تقرير الجودة الصحية_إعداد: إسراء بيفاري

 

تواجه المنظمات العديد من التحديات سواء في البيئة الداخلية او الخارجية, ولمواجهة هذه التحديات تتجه نحو العاملين بها لإيجاد الطرق المثلى للتأقلم والتكيف مع تلك التحديات وخاصة من يمتلكون طاقة ابداعية, ولكن كيف تستطيع معرفة من يتميزون بالتفكير الإبداعي الخلاق الذي سيرتقي بها إلى القمة ؟

وبالتأكيد ان ذلك ليس بالأمر السهل فلابد من توافر مهارات قيادية عالية لدى المدير كي يتسنى له تمييز المبدع من الأقل ابداعا.

في هذا التقرير نتناول الابداع في المنظمات انطلاقا من اهميته وسعيا للوصول اليه بإذن الله.

 

مفهوم الإبداع :

هو: “العملية التي يترتب عليها ظهور فكرة أو ممارسة أو منتج أو خدمة جديدة يمكن تبنيها من قبل العاملين في المنظمة أو فرضها عليهم من قبل أصحاب القرار، بحيث يترتب عليها إحداث نوع من التغيير في بيئة أو عمليات أو مخرجات المنظمة “.

 

دوافع الابداع :

  • الدوافع الذاتية الداخلية:

كالحماس في تحقيق الاهداف, والرغبة في معالجه الأشياء المعقدة في العمل, الحصول على رضا النفس وتحقيق الذات.

  • الدوافع البيئية الخارجية:

التصدي للمشكلات العامة, التقدم والازدهار, التغيرات السريعة البيئية.

  • الدوافع المادية والمعنوية:

بالحصول على المال والتقدير والثناء ودرجة وظيفية متقدمة.

 

خصائص و سمات الشخصية المبدعة:

  • الذكاء.
  • الثقة بالنفس على تحقيق أهدافه.
  • أن تكون لديه درجة من التأهيل و الثقافة.
  • القدرة على تنفيذ الأفكار الإبداعية التي يحملها الشخص المبدع.
  • القدرة على استنباط الأمور فلا يرى الظواهر على علاتها بل يقوم بتحليلها ويثير التساؤلات و التشكيك بشكل مستمر.
  • لديه علاقات اجتماعية واسعة ويتعامل مع الأخرين فيستفيد من أراءهم.
  • يركز على العمل الفردي لإظهار قدراته و قابلياته، فهناك درجة من الأنانية.
  • الثبات على الرأي والجرأة والإقدام والمجازفة والمخاطرة ،فمرحلة الاختبار تحتاج إلى شجاعة عند تقديم أفكار لم يتم طرحها من قبل.
  • يميل المبدعون إلى الفضول و البحث وعدم الرضا عن الوضع الراهن.

 

القدرات المكونة للتفكير الابداعي في المنظمات :

  •  الطلاقة الفكرية واللفظية:

وتعني “القدرة على إنتاج عدد كبير من البدائل أو الأفكار أو الاستعمالات

عند الاستجابة لمثير معين، والسرعة في توليدها، وهي في جوهرها عملية تذكر واستدعاء اختيارية لمعلومات أو خبرات أو مفاهيم سبق تعلمها “.

 

  • المرونة:

ويقصد بها تنوع أو اختلاف الأفكار التي يأتي بها الفرد المبدع وقدرته على تغيير أو تحويل مسار تفكيره أو وجهة نظره تبعاً لمتطلبات الموقف.

 

  • الحساسية للمشكلات:

ويعرفها جيلفورد ( Guilford) “بقدرة الشخص على رؤية المشكلات في أشياء أو أدوات أو نظم اجتماعية قد لا يراها الآخرون فيها ، أو التفكير فيتحسينات يمكن إدخالها على هذه النظم أو هذه الأشياء، وذلك على افتراض أن إدخال تحسين معين يعني ضمنياً الإحساس بمشكلة ما”.

 

  • الأصالة:

ويقصد بها التجديد أو الانفراد بالأفكار، فالشخص المبدع ذو تفكير أصيل أي أنه يبتعد عن المألوف أو الشائع، فهو لا يكرر أفكار الآخرين.

 

مستويات الابداع في المنظمات :

الإبداع ليس حكراً على الأفراد، وليس عملية فردية بالضرورة، حيث قد تتم ممارسته عن طريق الجماعات والمنظمات.

يمكن القول أن الإبداع على مستويات ثلاث وهي:
1/ الإبداع على المستوى الفردي:

هو الذي يتم التوصل اليه من قبل احد الافراد المبدعين في المنظمة.

2/ الإبداع على مستوى الجماعات:

هو الذي يتم التوصل اليه من قبل جماعات محددة تتعاون فيما بينها لتطبيق الأفكار التي يحملونها و تغيير الشيء نحو الأفضل.
3/ الإبداع على مستوى المنظمات:

فهو الذي يتم التوصل إليه عن طريق الجهد التعاوني لجميع أعضاء المنظمة. ولقد أصبح الأسلوب الجماعي في حل المشكلات مطلبا رئيسياً لضمان نجاح المنظمات واستمراريتها في أداء الدور المطلوب منها. فهناك منظمات متميزة في مستوى أداءها وعملها وغالبا ما يكون عمل هذه المنظمات نموذجي ومثالي للمنظمات الأخرى، وحتى تصل المنظمات إلى الإبداع لابد من وجود إبداع فردي و جماعي.

 

مظاهر الإبداع في عمل المنظمة :

1- الإتيان بمنتج جديد.

2- العمل وفق آليات جديدة أقل تكلفة وأكثر منفعة.

3- التقليل من المخاطر والمشاكل المعتادة.

4- دراسة المنظمة في عيون الخبراء من خارج بيئة وثقافة المنظمة.

5- تنظيم الأفكار في بناء جديد.

6- محاكاة المنظمات المماثلة في ابتكاراتها والإضافة الخاصة عليها.

7- القدرة على حل المشكلات بطريقة جديدة.

8- البحث في السلبيات والإيجابيات والتعاطي الجيد معها.

9-  العصف الذهني المستمر داخل وحدات المنظمة، من خلال نشر وتقنين ثقافة التفكير

والإبداع المستمر للعاملين في المنظمة.

10- النقد الذاتي والمراجعات المستمرة لطرائق التفكير الإبداعي وإدارة وسير العمل

بالمنظمة.

 

اهم اساليب وطرق تنمية الابداع :
هناك العديد من الأساليب التي يمكن للمنظمات اختيار أحدها بما يتلاءم مع طبيعة المشكلة المراد حلها ومن هذه الأساليب :

  • العصف الذهني(Brainstorming):

والذي ابتكره (أوسبورن) ومن الشروط الأساسية اللازم توافرها لنجاح هذا الأسلوب: 
– تجنب نقد أي فكرة.
– تشجيع استعراض أكبر قدر من الأفكار.
– العمل على تنمية الأفكار لأن كل فكرة تولد فكرة أخرى.
ويتطلب هذا الأسلوب أن تجتمع مجموعة ما من الأفراد ويطلب رئيس الجلسة تقديم أكبر عدد ممكن من الأفكار الغريبة و اللاواقعية مع تجنب النقد ومن ثم تدون الأفكار فكرة فكرة ليختار الأنسب منها.

 

  • أسلوب المجموعات الشكلية أو الصورية(Nominal Group):

وقد أوجده (دلييك و فان دوفان) ، وفي هذا الأسلوب يتم الابتعاد عن تناول العلاقات بين أفراد المجموعة وإن الهدف الأساسي منه هو التخفيف من حدة سيطرة أفكار أحد أفراد المجموعة على أفكار الأخرين.

