العلاج الغذائي لمرض هشاشة العظام (Diet Therapy For Osteoporosis)
تقرير الجودة الصحية_إعداد: د/ عادل بدر _إستشاري تغذية
هناك اعتقاد خاطئ عند معظم الجمهور ، أن متى تشكلت العظام فلا تحتاج إلى تغذية.
ولكن العظام جزء من أجزاء الجسم وهي التي تعطي له الهيكل الخارجي فهي تحتاج إلى دعم دائم حيث يتم إعادة بناؤها بشكل مستمر خلال مراحل الحياة المختلفة. ومن المهم أن نعرف جميعا أن خلايا العظام تبدأ بالبناء وتصل ذروتها في سن العشرين، ولكن بعد سن الثلاثين أو الأربعين يزيد الاتساع بين خلايا العظام وتكون عملية الفقد أكثر من البناء .
تعريف هشاشة العظام :
عرفت منظمة الصحة العالمية (WHO) هشاشة العظام على أنه مرض يصيب الهيكل العظمى فتقل كثافة العظام فيه تدريجيا وتصبح هشة سهله الكسر.
وهو مرض صامت لا يطرق الباب ، وعندما تظهر أعراضه يكون من الصعب استرجاع ما قد فقد من النسيج العظمي الضائع خلال السنين المتلاحقة. فهو غير مؤلم إلا عند حدوث تهشم أو تكسر في العظام.
و لهشاشة العظام مسميات عديدة مثل (وهن العظام و تخلخل العظام و مساميات العظام)،
ومصطلح (Osteoporosis) كلمة لاتينية تعني (العظام المسامية)
الفئـات المعرضة للإصابة :
- كبار السن من السيدات و الرجال (نسبة إصابة الإناث أكبر من الذكور بنسبة 4 الى1)
- السيدات فوق سن 45
- الرجال فوق سن 55
- الفئات الغير معرضة لفترة طويلة من العمر لأشعة الشمس وخاصة في الصباح الباكر
- الفئات المصابة بسوء التغذية وخاصة الذين لا يتناولون منتجات الحليب والألبان.
مدى انتشار هشاشة العظام بالمملكة :
- في دراسة حديثة أجريت بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض تؤكد أن 58% من النساء السعوديات ما قبل سن اليأس يعانين من وهن وهشاشة العظام.
- وبالرغم من أن المملكة العربية السعودية تتمتع بشمس ساطعة طوال أيام السنة وتوفر كل المصادر الغذائية الغنية بالكالسيوم وفيتامين د ، إلا أن نقص الكالسيوم يعتبر من المشاكل الغذائية الشائعة في المملكة التي أدت إلى لين العظام والكساح عند الأطفال وهشاشة العظام عند الكبار والمسنين والنساء
دور العناصر الغذائية في بناء العظام :
تتكون العظام من مادتين رئيسيتين هما :
1. البروتينات وتشكل 50% من بنية العظم ويعتبر الكولاجين هو البروتين الرئيسي . وهذه البروتينات تعطي العظم هيئته وتديم مرونته .
2. المعادن وتشكل 50% من بنية العظم وهي تعطي العظم صلابته وقوته وأهم المعادن المكونة للعظام هي الكالسيوم و الفوسفور .
السـؤال متى يصاب الإنسان بمرض وهن العظام ؟
عندما يفقد النسيج العظمي جزءاً من هاتين المادتين المذكورة سابقا وبالتالي تفقد العظام صلابتها وتصبح ضعيفة وهشة وقابلة للكسر.
وهل هناك مناطق معينة معرضة للكسر ؟
تعتبر أكثر المناطق عرضة للكسر هي العمود الفقري وعظام الورك وعظام الرسغ.
ولكن لماذا نسبة إصابة الإناث أكبر من الذكور بنسبة 4 الى1 ؟
- تكوين الهيكل العظمي للإناث أقل صلابة بسبب تكوين جسم المرأة
- فقدان هرمون الإستروجين بعد سن 45 سنة أو بعد سن اليأس والذي من مهامه أنه يعمل على حماية الكتلة العظمية.
- احتمالات تعرض النساء للإصابات المنزلية أكثر بسب نقص اللياقة البدنية.
الأسباب الغذائية وراء الإصابة بالمرض :
- لعل السلوك الغذائي والحياتي غير السليم القائم على قلة الحركة وكثرة تناول الأغذية والوجبات السريعة الهشة والمشروبات الغازية (الغنية بالفسفور) في مراحل العمر الأولى هي أهم أسباب الإصابة بالمرض في المملكة بصفة خاصة.
- إهمال تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين د (مثل الحليب ومنتجاته والأسماك ….)
- الإفراط في تناول البروتينات الحيوانية لأنه من المعروف أن زيادة المتناول من البروتين يؤثر على امتصاص الكالسيوم حيث يزيد من معدل طرح الكالسيوم عن طريق البول للمحافظة على نسبة متوازنة بينهما هي 1جم بروتين/ 20 ملجم كالسيوم
- زيادة تناول المنبهات كالشاي والقهوة والكاكاو
- الكحوليات وشراهة التدخين.
أسباب أخرى للإصابة :
- قلة ممارسة الرياضة
- السمنة المفرطة
- انخفاض الوزن الشديد المصاحب لفقدان الشهية العصبي
- الإفراط في تناول بعض الأدوية مثل الكورتيزون و مضادات الحموضة ومدرات البول ومضادات التشنجات والصرع ومضادات تجلط الدم .
- بعض الأمراض الغددية مثل زيادة نشاط الدرقية وأمراض الكبد والكلى المزمنة
- الوراثة والعرق فالأوربيين(أوربا الشمالية) والآسيويين أكثر عرضة للإصابة من غيرهم
- عدم التعرض لأشعة الشمس خاصة وقت الشروق والغروب (وقت زيادة كمية الأشعة فوق البنفسجية )
هل توجد أعراض لهشاشة العظام ؟
لسوء الحظ أن فقد العظام لا يسبب أي أعراض ، فهشاشة العظام تأتى بدون أعراض أو علامات مسبقة وقد لا يشعر الشخص بأي الآم في البداية، ويمكن اكتشاف الهشاشة بعد التعرض لكسر في السلسلة الفقرية أو عنق عظمة الفخذ أو أحد العظام الطرفية كالمعصم ،ومع زيادة فقد العظام تظهر الأعراض الآتية :-
- انحناء في العمود الفقري.
- نقص في الطول.
- زيادة حجم البطن.
- ألم في الظهر والمفاصل.
- سهولة كسر العظام عند ارتطامها بالأرض أو حمل طفل صغير أو حدوث نوبة سعال حادة.
- إذا ازدادت الحالة سوءا فإن مجرد العناق الزائد قد يؤدي إلى تشقق أو كسر الضلوع
كيفية تشخيص مرض هشاشة العظام :
تشخيص المرض يتم على عدة مراحل :
- عن طريق عمل جهاز DXA وهو يعمل بنظام الأشعة السينية
- قياس كثافة العظام عن طريق جهاز قياس الكثافة العظمية مثال على ذلك جهاز Densitometer
- فحوصات الدم تشمل الأتي:
- نسبة الكالسيوم في الدم
- قياس نسبة فيتامين د في الدم
- وظائف الـكــبد
- وظائف الكــلى
- صورة الدم
- سرعه الترسيب بالدم
- فحص الفوسفور والبروتين بالدم
هل علاج الهشاشة أمر سهل ؟
أصعب ممـا تتــصــور للأسباب الآتية :
- صعوبة زيادة الـــبناء مـع تـقدم الـعمر
- امتصاص الكالسيوم ليــس ثـابت حيث يتأثر بعوامل عدة
- ارتباط بـناء العـظام ببناء الغــدد وبنــشاط هرمونــات (الكبد –الكلى-هرمونات جنسية )
- ارتباط العلاج بالغذاء –الرياضة – الأعشاب– العقاقير
- لا بــد من قيــاسات البــناء والــهدم
إذن فما هو العـــــــلاج ؟
أما بالنسبة للعلاج فإن الوقاية خيرٌ من العلاج وذلك بمحاولة تفادي مرض هشاشة العظام كبداية. أما في الحالات التي يتم فيها تشخيص المرض فإن العلاج يكون عن طريق الأدوية المضادة لهشاشة العظام والفيتامينات والمعادن اللازمة كفيتامين “د” والكالسيوم ، بالإضافة إلى استخدام حزام طبي لمساندة الفقرات المصابة ، وعمل برنامج علاج طبيعي وتأهيلي مكثف لمساعدة المرضى على القيام والمشي باستخدام الحزام والعكاز الطبي عند اللزوم وذلك لأنه من المهم جداً تحريك هؤلاء المرضى قدر المستطاع لأن قلة الحركة تؤدي إلى تفاقم المشكلة. وفي كثير من المرضى يتم استخدام الأدوية المسكنة للآلام عند اللزوم. أما التدخل الجراحي فنادراً ما يستخدم في علاج هذه الحالات ويكون لتثبيت الفقرات أو لرفع الضغط عن الأعصاب.
