الجودة الصحية ( صحيفة عاجل الالكترونية ) :

طرح مؤتمر “تطلعات المرضى”، الذي نظمه مستشفى الملك عبد الله بن عبد العزيز في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، أمس الأربعاء (22 محرم 1437)، البحث في وضع إطار عمل تكاملي بين القطاعات الصحية في المملكة؛ لتحقيق استراتيجية تطوير الرعاية الطبية وإعادة هيكلتها وضمان مخرجات أفضل وفق خطة زمنية محددة.

وبرزت في المؤتمر رؤية لإيجاد شبكة علاقات بين المستشفيات قائمة على اتفاقيات واضحة لتبادل المنافع والاستفادة من الإمكانيات المتاحة في نقل المرضى لتلقي العلاج المناسب، ففي ورقة حول ” بناء شبكة علاقات بين القطاعات الصحية لتسهيل النقل والإحالة”، قال الدكتور صالح محمد الصالحي، مدير مركز نمو الطفل في مستشفى الملك عبد الله بجامعة الأميرة نورة، المشرف العام على لجان عمل المؤتمر، إن هناك هدرًا في الرعاية الصحية مع ضعف الخدمات، وأكد أن رصد هذا الهدر يحتاج دراسة مفصلة عن الموارد المادية والبشرية واللوجستية.

وقال “الصالحي” إن 30% من الإسعاف والطواري في المستشفيات التخصصية في الرياض مشغولة بمرضى ليسوا في حاجة لأن ينوموا في نفس المستشفى، ولو كانت هناك اتفاقيات لتم النقل والتحويل إلى مستشفيات نسبة الإشغال فيها 10 إلى 40%، وكانوا تلقوا رعاية بنفس الجودة بوجود فريق مدرب، مطالبًا المجلس الصحي السعودي بأن يعمل على تنسيق هذا الأمر.

وقدمت ريم الشارخ، مديرة ادارة تطلعات المرضى بمستشفى الملك عبد الله بن عبد العزيز الجامعي بجامعة الأميرة نوره بنت عبدالرحمن ورقة بعنوان “بناء ثقافه من التعاون في تطلعات المرضى.. رحله إلى النجاح”، أوضحت فيها أن النظام الصحي يمر بتغير مستمر والاحتياج الصحي على الصعيد العالمي في حالة تزايد، وكذلك تطلعات المرضى ومتطلباتهم، نتيجة لذلك تم العمل على تأسيس قسم تطلعات المرضى ليس فقط ليصل إلى مستوى توقعات المريض بل ليجتازها ويلبي احتياجاته المختلفة.

وعرضت تجربة مستشفى الملك عبد الله الجامعي في إنشاء قسم لتطلعات المرضى، وقالت: كوننا أول مستشفى جامعي ينشئ هذا القسم، نهدف أن يكون مثالا يحتذى للمستشفيات المماثلة ومرجعًا للممارسين الصحيين في مجال تطلعات المريض.

ومن جانبه دعا عبدالله بن زرعة، الرئيس التنفيذي لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الانسانية، إلى النظر في وضع إطار عمل تكاملي بين القطاعات الصحية في المملكة لتحقيق استراتيجية تطوير الرعاية الطبية وإعادة هيكلتها وضمان مخرجات أفضل وفق خطة زمنية محددة. وقال في ورقته، إن الدراسات المتخصصة تؤكد أن تطبيق هذه الاستراتيجيات والمبادرات “المريض هو محور العملية الصحية” من شأنه خفض فاتورة الرعاية الصحية في أي دولة إلى ما يقارب 40%؛ إذ ترتكز المقاربات على وضع نظم وموارد وأنظمة إدارية، ومرفقات قادرة على الوفاء، وتقديم أساسيات الرعاية وفق معايير سلامة المرضى وجودة الخدمات الطبية والحد من الإشكالات والقصور، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تنفق ما يزيد على 3.8 تريليون دولار على الرعاية الطبية وهي تكلفة كبيرة جدًا.

وشدد الدكتور علي عسيري المدير التنفيذي للتكامل وتحقيق رضا المرضى بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض، على ضرورة اشراك المستفيد من الرعاية الصحية في جميع مراحل العملية العلاجية عبر إعطاء المعلومات المتكاملة والشاملة، مطالبًا بأهمية سماع صوت المستفيد ووضع الملاحظات والمقترحات موضع الاهتمام، وتحسين التواصل مع المستفيد وإبداء الاهتمام والتعاطف مع حالته والاحترام والتقدير وهذا ما يسمى بالبعد الإنساني للعلاقة.