصالحة هي شرط للاستمتاع بحياة طيبة، واختلف أهل التأويل في تفسير “فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ” فقالوا السعادة والقناعة بما كتبه الله في الدنيا، وقال آخرون في تفسير “حَيَاةً طَيِّبَةً” هي الجنة (دار السعادة الأبدية) – تفسير الطبري. كما فسّر آخرون “حَيَاةً طَيِّبَةً” بخمسة أقوال:

الأول: الرزق الحلال

الثاني: القناعة

الثالث: التوفيق الى الطاعات

الرابع: الجنّة

الخامس: السعادة – تفسير القرطبي

 

وكما أن الالتزام بالأعمال الصالحة سبب للحياة الهانئة السعيدة، فإن الاعراض عن ذكر الله والتكذيب به مورث لحياة الشقاء، حيث ذكر الله عز وجل في محكم تنزيله قوله: ” وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى”. سورة طه (124)

“مَعِيشَةً ضَنْكًا”. أي في الدنيا، فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق حرج لضلاله، وان تنعّم ظاهره، ولبس ما شاء وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء. فان قلبه ما لم يخلص الى اليقين والهدى، فهو في قلق وحيرة وشك، فلا يزال في ريبه يتردد. فهذا من ضنك المعيشة. قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: “مَعِيشَةً ضَنْكًا”.   قال: الشقاء – تفسير ابن كثير

 

لماذا يستمر الانسان طوال حياته في البحث عن السعادة؟

  • تعتبر السعادة عاملًا مهمًّا في حياة الأشخاص، حيثُ تُعطى النسبة الأكبر من الأهمية والتي تفوق أهمية المال، والصحة.
  • تُعتبر موجهًا رئيسيًّا لهيكلة أسلوب حياة الشخص، وتعكس نظرته وتفكيره في المواقف الحياتيّة المختلفة.

 

خلاصة القول، يقدمّ الكاتبان غارسيا وميرالس في كتابهما، أفضل الطرق والوسائل لاكتشاف الإيكيجاي الخاص بكل شخص لعيش حياة طويلة، مثمرة وسعيدة من خلال خلق التوازن بين المهارات والمعرفة والأنشطة التي يحبها، والتي يجيدها، والتي يمكن أن يتقاضى مقابلها أجراً، وتلك التي يحتاجها العالم.

أما من منظورنا نحن كمسلمين، فعلينا عدم اغفال قيّمنا ومعتقداتنا الدينية الراسخة والتي هي مصدر استقرار حياتنا ومنبع سعادتنا الدنيوية، والسعادة الأبدية في الجنة ان شاء الله.

 

 

 

بقلم/ د. أميرة برهمين