طرق الوقاية من هشاشة العظام :
تنبع أهمية مرض هشاشة العظام من كونه مرضا غير قابل للشفاء وتلعب الوقاية الدور الأساسي في منع حدوثه ويجب أن تبدأ الوقاية منذ مرحلة باكرة من العمر في سنوات النمو والبلوغ،حيث أن بناء عظام قوية في مرحلة الطفولة والمراهقة هو أفضل وسيلة دفاعية ضد تطور هشاشة العظام لاحقا ويتم ذلك من خلال ما يلي :
- البدء بالرضاعة الطبيعية للمواليد وضمان استمرارها قدر الإمكان وعدم اللجوء إلى الرضاعة الصناعية منذ البداية.
- الغذاء المتوازن الغني بالكالسيوم وفيتامين د منذ الطفولة والشباب
- تجنب الحمل المبكر قبل سن العشرين حيث أنه يؤثر سلباً على سلامة العظام.
- تحديد كمية الأغذية الغنية بالفسفور قدر الإمكان( مثل المشروبات الغازية ،الأطعمة الغنية بالبروتين الحيواني ،الخميرة ومنتجاتها ) حتى لا يؤثر على امتصاص الكالسيوم.
- عدم الإفراط في تناول البروتينات الحيوانية لكي تقلل من فقد الكالسيوم عن طريق البول.
- الاعتدال في تناول الأملاح ( حتى لا ترهق الكلية بإفراز السوائل الزائدة إلى خارج الجسم وبالتالي يزداد فقد الكالسيوم ).
- الاعتدال في تناول الدهون وأخذ السعرات الحرارية المحددة منها فقط.
- الإقلال من تناول المنبهات المحتوية على الكافيين مثل الشاي والقهوة والكاكاو( لوجود علاقة بين الكافيين ونقص المعادن في العظام ) .
- الاهتمام بالمكملات الغذائية من الكالسيوم وفيتامين د تحت إشراف طبي .
- ممارسة الرياضة والابتعاد عن الخمول والكسل
- التعرض المباشر لأشعة الشمس يوميا
- الامتناع عن الكحول و التدخين وخاصة الحوامل لأن التبغ والكحول يزيدان من خطر هشاشة العظام.
- تناول بدائل هرمون الإستروجين بالنسبة للسيدات فوق سن اليأس تحت إشراف طبي
- من الضروري مقابلة الطبيب المختص لقياس كثافة العظم وخاصة في الأعمار المتقدمة وما بعد سن اليأس كإجراء روتيني لعمل الإجراءات الطبية اللازمة ووصف العلاج الدوائي المناسب والذي يحد من فقدان نسيج العظام مبكرا.
- إزالة العوائق المنزلية التي يمكن أن تؤدي إلى السقوط مثل السيراميك وبعض أنواع السجاد ومداخل الحمامات والمطابخ (يتعرض لهذه المشكلة دائماً كبار السن).
فما هي المصادر الغذائية للكالسيوم وفيتامين د وما هي احتياجاتي اليومية ؟
- يعتبر الحليب ومشتقاته أغنى المصادر بالكالسيوم ،كذلك من المصادر الهامة السردين المعلب ( والذي يؤكل مع عظامه ) والخضراوات الورقية الخضراء وكذلك الفول السوداني والبازلاء الجافة وفول الصويا . وتبلغ الحاجة اليومية من الكالسيوم عند الأطفال 800 ملغ وترتفع في سن المراهقة حتى 1200ملغ
- أما فيتامين د فتعتبر الشمس هي المصدر الرئيسي الطبيعي له ،أما مصادره الغذائية فهي زيت كبد الأسماك و البيض والسمك والكبد والحليب الكامل ، وفيتامين د يعزز امتصاص الكالسيوم والفسفور في الأمعاء ويعمل على دمجهما في العظام مما يؤدي إلى تعزيز النسيج العظمي وزيادة صلابته والجدول التالي يبين الاحتياجات اليومية من الكالسيوم وفيتامين د.
