اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال (ADHD)
تقرير الجودة الصحية_إعداد: إسراء بيفاري
مدخل
عند الأطفال قد ترتبط الشقاوة بالذكاء، وكلما ارتفعت نسبة الذكاء زادت الحركة والنشاط, لكن إذا زادت حركة الطفل عن المألوف فذلك علامة مرضية..!
أولياء الأمور لابد عليهم التمييز بين الشقاوة العادية وبين فرط الحركة وخصوصاً المصاحب له تشتت في الانتباه وقلة أو ضعف في التركيز.
ماذا يقصد بـ (ADHD):
يُشار له بالإنجليزية بـ (ADHD) اختصاراُ للمصطلح:”Attention-Deficit Hyperactivity Disorder”
وهو اضطراب عصبي سلوكي ناتج عن خلل في بنية ووظائف الدماغ..يؤثر على السلوك والأفكار والعواطف، ويمكن التعامل معه وتخفيف حدة أعراضه بهدف مساعدة الطفل على التعلم والتكيف وضبط النفس، يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة ويمتد لسنوات طويلة وقد يترافق معه عدد من الاضطرابات النفسية كما أن بعض الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم قد يعانون بشكل أو بآخر من فرط الحركة ونقص الانتباه.
نسبة حدوث (ADHD) في السعودية :
يصيب 15.5% من أطفال المملكة العربية السعودية ففي الأغلب لا يلاحظ الوالدين حالة الطفل وينسبونها لعوامل تربوية (كالتدليل والإفراط في الحماية أو العنف والقسوة من احد الوالدين)، لذلك فأن أغلب الحالات لا تشخص إلا بعد سن الخامسة أو السادسة عند دخول الطفل المدرسة وتـُشخص من قبل الروضة أو المدرسة.
تبقى الملاحظة الأقوى ألا وهي، أن الأولاد أكثر عرضة لظهور هذا الاضطراب بأربعة أضعاف ظهوره عند الفتيات.
أنــواع (ADHD):
1– النوع الأول (HD).
وتغلب عليه سمات فرط الحركة والاندفاع (Hyperactivity Disorder):
ويمكن علاجه عن طريق معرفة نوع الطعام الذي يتناوله الطفل والتقليل من الأنواع التي تحتوي على الجلاتين والملونات والإضافات المميزة للطعم.
2- النوع الثاني (ADD).
وتغلب عليه سمات نقص الانتباه فقط (Attention Deficit Disorder) :علاجه يعتمد على الجانب النفسي في أغلبه ولا يحتاج الطفل لأدوية وعلاجات كيماوية ويمكن للأبوين التركيز على الغذاء أيضاً.
3- النوع الثالث (ADHD).
وتظهر فيه سمات فرط الحركة ونقص الانتباه معاً(Attention Deficit Hyperactivity Disorder): وعلاجه يحتاج لتضافر الجهود بين المنزل والمدرسة معا.
أسبـــاب (ADHD):
يعزوا كثير من الباحثين أسباب اضطراب الـADHD إلى عوامل بيولوجية ونفسية واجتماعيةً ,لكن السبب الرئيسي غير معروف تماماً..وسأشير لها اختصاراً كالتالي:
- وراثية:زواج الأقارب قد يساعد بحدوث الاضطراب كذلك وجود مرض وراثي مثل تكسر الدم.
- اجتماعية:كأن تكون الأم صغيرة السن أو كانت تدخن السجائر خلال فترة الحمل.
- عن الولادة:بسبب التأخر في لحظة الولادة أو الولادة المبكرة أو تعسرها أو نقص الأكسجين أو صغر حجم الطفل عند الولادة.
- وظيفية:كوجود أمراض في حوض الأم أو بسبب زيادة النشاط الكهربي في خلايا مخ الطفل نفسه، أو اضطراب في المواد الكيماوية التي تحمل الرسائل إلى الدماغ، أو حجم المخ لديهم أقل من الطبيعي.
- عضوية: إصابة عضوية لخلايا المخ (حادثة او سقوط من مكان عال أو إصابة بالحمى أو الحمى الشوكية وكلها تؤدي إلى إصابة في خلايا المخ وتؤدي إلى زيادة نشاط الطفل الحركي).
أعراض وسمات (ADHD):
إنه يتميز بثلاث سمات رئيسية:
- نقص الانتباه (Inattention)
أو عدم التركيز أو ضعفه لفترات طويلة، سهولة تشتت الذهن بالمؤثرات المحيطة، كثرة أحلام اليقظة و السرحان و كثرة النسيان المتكرر مما يؤثر على مستواه العلمي بالرغم من سلامة الطفل عقليا.
- فرط الحركة (Hyperactivity)
الزائدة عن المعدل الطبيعي المصحوبة بنشاط دائم، يظهر في عدم استقراره في الفصل أو عدم انضباطه في الطابور المدرسي، التململ بسرعة أو كثرة جريه في البيت أو لعبه بصوت مرتفع.
- الاندفاع(Impulsivity)
أوالتصرف دون تريث أو حساب لعواقب الأمور، مما قد يعرض الطفل إلى مواقف محرجة أو خطرة، كالجري خلف الكرة في الشارع المزدحم بالسيارات أو تسلق الأماكن المرتفعة.
تشخيص (ADHD):
- فحص الذكاء:في البداية يمكن عمل “اختبار ذكاء” للطفل لتحديد قدراته ونقاط قوته وضعفهبالاستعانةأحياناببعضالمقاييسكـBarkley Rating ScaleأوConner Rating Scale.
- الفحص السريري:فحص عام وملاحظة وقياس النمو والطول والوزن ومحيط الرأس ومقارنته مع أقرانه في نفس العمر والجنس، وقياس السمع والبصر وضغط الدم والتأكد مع عدم وجود تضخم في الغدة الدرقية، وكشف التوافق الحركي العصبي كوجود حركات عصبية غير طبيعية.
- الفحص المخبري:في حالة الشك بوجود أمراض أو عيوب ومشاكل معينة يتم التأكد بعمل فحوصات طبية. فمثلاً وجود تشنجات أو نوبات صرع بسيطة(Petit Mal Epilepsy)نحتاج لعمل تخطيط دماغ (EEG) للتعرف على ما إذا كانت هناك زيادة في الجانب الكهربائي في المخ، كذلك نحتاج عمل أشعة المقطعية للدماغ (CT-scan) ورنين مغناطيسي للدماغ (MRI) للتأكد من عدم وجود عيوب دماغية.
علاج (ADHD) :
- العلاج السلوكي المعرفي
وهو غاية في الأهمية، ويستخدم لعلاج سلوك معين في الطفل المصاب مثل تحسين الأداء في المدرسة، أو تعليم الآداب الاجتماعية حيث يوضع برنامج خاص للطفل ينفذ في البيت بالتعاون مع الأهل، وكذلك في المدرسة بالتعاون مع المعلمحيث يهدف هذا النوع من العلاج إلى إعانة الطفل على تقوية التركيز، و تقليل التشتت الذهني، و تعديل السلوك الاندفاعي من خلال النظام و التدريب و الوضوح و التدعيم.
- توفير المناخ التعليمي الخاص للحالات الشديدة، و إعانتهم في تحصيلهم العلمي.
- تدريبهم على المهارات الاجتماعية (Social Skills) المفقودة.
- العقاقير الطبية قد يحتاج بعض المعانين – بالإضافة إلى ما سبق- إلى الدواء بمثابة نظارة النظر.
فيديو لكيفية التعرف على أعراض (ADHD )في الأطفال
المصادر: