((مراكز الرعاية الصحية الأولية)) المحور الرئيسي للاستدامة وصحة المجتمع

إعداد: أ. سلمى الحلافي

تُعرَّف الرعاية الأولية بأنها المستوى الأول من اتصال السكان بنظام الرعاية الصحية، مما يجعل الرعاية الصحية أقرب ما يمكن إلى المكان الذي يعيش ويعمل فيه الناس. حيث يعالج المشاكل الصحية الرئيسية في المجتمع ويقدم خدمات وقائية وعلاجية وتأهيلية.

ينظر للرعاية الصحية الأولية كمصطلح أوسع نطاقا مشتق من المبادئ الأساسية التي صاغتها منظمة الصحة العالمية والتي تصف نهجا للسياسة الصحية وتقديم الخدمات التي تشمل كلا من الخدمات المقدمة للأفراد (خدمات الرعاية الأولية) ومستوى السكان “من نوع الصحة العامة. ” المهام. ويجب أن توفر (PHC) الحزمة الأساسية من الخدمات والمنتجات الصحية الأساسية التي تمتد على مدى حياة الشخص، وتغطي حوالي 80% من احتياجاته الصحية طوال حياته، بدءًا من الخدمات لأشياء مثل تحصين الأطفال والتغذية وغيرها وهو “الطريق السريع” “لتحقيق التغطية الصحية الشاملة (Universal Health Coverage).

ويعد تطبيق أنظمة الرعاية الصحية الأولية أساسا في تحقيق العدالة الصحية في كل مرحلة من مراحل الحياة، و تؤدي الى الوصول إلى الرعاية المتكاملة التي تركز على الشخص و تعزيز الصحة العامة للفرد ورفاهيته لأن كيفية تقديم الرعاية تحدد ما إذا كانت خدمات الرعاية الصحية الأولية متاحة بالفعل للأفراد والمجتمعات. وتعني الرعاية المتكاملة التي تركز على الشخص بوضع الناس والمجتمعات، وليس الأمراض، في قلب النظام الصحي. وهذا يعني إتاحة خدمات متعددة في مكان واحد بحيث يسهل على الأشخاص الوصول إلى الرعاية، ويساعد في تقليل تجزئة النظام الصحي، ويعزز التعاون بين مقدمي الخدمات من القطاعين العام والخاص ، ويقدم خدمات صحية منظمة تلبي احتياجات الناس بشكل أفضل.

وتؤكد المبادئ التوجيهية على الرعاية المتكاملة والانتقال من التركيز العلاجي الحالي إلى النهج الوقائي الذي يركز على الشخص ، مما يضمن عائدًا ماليا أكبر على الاستثمار و يحقق كنهج متكامل لتقديم الخدمات ، حيث تعمل الرعاية الصحية المجتمعية والمستوصفات والمراكز الصحية كمتحدثين HUB مرتبطين بمستشفى يعمل كمحور ,يشرف فريق متعدد التخصصات على فرق الطبية في الرعاية الاولية. ويتيح ذلك توفير خدمات اجتماعية وصحية استباقية وشخصية ومنسقة ومتكاملة.

ويمكن تطوير نهج الرعاية الأولية التكاملية وذلك من خلال استخدام خمسة مناهج متقاطعة:

1. البدء من ما يحتاجه الناس ويريدونه.
2. خلق فرص لمزيد من التكامل في أنظمة وخدمات الأمراض الروتينية والمزمنة.
3. الشراكة مع المجتمعات المحلية والقادة الصحيين لتقديم رعاية سريعة الاستجابة للسكان الذين يسكنون خارج الخدمات الرئيسية.
4. زيادة الوصول إلى أساليب وأدوات الرعاية الذاتية بأسعار معقولة.
5. إجراء تغييرات على مستوى النظام تعزز الرعاية المتكاملة.

أخيرًا: فإن الاستثمار في رعاية عالية الجودة تتمحور حول الفرد يعود بالفائدة على المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية واقتصادات الدوله على حدٍ سواء. فعندما يتم تصميم أنظمة وخدمات الرعاية الصحية الأولية عن نهج تكاملي بناءً على احتياجات المجتمع ، فإن قدرتها على الوصول إلى المشكلات الصحية الفردية ومعالجتها تتحسن.