جدول يبين الحاجة اليومية من الكالسيوم:
الفئة العمرية | الحاجة اليومية |
الرضع (7-12) شهر | 270 ملغ |
الأطفال(1-3) سنوات | 500 ملغ |
الأطفال قبل البلوغ | 800 ملغ |
المراهقون | 1200 ملغ |
النساء دون عمر الأربعين | 1000 ملغ |
النساء فوق عمر الأربعين | 1500 ملغ |
الرجال دون عمر 60عاما | 1000 ملغ |
الرجال فوق عمر 60عاما | 1200 ملغ |
الحوامل والمرضعات | 1200 – 1500 ملغ |
جدول يبين الحاجة اليومية من فيتامين د:
العمر | فيتامين (د) ميكروجرام |
0-50 سنة | 5 ميكروجرام |
51-70 سنة | 10 ميكروجرام |
71 سنة وما فوق | 15 ميكروجرام |
عوامل تساعد على امتصاص الكالسيوم في الجسم :
- فيتامين د ( أهم العوامل)
- تناول كميات معتدلة من الكالسيوم
- حموضة المعدة والأمعاء
- وجود البروتين في الوجبة
- فيتامين ج ( يسهل ذوبان أملاح الكالسيوم)
- النشاط العضلي
- هرمونات النمو
عوامل تعوق امتصاص الكالسيوم في الجسم :
- تناول كميات مفرطة من الكالسيوم
- قلوية المعدة والأمعاء
- تناول كميات كبيرة من البروتينات والملح والسكر (تجعل الجسم يخرج كميات كبيرة من الكالسيوم ، مما يدفع الجسم لسلب الكالسيوم من العظام لتعويض احتياجاته)
- الإفراط في تناول المشروبات والأغذية المصنعة الغنية بالفسفور
- وجود حمض الفيتيك في الوجبة (الحبوب الكاملة والبقوليات)
- حمض الأكساليك في الوجبة (الألياف والكاكاو والسبانخ)
- وجود كمية كبيرة من الدهون في الوجبة
- بعض أمراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال الدهني steatorrhoea والسلياك celiac disease وكذلك أمراض الكبد و الكلى المزمنة.
ميزة عظيمة لا تتوفر إلا في الحليب :
هي أن سكر اللاكتوز بالحليب ينشط عملية امتصاص الكالسيوم الموجود بالحليب بطريقتين :
- يتميز اللاكتوز ببطيء في الامتصاص وهذا يؤدي إلى تخمره في الأمعاء وهذا التخمر يزيد من حموضة الأمعاء فينشط امتصاص الكالسيوم(المعروف زيادة امتصاص الكالسيوم من الأمعاء إذا كان الوسط حمضيا)
- يرتبط اللاكتوز مع الكالسيوم مكوناً مركباً ذائبا في الماء،مما يسهل مرور الكالسيوم خلال جدار الأمعاء وبالتالي يحقق الامتصاص الجيد.
الاحتياج اليومي من الحليب :
الحليب أهم المصادر الغذائية للكالسيوم،يحتاج الشخص البالغ من الحليب أو مجموعة الحليب
(2 ـ 3 حصة يومياً .(حصة الحليب أو اللبن تساوى 240 مل وهي تحتوي على 300 مليجرام كالسيوم والذي يمثل ربع الاحتياج اليومي من الكالسيوم .
النباتات الطبيعية والأعشاب التي تساعد في العلاج:
- الجـنسينج – بـــذور الــكــتـان – فول الــصـــويــــــــــا
( تحتوي على مركبات فيتواستروجينية ) تعمل على :-
- تنشيط عمل المبيض ويساهم في إنتاج (الإستروجين ) طبيعياً دون أن يؤثر على الغدة النخـامية.
- يـساهم في زيـــادة امتصاص الــكالــسـيوم في الأمـــعـــاء.
- لها خواص المضادات الحيوية .
- تحتوي على مضادات للأكسدة .
- البصل والثوم والملفوف والقرنبيط تحتوي على عنصر الكبريت اللازم لسلامة العظام
تصميم حمية ملائمة لمريض هشاشة العظام :
الإفطار:
كوب حليب كامل الدسم
2شريحة خبز أبيض
بيضة مسلوقة ( ممنوع عند ارتفاع الكولسترول )
جبن شيدر (50 جم )
الغداء :
شوربة عدس بالبصل والثوم
طبق متوسط بسلة مطهية أو ملوخية أو بطاطس
قطعة كبيرة سمك ( 200 جم ) بالفرن
طبق متوسط أرز صياديه
سلطة زبادي أو سلطة ملفوف
حبة فاكهة ( برتقال أو…..)
العشاء :
كوب حليب كامل الدسم
حبة واحدة صامولي أبيض
زيتون (50 جم )
30 جم كبده ( ممنوع عند ارتفاع الكولسترول )
حبة فاكهة ( تين أو….)
قبل النوم :
علبة زبادي
أخيرا، اعلم جيدا أن علاج هشاشة العظام أمر صعب ، وأن الوقاية خير وأسهل بكثير من العلاج، ما عليك إلا إتباع السلوك الغذائي السليم والحرص على الوجبة المتوازنة المحتوية على الكالسيوم وفيتامين د، مع التعرض لأشعة الشمس وممارسة التمرينات الخفيفة يوميا، ولا تنس المتابعة الطبية والكشف المبكر وخاصة للنساء بعد سن الأربعين والرجال من سن الخمسين .
ونسأل الله للجميع الصحة والعافية.