الطب الوقائي في الإسلام
تقرير الجودة الصحية – اعداد منال الطلحي :
الطب الوقائي في الإسلام .. من صحة الأرواح إلى صحة الأجساد والبيئة .
الإسلام غطّى جميع أوجه الطب الوقائي وصحة الأديان من صحة الأبدان .
رغم التقدم المذهل في مجالات الطب العلاجي بالأدوية الحديثة والأجهزة المبتكرة فما زال المبدأ الرئيسي في الطب هو : ( الوقاية خير من العلاج )
* تعاليم الإسلام الصحيّة من الطب الوقائي لا العلاجي :
الإسلام لم يأتِ لعلاج الأمراض الجسمية فقط ، والقرآن الكريم ليس كتاب طب أو صيدلة ، ولكن الإسلام قد جاء للدين والدنيا معاً ، وجاء لبناء مجتمع مثالي على ظهر الأرض ، حيث يكون هذا المجتمع متكاملاً في جميع النواحي الأخلاقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية وأيضاً الصحية ولذلك ؛ فقد حرص الإسلام على إعطائنا الأوامر والتعاليم الطبية الوقائية التي تؤدي إلى ما نسميه (بالمجتمع الصحي).
* وقد تناولت تعاليم الإسلام الصحية جميع أبواب الطب الوقائي وفروعها ومنها :
أولاً : ( أوامر صحة البيئة الإسلامية ونظافتها ) , ومن ذلك نظافة البدن والأيدي والأسنان والأظافر والشعر، ونظافة الملبس ونظافة الطعام والشراب ، ونظافة الشوارع والبيوت والمدن ، ونظافة المياه كالأنهار والآبار.
ثانياَ : ( أوامر في التغذية ) , فقد منع الأغذية الضارة بالصحة كالميتة والدم ولحم الخنذير والمخدرات ، ومن الأشربة منع الخمر ، واهتم الإسلام أيضاً بنظام الغذاء كمنع الإسراف في الأكل ، والأكل دون جوع ، والأكل حتى التخمة.
ثالثاً : ( الصحة الجنسية ) , كتحريم الزنا واللواط والعادة السرية وتحريم الرهبنة واعتزال النساء ، ومنع إتيان النساء في المحيض ، وأمر بالغسل بعد المحيض وبعد الجماع..
رابعاَ : ( الصحة النفسية والعقلية ) , وهي تعاليم لمنع أسباب التوتر العصبي ، وذلك بالأمر بالإيمان بالله وقدره ، الصبر على الشدة والمحنة والمصيبة والمرض ، تحريم اليأس والانتحار ، ثم منع كل بؤر التوتر في المجتمع كالمقامرة والربا .
ومن هذا التقييم نرى أن الإسلام قد غطى جميع أوجه الطب الوقائي ومحاولاته ، فقدَّم لنا ما يشبه الدستور الصحي الذي يتناول التعاليم الرئيسية ذات الصفة الدائمة لخلق مجتمع صحي مثالي.
* لماذا اهتم الإسلام بالوقاية ولم يتحدث عن العلاج ؟
نجد أن الإسلام رغم اهتمامه الشديد بتعاليم الطب الوقائي ، ترك الطب العلاجي لاجتهاد الناس، وليس هذا عن قصور في الدين ، ولكن لحكمة عظيمة مقصودةٌ لذاتها ، فالطب الوقائي يتناول صحة المجتمع والجماهير العريضة ، فهو يدخل في رسالة الأديان باعتبار أن صحة الأديان من صحة الأبدان ، وأن في وقاية المجتمع حماية للدين ، وإلى جانب هذا فإن قواعد الطب الوقائي من الحقائق العامة والثابتة التي تصلح لكل زمان ومكان ، أما الطب العلاجي فيتغير باكتشاف الأدوية الحديثة والأجهزة العلمية .. وما كان الله ورسوله ليقيد أمة الإسلام بعلاج معين يلتزمون به في كل العصور ، فلا يتطورون ولا يجتهدون في الدراسة والبحث ولا يستفيدون من الاختراعات الحديثة.
فالاسلام هو الدين الوحيد الذي أقام دولة مثالية علي ظهر الأرض وهي دولة الرسول في المدينة. وقد اهتم بهذا العلم ( الطب الوقائي ) قبل أن تعرفه الانسانية وقبل أن يعرفه الطب الحديث بعدة قرون , فقد استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقضي على الكثير من الأمراض المتوطنة في المدينة بتعاليم الدين ومنها _ البلهارسيا والنزلات المعوية _ و استطاع عليه الصلاة والسلام منع الأوبئة والأمراض المعدية .
وهكذا يكون الإسلام اول دين في تاريخ الإنسانية يخلق الأسلوب العقائدي في الطب الوقائي ونجح في تحقيقه اعظم نجاح وطبقه قبل أن تلجأ إليه الدول الأخرى وتنسبه إليها بأكثر من 14 قرناً .
شكرا