 ومن أهم الخطوات المتبعة: 
– أن يسجل كل فرد على حدة أفكاره على قصاصة من الورق حول المشكلة المراد معالجتها.
– يتم عرض أفكاره التي يدونها رئيس الجلسة ولا تناقش حتى ينتهي أفراد المجموعة كافة من سرد أفكارهم.
– يفتح النقاش ويمنع النقد.
– بعدها يقوم كل فرد سرا بتقييم الأفكار المعروضة ومن ثم يستعرض رئيس الجلسة الأفكار التي استحوذت على الاهتمام الأكبر ليعاد التصويت مرة ثانية للوصول إلى قرار نهائي.

 

  • أسلوب دلفي (Delphi) :

وقد أوجده (دالكي) وفيه لا يتطلب أن يكون الأعضاء من مكان واحد ،وهو عبارة عن سلسلة من الأسئلة ترسل إلى عدد من الخبراء ليبدوا آراءهم في مشكلة ما (كل على حدة) ،ثم تعاد الإجابات لتصنف وترتب حسب توافق الآراء والأفكار وتعاد مرة أخرى إلى المشاركين وتكرر الخطوات السابقة حتى يتفق الجميع على الحلول المطروحة.

 

الممارسات الإدارية التي تؤثر في الإبداع :

  • التحدي:

عن طريق تعيين الشخص المناسب في الوظيفة المناسبة والتي تتصل بخبراته ومهاراته.

  • الحرية :

وتتمثل في إعطاء الموظف الفرصة لكي يقرر بنفسه كيف ينفذ المهمة المسندة إليه ، فذلك ينمي الحافز الذاتي وحاسة الملكية لديه ، والمقدرة على التوصل لحلول إبداعية.

  • الموارد:

أهم موردين يؤثران على الإبداع هما: الوقت والمال ، وتوزيعهما يجب أن يكون بعناية فائقة لإطلاق شرارة الإبداع عند الجميع.

  • ملامح فرق العمل:

كلما كان فريق العمل متآلفا ومتكاملا كلما أدى ذلك إلى مزيد من صقل مهارات التفكير الإبداعي وتبادل الخبرات.

  • تشجيع المشرفين:

يتوجب على المدير أو المشرف مواجهة الأفكار الإبداعية بعقل متفتح وليس بالنقد أو بتأخير الرد أو بإظهار رد فعل يحطم الإبداع .

  •  دعم المنظمة:

إن تشجيع المشرفين يبرز الإبداع ،ولكن الإبداع حقيقة يدعم حينما يهتم به قادة المنظمة الذين عليهم أن يضعوا نظاما أو قيما مؤكدة لتقدير المجهودات الإبداعية واعتبار أن العمل المبدع هو قمة الأولويات، كما أن المشاركة في المعلومات وفي اتخاذ القرارات والتعاون من القيم التي ترعى الإبداع.

 

أهم العوامل المؤثرة في الإبداع :

  • الأسرة هي المدخل الأول لتعليم وترسيخ ثقافة الإبداع لدى الأفراد فالجماعات فالمنظمات.
  • الإبداع يتأثر بالبيئة المحيطة بالأفراد والمنظمات بمادياتها ومعنوياتها.
  • العدالة والموضوعية والشفافية في تطبيق القوانين واللوائح على الجميع دون تمييز من شأنه فتح الباب لتفجير الطاقات الإبداعية.
  • إمكانية تغيير الذهنيات والرواسب الفكرية سبيل لتحقيق الإبداع في المنظمات.
  • الجماعات المتماسكة المنسجمة أكثر فاعلية في تحقيق الإبداع من الأفراد.
  • الإبداع يمكن تنميته وتعزيزه من خلال البيئة الملائمة اعتماداً على التدريب والدوافع والحوافز.
  • لا إبداع في المنظمات في ظل عدم إتاحة المعلومات والديمقراطية والشفافية.
  • الإبداع ثقافة مؤسسية ترتبط بالعملية الإنتاجية للمنظمة.

 

 

 

المصادر: