الجودة الصحية ( واس ) : افتتح معالي وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه اليوم, الندوة الطبية الخاصة بالإنفلونزا الموسمية, بحضور أكثر من 250 طبيباً واختصاصياً من القطاعين العام والخاص ممن يعملون في منطقة الرياض, وذلك في فندق الرتز كارلتون بالرياض .
وثمن معاليه في كلمة ألقاها خلال الندوة, جهود العاملين في القطاع الصحي العام والخاص, لوقوفهم في وجه التحديات أمام الأمراض، لافتاً إلى أنهم يعدون خط الدفاع الأول عن صحة المجتمع ووقاية أفراده, مشيراً إلى أن الندوة تأتي ضمن نشاطات وزارة الصحة التحصينية ومنها برنامج التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية الذي أطلقته الوزارة في جميع أنحاء المملكة, ويهدف إلى تقديم تطعيم الإنفلونزا الموسميّة لنصف مليون شخص من الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات خطيرة عند إصابتهم بالإنفلونزا الموسمية والعاملين في القطاع الصحي .
وأكد أن الوزارة تقدر عالياً المتجاوبين مع حملة التطعيم ضد الإنفلونزا، والمبادرين في تحقيق أهدافها في مرافقهم، نظراً لأهميتها في الحفاظ على صحة وسلامة الفئات المستهدفة.
من جانبه أكد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور عبدالعزيز بن سعيد, أهميّة برنامج التحصين ضد الإنفلونزا الموسمية لحماية صحة وسلامة العاملين في القطاع الصحّي كالفئة الأولى والأساسيّة المستهدفة من البرنامج هذا العام، وذلك لاتصالهم المباشر بالحالات المرضيّة المختلفة، وأهمية قدرتهم على إنجاح أهداف البرنامج من خلال نصحهم لجميع زملائهم والمراجعين من مرضاهم أخذ التطعيم سنوياً.

وقال: يقع على عاتقنا كأطباء ومختصين، مسؤولية جماعية تتخطى العناية بالمرضى كأفراد لتشمل الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع ككل، وتحصينه ضد الأخطار المحتملة التي قد تهدده، وقد يكون نجاح المجتمع العلمي والطبي العالمي في السيطرة على فاشيات الإنفلونزا العالمية خلال العقود الماضية من خلال حملات التحصين التي أعطانا شعوراً زائفاً بالأمان، فقد فقدت الإنفلونزا شيئاً من قدرتها على مسايرة غيرها من الأمراض المعدية في التغطية الإعلامية، وقد يستخف البعض في قدرة هذه العدوى الشائعة على تشكيل خطر وتهديد حقيقي لسلامة وحياة الآلاف من الأشخاص.
وأضاف يقول : إن الحقيقة مغايرة لذلك فنحن نعلم ومن خلال عدد يكاد لا يحصى من الدراسات، والأبحاث، والإحصاءات العالمية والمحليّة، أن الإنفلونزا الموسميّة – وعلى أقل تقدير – ترفع بشكل موثّق وملحوظ، نسب التغيب عن العمل أو الدراسة، كما ترفع بشكل مباشر معدلات أعداد المرضى في غرف العناية المركزة، والوفيات كنتيجة مباشرة أو غير مباشرة للعدوى, ولدينا في قصتنا مع الإنفلونزا أحد أهم النماذج لنجاح العلوم في مواجهة التحدي الكامن في خطر الأمراض المعدية، حاله حال غيره من الأمراض المعدية التي كانت تسبب خسائر فادحة في الأرواح عبر التاريخ والتي أصبحت الآن شيئاً من الماضي بفضل من الله ثم تبني سياسات التحصين العالميّة.
وتابع الدكتور بن سعيد قائلاً: إن الحملة الوطنية للتحصين ضد الإنفلونزا الموسمية تأتي كخطوة مبادرة وضعتها وزارة الصحة بالتوافق مع التوصيات والخبرات وأفضل الممارسات العالمية التي أثبتت نجاحها في الحد من انتشار الإنفلونزا والتقليل من أثرها على الصحة العامة من خطوات وأساليب ناجعة وفعالة لوقاية الفئات الأكثر عرضة لخطر مضاعفات الإصابة بالإنفلونزا، والتي أسهمت بشكل كبير على مدى أكثر من خمسة عقود في الحد من خطر انتشار الإنفلونزا عالميّاً.

وبين وكيل وزارة الصحة للصحة العامة أن نجاح أي حملة للتحصين ضد الإنفلونزا يعتمد على تطعيم فئتين مختلفتين: الأولى تشمل الأشخاص الأكثر عرضة للمضاعفات عند الإصابة بالعدوى، والثانية تشمل الأشخاص المعرضين لاحتمال أكبر للإصابة بالعدوى وبالتالي نقلها للغير, لافتاً إلى أن حملة التطعيم في عامها الأول – تركز اهتمامها على العاملين في القطاه الصحي، بالإضافة إلى الذين يعانون من الأمراض المزمنة، والحوامل, حيث يأتي إشراك العاملين بالقطاع الصحي كعنصر أساسي في البرنامج بعائد مزدوج: فتطعيم أكبر عدد منهم يؤدي إلى وقايتهم ووقاية جميع زوار المرافق الصحيّة في آن، بالإضافة إلى تعبئتهم في جهود التوعية والتثقيف والتوصية بالتطعيم لمرضاهم وزملائهم وحتى محيطهم العائلي والاجتماعي.
وأفاد الدكتور بن سعيد أن الحملة تهدف خلال السنوات الخمسة القادمة إن شاء الله إلى توسيع رقعة التطعيم لتشمل 75% من إجمالي عدد الفئات المستهدفة، والتي ستضم الأطفال وكبار السن، والحجاج والمعتمرين، بالإضافة إلى شرائح حملة هذا العام المتمثلين بالحوامل والعاملين في القطاع الصحي والذين يعانون من الأمراض المزمنة.
وقال : نحن كأطباء، نعلم أن حوالي نصف الذين يصابون بعدوى الإنفلونزا لا يعانون من أي عوارض مرضية، ولكن كل واحد من هؤلاء قد ينشر العدوى إلى من لديهم قدرة أقل على مكافحتها بنجاح ، مضيفاً أن التطعيم ضد الإنفلونزا هو أهم وسيلة للوقاية من العدوى.
ثم ألقى وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية الدكتور عبدالله العسيري محاضرة طبية موسعة عن الفيروس المسبب للإنفلونزا الموسمية والأخطار المحتملة جراء الإصابة به، أوضح فيها أنه تم تقديم أكثر من 250 ألف تطعيم لغاية اليوم في المستشفيات والمراكز الصحية، وذلك يمثل نصف عدد التطعيمات المستهدف لهذا العام والبالغ 500 ألف تطعيم على نطاق المملكة ككل.
من ناحيتها، قالت رئيسة برنامج التحصين الوطني الموسع الدكتورة عائشة الشمري خلال محاضرة ألقتها عن برنامج التحصين الوطني ضد الإنفلونزا وأهدافه على مدى خمس سنوات: “إن أخذ تطعيم الإنفلونزا السنوي ضروري لأن استجابة جهاز المناعة البشرية لفيروسات الإنفلونزا تنخفض مع مرور الوقت بسبب تغير فيروسات الإنفلونزا المستمر، لذا يتم تحديث التطعيم سنوياً من قبل منظمة الصحة العالمية لمواكبة الفيروسات المتغيرة.
وعرضت المديرة التنفيذية لإدارة مكافحة العدوى لدى الشؤون الصحية بالحرس الوطني الدكتورة حنان بلخي خبرات الشؤون الصحية في مجال حملات التلقيح على مدى السنوات القليلة الماضية مبينة النجاحات والتحديات التي تم مواجهتها خلال برنامج الحرس الوطني للتطعيم ضد الإنفلونزا.
وتضمنت الندوة حلقة نقاش مع الحضور تم الإجابة خلالها على أسئلة الأطباء الحاضرين ومناقشة آرائهم ومقترحاتهم لتحسين وتطوير البرنامج في الأعوام القادمة.
يذكر أن الحملة تستهدف الذين يعملون في قطاع الرعاية الصحية، والنساء الحوامل الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالمرضى السكري والقلب والمصابون بالأمراض الصدرية وغيرها، حيث أشارت الدراسات إلى أن تطعيم الإنفلونزا يحدُّ من انتشار العدوى داخل المجتمع، ويقلل من احتمالية الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا الخطيرة بنسبة 70 إلى 90 %.