تحدثنا في المقال السابق عن العديد من العناصر التي من شأنها تحسين الأداء الصحي في المنشآت الصحية وزيادة الإنتاجية مما ينعكس ايجاباً على المخرجات الصحية ويحقق بتوفيق الله رضى المستفيد (المريض أو المراجع).

وحقيقة أن الموظفين الأكثر رضى وارتباطاً مع أهداف الإدارة التي يعملون بها هم الأكثر انتاجية.

ولعلنا نركز على العوامل التي من شأنها أن تزيد الرضى الوظيفي للعاملين في المجال الصحي وبالتالي تحسن وتزيد الإنتاجية الفردية ومن ثم تتحسن الإنتاجية بصفة شاملة للمنشأة الصحية..

ولعل من أهم وأفضل الأساليب والطرق التي تحقق الرضى الوظيفي ما يلي:

أولاً/ الامان الوظيفي وهي من أهم الوسائل لتحقيق الرضى الوظيفي إن لم يكن أهمها على الإطلاق والجميع يبحث عن مصدر ثابت للعيش والاستقرار حتى يستطيع التخطيط وتأمين المستقبل بمشيئة الله عز وجل مع العلم أنه تم عمل مقال مستقل سابقاً عن الأمان الوظيفي.

ثانياً / تفعيل برامج التدريب المستمر العلمية والمهارية التي تعزز الثقة للموظفين بأنفسهم وبإداراتهم وتحسن مهارتهم وخبراتهم العلمية والعملية.

ثالثاً / معرفة وتحديد رغباتهم وكما أن المستشفيات تحرص على كسب رغبات عملائها الخارجيين (المرضى والمراجعين) الا أنها يجب عليها كسب رضى عملائها الداخليين الموظفين وخاصة التخصصات النادرة والمطلوبة والتي نرى كثيراً منهم يتجه للقطاع الخاص ويترك القطاع الحكومي..

رابعاً / وضع برامج لإرشاد وتوجيه الموظفين ووضع الرؤية كاملة أمامهم وكذلك توضيح دور الموظف وأهميته في نجاح المستشفى وهذا غاية في الأهمية وكلنا يتذكر مقولة عامل النظافة في وكالة ناسا للفضاء عندما قال انه يقوم بدور عظيم جداً ولو لم يكن المرحاض الذي يستخدمه رائد الفضاء نظيفاً لما استطاع ذلك الرائد أن يغزوا الفضاء…

خامساً / بناء بيئة داعمة للموظفين للنجاح والتفوق والأداء المتميز وتعزيز ثقافة الفريق الواحد وصناعة الشراكة الناجحة للنجاح بين جميع العاملين في المنشأة الصحية وكافة مستويات الإدارة وطبقاتها..

سادساً / التحفيز والتشجيع للمتميزين والاعتراف بمساهماتهم ومبادراتهم وافكارهم الابداعية في تحقيق نجاح المستشفى يخلق روحا من التنافس الابداعي بين الموظفين …

سابعاً / تحقيق العدالة في محاسبة المقصرين والمتقاعسين بما يوازي تحفيز وتشجيع المتميزين ويكون وفق معايير العدل والمساواة والمهنية بعيدا عن الاعتبارات الشخصية والمصالح الذاتية..

ثامناً / صنع الشراكات الناجحة بين المستشفيات المختلفة يصنع فرصاً كبيرة للنجاح والتميز والارتقاء ونحن نرى أن العالم أصبح يسمى القرية الكونية ونستطيع تفعيل العديد من البرامج المشتركة واقعياً وكذلك باستخدام التقنية والوسائط المختلفة ذلك يساهم في زيادة الرضى الوظيفي والاستفادة من تلك الكوادر المتميزة على نطاق واسع وبصفة اشمل وأعم مما قد يحقق لها مداخيل اعلى وتنعكس ايجابا على المنشأة الأم.

تاسعاً / تحسين الرغبة في الأداء وذلك من خلال كل ما سبق ووضع برامج معنية بقياس وزيادة الرغبة في الأداء وكلنا يعلم أن الإنتاجية في العمل⬅مستوى الأداء ❌حجم العمالة بينما مستوى الأداء⬅القدرة ❌الرغبة وبالتالي علينا زيادة البرامج التي تحسن الرغبة للموظفين بالتوازي مع البرامج العلمية والمهنية التي تحسن القدرة. وعلينا أن ندرك ايضاً أن تلك الرغبة ماهي إلا محصلة الاتجاهات مضروبة في المواقف واذا علمنا أن الاتجاهات تتكون خلال حياة الفرد المختلفة بداية بالأسرة والمدرسة ومروراً بالتجارب الشخصية التي يعيشها كما تتأثر اتجاهات الفرد بالقيم والأفكار السائدة في بيئته ومجتمعه كذلك لثقافته ودراساته المختلفة دور في تحديد اتجاهاته الشخصية بينما المواقف هي مجموعة من الظروف والأحداث التي يواجهها الأشخاص داخل المنظومة الصحية التي يعمل بها وأن كانت تلك المواقف ايجابية كانت مخرجاتها كذلك والعكس صحيح تماما.. نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد