بقلم / عبد العزيز حسين الصويغ
مجلة الجوده الصحية _ دينا المحضار 
«حين استلمت وزارة الصحة كُنت أعود إلى البيت وأبكي، من الصعب أن تدخل مستشفى وتجد أربعين شابًا مشدودين للسرر نتيجة حوادث مرورية وهم في عمر الزهور».
كان هذا كلام د. غازي القصيبي -رحمه الله- الذي عيّن وزيرًا للصحة عام 1982، وخاض معارك كثيرة، فقد كان للجانب الإنساني الدور الأكبر، والمعركة الكبرى له، فوضع نصب عينيه توفير العلاج لكل مريض، فأقدم على تغييرات حثيثة ومتلاحقة، ظهر «غازي» فيها كإنسان، أكثر من كونه وزيرًا أو إداريًا.
***
غازي القصيبي كان، كما يصفه مدير مكتبه الأستاذ هزاع العاصمي «رقيق الحاشية، يتأثر بأي منظر يراه عبر شاشة التلفزيون لمعاناة أحد، مهما كان في أطراف العالم، فهو من الناحية الإنسانية يملك قلبًا رطبًا إلى أبعد الحدود، ويمكن لأي طفل صغير أن يستدرّ دمعته»، لذا فسؤالي هنا: هل يملك وزراء الصحّة -عادة- مثل هذه المشاعر الإنسانية، ليس حتمًا للعالم من حولهم، ولكن للمرضى في المراكز والمستشفيات التي يُشرفون عليها بحكم مناصبهم؟!
***
أنا لا أطلب أن يبكي كل وزير صحة يتسلَّم هذا المنصب الإنساني الحسّاس، ولكن أن يعتبر أن كل مريض أو مريضة، هو/ أو/ هي تربطهم به وشائج الإنسانية، فيتألَّم إذا لم يستطع تأمين العلاج لهم.. ويترك المهمة لمَن يُحقِّق هذه المعادلة، فهو لن يخسر سوى الكرسي، لكنه قطعًا سيُرضي ضميره.
* نافذة:
(الناس ما زالت تذكر الفترة التي قضاها غازي القصيبي وزيرًا للصحة، رغم أنه لم يمكث سوى سنة واحدة وزيرًا لها، العبرة ليست في طول المدة ولا في البراعة في التخصص، بل في وضوح الرؤية المهمة، والأهداف، والمقدرة على نقل المهمة إلى المرحلة التنفيذية دون تلكؤ وفلسفة غير ضرورية).
مشاري عبدالله النعيم