الشخصية الحديّة/البينية ( انقلاب مزاجي مفاجئ !! )
تقرير الجودة الصحية_إعداد: نوف بن سلمان
لننصت إليه :
أكون منتشي جدا وأكاد أطير من الفرحة ثم تجدني بعدها بساعات مكتئب جدا واشعر بالملل والخواء ثم أعود للنشوة وهكذا , نادرا ما تستمر علاقاتي , أعشق القيادة بسرعات جنونية , وشراهتي مفتوحة جدا أعشق جميع أنواع الأكل , أشعر برغبة في الانتحار احيانا اكون مندفع لهذه الفكرة وأحيانا أحجم , أحيانا أشعر أني أعشق عائلتي ثم أشعر بكره وحقد شديد عليهم .
تنتمي هذه الحاله إلى المجموعة ( ب ) من اضطرابات الشخصية التي يبدو أصحابها انفعاليون وعاطفيون ومتقلبو الأطوار ويظهرون سلوكا عنيفا للاخرين .
ماهو إضطراب الشخصية الحديّة ؟
هو نمط من التذبذب وعدم الإستقرار في العلاقات مع الآخرين و في صورة الذات و في العواطف و الإندفاعية الواضحة.
و يوصف الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية بوجوده في المنطقة ما بين العصاب و الذهان و يتميز بالمزاج و السلوك المتغير و غير العادي, يبدأ هذا الإضطراب في سن الشباب الباكرة ويظهر في سياق العديد من التصرفات .
ماهي أسباب نشوء إضطراب الشخصية الحديّة ؟
لايوجد سبب علمي لظهور هذه الحالة، أنما اتفق العلماء على وجود مزيج من العوامل التي تسبب هذه الحالة. ويعتقد بعض الباحثون بأن العامل الرئيسي هو عدم وجود توازن كيميائي في الدماغ.
حيث تقوم هذه المواد الكيماوية التي تعرف بالمرسلات العصبية بالمساعدة على موازنة المزاج. بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل التأثيرات الوراثية والبيئية. حيث تنتشر هذه الحالة بين الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالأمراض النفسية.
كما يلاحظ بأن العديد من الأشخاص المصابين بهذه الحالة قد عانوا من صدمة رئيسية في الطفولة المبكرة. وقد تكون الصدمة سوء معاملة أو إساءة عاطفية أو جنسية أو طبيعية، أو إهمال أو ربما انفصال مقلق أو مرهق من جانب أحد الوالدين .
ماهي سمات إضطراب الشخصية الحديّة ؟
تتميز الشخصية الحدية بعدم ثبات العلاقات الشخصية ، وإضطراب الهوية والسلوك والمزاج. وكذلك الإنغلاق على النفس وصعوبة استمرار أي علاقة عاطفية وإذا تزوج شخص بهذه الصفات فمن الصعوبة أن يكون زواجه ناجحاَ.
فيه التطرف الشديد في التفكير والمفاهيم، حيث المثالية الشديدة ثم الخروج من القيم ثم العودة ثانية إلى المثاليات. وهو متطرف في علاقاته مع التقلب خلال ساعات أو أيام بين الحب المفرط والبغض المفرط لذات الآخر. عنده اضطراب في تصور الذات كما أنه فجائي في تصرفاته، ويتسم بعدم الاستقرار في المشاعر والانفعالات التي تسبق عادة أفكاره. يشعر بفراغ الذات وعدم وضوح الهدف وعنده ضعف في القدرة على ضبط نوبات الغضب.
ويستدل أيضاً على المصاب بإضطراب الشخصية الحديّة مما يلي :
1/ نموذج من العلاقات الانفعالية الشديدة وغير المستقرة مع الآخرين يتميز بالتبدل من المثالية الزائدة إلى انحطاط القيم.
2/ التهور في ممارسة أمور مؤذية للنفس مثل : التبذير ، الجنس ، استخدام المخدرات ، السرقة ، السياقة المتهورة ، تناول الطعام بطريقة معيبة وشرهه.
3/ تذبذب الوجدان : حيث يلاحظ تقلبات واضحة في المزاج من الإعتدال إلى الاكتئاب أو الهيجان أو القلق والتي تستمر عادة بضع ساعات ومن النادر أن تستمر لأكثر من بضعة أيام.
4/ الغضب الشديد وغير الملائم للموقف: يبدي على سبيل المثال انفعالات متكررة وغضباً مستديماً ومشاجرات متكررة.
5/ اضطراب واضح ومستمر في هوية الشخص مثل: صورة الذات، التوجه الجنسي ، الأهداف المستقبلية أو الميول المهنية ، نوع الاصدقاء ، القيم و المبادئ.
6/ احاسيس مزمنة بالفراغ والضجر.
7/ عدم القدرة على تحمل الهجر الحقيقي أو المتخيل.
8/ التهديدات المتكررة بالانتحار والإيماءات والتصرفات الموحية به أو التصرفات المؤذية للذات.
العلاج :
أولا: العلاج المعرفي السلوكي
عن طريق المعالج النفسي:
إن محاولات المعالجة النفسية طويلة الأمد لاضطراب الشخصية الحدية محفوفة بالصعوبات والعدائية للمعالج والمريض على حد سواء ، كما أن النكوص مشكلة متكررة. يوفر العلاج للمريض علاقة علاجية نفسية محدودة ، ويتوجب على المعالج مع ذلك أن يكون متواجداً بشكل دائم. والهدف من هذه المعالجة هو التكيف الاجتماعي التدريجي. إلا أن الطرائق الحديثة ترتكز بشكل أساسي على التقنيات السلوكية المعرفية للتشجيع والتثقيف وإحداث البدائل ( حيث يطلب من المريض التعهد بإنقاص تصرفاته المؤذية للذات ، ويشجع على بذل الجهود لفعل ذلك) كما يتم تثقيفه حول الطبيعة السيئة التكيف لمثل تلك التصرفات.
كما أن معالجة المرضى ذوي الشخصيات الحدية هي مسألة تحد ويتوجب على المعالج أن يكون متيقظاً باستمرار لمواضيع التحويل المعاكس (مشاعر المعالج تجاه المريض).
هناك أسس و قواعد لابد من معرفتها :
لا تضع أبدًا في الحسبان بأن فترة العلاج ستكون وجيزة 1-
2- لابد أن تبدأ علاقة قوية بين المصاب و المعالج قائمة على المساعدة
3- وضع أدوار واضحة بين المعالج و المصاب كل منهم مسئول عن دور
4- لابد للمعالج أن يكون هو الموجه و الأكثر نشاطًا و ليس فقط مُستمع
5- لابد للمعالج و المصاب أن يضعا هرمًا للأولويات المشتركة بينهم
6- المرونة المطلوبة لابد أن تتوافر لدى المعالج لمواكبة المستجدات المحيطة
7- لابد من تحديد الموضوعات
8- يمكن علاج المريض بشكل فردي أو جماعي
ثانياً: العلاج الدوائي
و يأتي في المرتبة الثانية في علاج مثل هؤلاء الأشخاص المضطربين، فالعلاج العقاقيري يأتي دوره فقط في علاج بعض ملامح شخصية المصاب و التي ربما تتعارض مع مجمل حياته العملية.
فمن الممكن استخدام مضادات الذهان Anti psychotic للتحكم في غضب المصاب و عدوانيته و في نوبات الذهان القصيرة.
و مضادات الاكتئاب تستخدم في نوبات الاكتئاب التي تنتاب مريض الشخصية الحدية و تستخدم المهدئات في علاج نوبات القلق و التوتر و تساعد في علاج نوبات الاكتئاب
بُقعة ضوء :
اضطراب الشخصية الحدية هو واحد من أكثر الاضطرابات النفسية إنتشاراً حيث تصل نسبته بين عام الناس حوالي 2% وكذلك يشكل المصابون بهذا الاضطراب 20% من المرضى الذين يتنومون في المستشفيات والأقسام النفسية في المستشفيات العامة. هذا الاضطراب للاسف الشديد مزعج لجميع من يحيط بهذا المريض سواءً كانوا من الأهل أوالأصدقاء، بل ويلحق ذلك الإزعاج المجتمع بشكل عام.
مقاطع فيديو نجمع بها المُتعة مع الفائدة
- فيديو بعنوان / إضطراب الشخصية الحديّة :
- فيديو بعنوان / الشخصية الحديّة مع الدكتور طارق الحبيب :
المصادر: