تقرير الجودة الصحية_إعداد: أمل الحساني

 

من أصعب الأمور التي قد نسأل عنها واحتارت فيها كثير من عقول المختصين والخبراء في مجال الابتكار متمحورة حول :

  • ما هو الابتكار؟
  • وما الفرق بينه وبين المفاهيم الاخرى كالاختراع والإبداع؟
  • وما المقصود بالابتكار في القطاع الصحي وكيف يمكن تعريفه؟
  • وماهي البيئة المناسبة للشخص المبتكر؟
  • وماهي الخصائص والسمات التي تميز الشخص المبتكر عن غيره؟

 

كل تلك التساؤلات سيتم الإجابة عنها في التقارير القادمة ولكن سنعرض في هذا التقرير:

(ما هو الابتكار وما الفرق بينه وبين الاختراع والإبداع؟)

نبتدئ بتعريف الكسندرو روشك والذي يقول بأن الابتكار “عملية معقدة جدًا ذات وجوه وأبعاد متعددة فهذا التعقيد الذي يكتنف الابتكار واختلاف الآراء حوله ساهم في  وجود خلط في عدة مصطلحات مع مصطلح الابتكار (Innovation) كالمصطلحات ذات العلاقة (الإبداع  Creativity والاختراع Invention)”

ويعرف أوكيل سعيد الاختراع بأنه “كل جديد في المعلومات العلمية ويرى بأن الاختراع يمكن أن يكون نظريًا في قاعدة او قانون علمي أو يكون تطبيقيًا في شكل طريقة حل أو معالجة مشكلة معينة”

أما خليل حسن الشماع يعرف الاختراع بأنه “إدخال شيء جديد لهذا العالم لم يسبق له أن وجد أو سبق إليه أحد ويسهم في إشباع بعض الحاجات الإنسانية”

وفي إطار العلاقة بين الاختراع والابتكار نجد أنه فرق بينهما يفيس (yves) بأن الاختراع هو “كشف أو اكتشاف علمي يسمح بتنمية المعرفة الإنسانية بينما الابتكار هو مدخل أساسي للتجديد”

أما ماري ترى بأن “الابتكار هو تطبيق تجاري للاختراع وتعطي مثال على الليزر بأنه اختراع  وأن الأقراص الليزرية هي تطبيق تجاري لاختراع الليزر وحسب هذه الرؤية فإنه يمكن التعبير عن الابتكار بالمعادلة التالية:

“الابتكار = الاختراع + التطبيق التجاري”

 

وفي الجانب الآخر كثر الخلط بين كلمتي الإبداع والابتكار وكتعريف بسيط فإن الإبداع هو

“الاتيان بأفكار جديدة وحلول فعالة، بينما الابتكار هو عملية تنفيذ هذه الحلول وتلك الأفكار، وبالتالي إن أردنا تمثيل العلاقة بين الإبداع والابتكار كعلاقة رياضية فسنجد: الابتكار= الإبداع + التنفيذ.”

ويعرف قاموس بنجوين السيكولوجي الإبداع بأنه “عملية عقلية تؤدي إلى حلول وأفكار ومفاهيم وأشكال فنية ونظريات ومنتجات تتصف بالتفرد والحداثة”

وهذا يعني أن عملية الإبداع تتم على مستوى العقل وتعمل على إيجاد أفكار تتميز بالحداثة وفي إطار العلاقة بين الإبداع والابتكار وما يميزها من الخلط وعدم التفريق الحاصل بينهما نجد أن هناك وصف للعلاقة بينهما بأنهما كلمتين مترادفتين ويعبر عنهما بالمعادلة الخاطئة: الابتكار=الإبداع

ويعرف الإبداع بأنه “عملية الإتيان بالجديد” في حين يرى البعض بأن الإبداع هو التوصل إلى حل لمشكلة معينة، وأن الابتكار هو تطبيق لهذا الحل وبالتالي يمكن أن نعبر عن العلاقة بين الابتكار والإبداع بالمعادلة التالية: الابتكار= الإبداع + التطبيق

 

وبهذا فإن الإبداع هو الجزء المرتبط بالفكرة الجديدة في حين أن الابتكار هو الجزء الملموس المرتبط بتنفيذ أو تحويل من الفكرة إلى المنتج وعليه فإنه ينظر إلى الإبداع والابتكار كمرحلتين متعاقبتين.

وترى راوية حسن بأن الابتكار هو “تنمية وتطبيق الأفكار الجديدة في المؤسسة وتشير كلمة تنمية إلى الشمولية من الفكرة الجديدة إلى إدراك الفكرة إلى جلبها إلى المنظمة ثم تطبيقها مما يعني أن الابتكار لا يقف عند عتبة الفكرة الجديدة وإنما يعقبها إلى التطبيق العملي في السوق أو داخل المؤسسة.

ويوضح (Van de Ven et al., 1989: 590) أن الابتكار في المنظمات يمثل في “تطوير وتطبيق للأفكار الجديدة من خلال العاملين الذين يضمنون على مدار الوقت الإجراءات مع الآخرين داخل ترتيب مؤسسي”

ويعرف (Zhuang,1995:14) الابتكار بأنه “عملية عقلية ديناميكية تتطلب أن يكون التفكير الابتكاري أحد مدخلاتها لتطوير أفكار جديدة أو خلق استخدامات جديدة للمنتجات القائمة مع التأكيد على أن التجديد يجب أن يكون شيئا أفضل, ويمكن وصف ديناميكية الابتكار بأنها دورة تدور حول الابتكار والتغيير بحيث لا تكون هذه الدورة خطية.

ويقسم شوشة (1993، 17) الابتكارات إلى نوعين هما: ابتكارات فنية وابتكارات إدارية.

  • فالابتكارات الفنية هي الابتكارات التي تتعلق بالتكنولوجيا الإنتاجية المستخدمة والمنتجات التي تقوم المنظمة بإنتاجها ويهدف هذا الابتكار إلى تطوير الأداء الفني بالمنظمة وذلك من خلال :إضافة أنشطة (مجالات أو خطوات جديدة إلى نظم الإنتاج أو الخدمات بالمنظمة)، تقديم منتجات أو خدمات جديدة لم تنتجها المنظمة من قبل.
  • أما الابتكار الإداري فيتعلق بالنظام الاجتماعي بالمنظمة، ويقصد بالنظام الاجتماعي للمنظمة كل ما يرتبط بالعلاقات التي بين الأفراد الذين يتفاعلون معًا لتحقيق هدف معين ويشمل الابتكار الإداري القواعد والأدوار والإجراءات والهياكل المتعلقة بعملية الاتصال والتبادل بين الأفراد والبيئة.

 

وختام القول ” ليس عليك أن تكون عالماً لتبتكر! فالابتكار مرتبط بالإبداع، وهناك أشخاص كثر لا يحملون أي شهادات علمية؛ إلا أنهم يمتلكون القدرة على الابتكار، ويبتكرون أشياء مهمة تفيد العالم”.

 

للمزيد من المعلومات عبر اليوتيوب:

فيديو(١): الدكتور ابراهيم الفقي وحلقه عن كيفية الابتكار

 

فيديو(٢): (?What is Innovation)

 

 

المصادر:

  • طاوس، رزان. 2011. دراسة أثر الابتكار التسويقي على تحسين أداء المؤسسة. رسالة ماجستير، المركز الجامعي، الجزائر.
  • رفاعي، ممدوح. 2012. دراسة استراتيجيات الابتكار: طريق الإدارة نحو الابتكار الجذري. دراسة، جامعة عين شمس، مصر.