إضطراب الشخصية البارانوية أو الاضطهادية
تقرير الجودة الصحية_إعداد: نوف بن سلمان
(( لِننصت إليه ))
“الناس كائنات وجدت لاستغلالي دائما ما يخططون لضرري اعتقد أن اصدقائي في العمل يحقدون علي ويشوهون سمعتي , حتى زوجتي أشك في أنها تخونني مع صديقي المقرب , كل حركاتهم كانت مقصودة وهم يعتقدون أني لم أفهم أن بينهم علاقة , يستحيل أن أسامحهما , أنا واثق من خيانتها لذا لا أفشي لها أسرار عملي ابدا حتى لا تستخدمها ضدي!”
تنتمي هذه الحالة إلى المجموعة (أ) من اضطرابات الشخصية التي يبدو أصحابها غريبي الأطوار ومنعزلين. يتميز سلوك وتصرفات وأفكار هؤلاء الأشخاص بالغرابة أو الشذوذ. كما يعانون أيضا من الهذاء، حيث يسيطر عليهم الشك غير المنطقي وعدم الثقة بالناس. وعادة ما يظهر هذا النوع من الاضطراب في مراحل مبكرة من البلوغ، ويشيع أكثر في الرجال عنه في النساء.
الأعراض المصاحبة للشخصية الاضطهادية ( البارانوية):
يتهيأ لهذا الشخص دائما أن هناك من يحاول إذلاله، أو إيذائه، أو تهديده. لذلك، تجده حذر دائما ويبحث عن أية علامة مهما كانت واهية لتوكيد ارتيابه وشكوكه، فهو يحترس من أي تهديد ويتجنب اللوم. وفي الغالب يفشل في تكوين علاقات حميمة بسبب اتهاماته الدائمة وتشككه في ولاء من حوله وثقته بهم.
ومن أهم الأعراض الأخرى التي تميز المضطرب:
§ ارتيابي شكاك لا يثق بأحد، ويؤمن دائما بأن هناك من يحاول استغلاله أو خداعه.
§ غير متسامح، وقد يحمل الكراهية والضغينة لوقت طويل، ولا ينسى الإساءة.
§ يتردد في أن يأتمن الآخرين على أسراره، خشية أن تُستخدم المعلومات التي يدلي بها ضده.
§ مفرط الحساسية ولا يتقبل النقد.
§ يعتقد دائما بوجود معانٍ ودوافع عدوانية خفية في كلام وسلوك الناس مهما كان الكلام والسلوك لطيفا.
§ شديد الغضب تجاه أية محاولة للهجوم ( من وجهة نظره فقط ) علي شخصيته.
§ يتهم شريك أو شريكة الحياة بعدم الإخلاص والخيانة .
§ لا يميل للألفة والمودة في علاقاته بالآخرين، وقد يظهر عليه حب السيطرة والغيرة.
§ يعتقد أنه دائما على حق وأنه غير مسئول عن أية مشكلة أو صراع.
§ يجد صعوبة في الشعور بالاسترخاء والراحة.
§ عدائي، عنيد، ومولع بالجدل.
المسببات:
لم تتوصل الدراسات والأبحاث إلى معلومات كافية عن سبب ظهور تلك الاضطرابات، وان كان هناك بعض الجدل حول دور العوامل البيولوجية والنفسية في ظهور هذا النوع من الاضطرابات وتطوره. وينتشر ظهور تلك الحالة في الأسر أو العائلات التي يعاني بعض أفرادها من الفصام، مما يقترح وجود علاقة وراثية بين الحالتين. ويرى البعض أن هناك علاقة وثيقة بين خبرات الطفولة المبكرة _ بما في ذلك الصدمات البدنية أو العاطفية _ وبين تطور اضطراب الشخصية الاضطهاديةPPD.
التشخيص :
إذا ظهر علي المريض الأعراض سابقة الذكر فسيبدأ الطبيب بمراجعة التاريخ المرضي للحالة وإخضاعه للفحص السريري. وعلى الرغم من عدم وجود أية تحاليل أو اختبارات معملية لتشخيص اضطرابات الشخصية، إلا أن الطبيب قد يلجأ لاستخدام بعض الاختبارات والتحاليل التشخيصية للتأكد من عدم وجود أي مرض عضوي آخر قد يتسبب في ظهور تلك الأعراض.
وفي حال أثبتت الفحوصات عدم وجود أية أسباب عضوية لتلك الأعراض، قد يقوم الطبيب بإحالة المريض إلى الطبيب النفسي أو أي من الأخصائيين النفسيين، الذين يعتمدون في تشخصيهم لاضطرابات الشخصية على بعض الأدوات والأساليب الخاصة.
وغالبًا ما يبدو المصاب غير محتاج إلى أى استشارة نفسية، رسمي جدًا في مظهره، ودائمًا قلق، في ضغط مستمر، يفتقر القدرة على الاسترخاء، دائمًا ما يكون جادًا، فاقد الليونة في التعامل، يتميز حواره بالموضوعية و دائمًا في اتجاه الأهداف
العلاج:
نادرا ما يلجأ أصحاب هذا النوع من الاضطراب للعلاج، فهم لا يعترفون بوجود أية مشكلة من الأساس. كما أن عدم قدرتهم علي تكوين علاقات مع الآخرين تزيد من صعوبة مهمة الطبيب المعالج حيث أن عامل الثقة ضروري جدا في العلاج.
يعتبر العلاج النفسي من أهم التقنيات العلاجية المستخدمة في التعامل مع اضطراب الشخصية الاضطهادية. ويركز هذا النوع من العلاج علي تطوير المهارات الاجتماعية وتحسين قدرة الفرد على التكيف واحترام الذات وتقديرها.
وفي اغلب الأحيان، لا يستخدم الدواء في علاج تلك الحالة. لكن قد يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية -كمضادات القلق، أو مضادات الاكتئاب، أو مضادات الذهان- إذا زادت حدة الأعراض، أو إذا صاحب تلك الحالة مشكلة نفسية أخرى كالقلق أو الاكتئاب.
المضاعفات:
قد تؤثر أفكار وسلوكيات هؤلاء الأشخاص على قدرتهم علي الحفاظ على علاقاتهم بالآخرين، كما تؤثر أيضا علي نشاطاتهم الاجتماعية وأدائهم الوظيفي. وفي كثير من الأحيان، تجد مثل هؤلاء الأشخاص في أروقة المحاكم يقاضون أفراد أو شركات يعتقدوا أنها تسعي لاستغلالهم أو إيذائهم.
الشخصية البارانوية ونظرة إلى المستقبل:
اضطراب الشخصية البارانوية حالة مزمنة، أي أنها قد تستمر مع الإنسان طيلة حياته. لكن يختلف تأثير الأعراض على حياة المضطرب من شخص لآخر. فعلي الرغم من أن البعض يمكنه أن يعيش حياة مستقرة إلى حد ما، فيتزوج ويكون أسرة ويتقن عمله، إلا أن آثار الاضطراب قد تكون سيئة على البعض الآخر إذ يفشل في التكيف والتعايش مع المجتمع. ونظرا لرفض ومقاومة مثل هؤلاء الأفراد للعلاج، فان النتائج غير مشجعة في أغلب الأحيان.
الوقاية أو تجنب حدوث هذه الحالة:
ربما كان من الصعب تجنب حدوث هذا الاضطراب، إلا أن العلاج قد يساعد الشخص المعرض لمثل هذه الحالة على تعلم بعض التقنيات الضرورية للتعامل مع المواقف المختلفة.
المصادر: