بقلم/ محمد الحيدر

الصادره من صحيفة الرياض

مجلة الجوده الصحية – دينا المحضار

 

لقد زاد تواصلي مع “الممارسين الصحيين” خلال الفترة الأخيرة التي سبقت إطلالة شهر رمضان المبارك، على أنني -بحكم المهنة- دائماً  “على الخط” مع العاملين في هذا القطاع، إلا أن تناولي في “الرياض” وفي “تويتر” لموضوع “العنف في المستشفيات”، زاد جرعة الحماسة لدى بعض “الصحيين” ففتحوا قلوبهم، وطرحوا تفاصيل “غير مطروقة” عن هموم المهنة الإنسانية، والمعاناة الصامتة التي يمارسونها.

وعندما وقفت على بعض العنت الذي يلاقيه “الصحيون” خلال عملهم اليومي، ولا يستطيعون مواجهته، ولا معرفة طريقة محددة للتخفيف منه، بدت لي حوادث العنف فقاعات صغيرة.. فهم يؤيدون تعزيز “تخصصية” إدارات علاقات المرضى في المستشفيات، لتحمل بعض الأعباء النفسية عن “الصحيين”، ليس فقط بالتعريف بالحقوق والواجبات، فذلك في منظور بعض الممارسين الصحيين، ليس كاف، ولذلك فالمطلوب رفع مستوى ثقافة الفرد وإحساسه بالمسؤولية تجاه الخدمات العامة ومدى تأثير ذلك على توفر الخدمات ووصولها الى مستوى جيد.. بما يشمل قطاعات أخرى وليس الصحة وحدها.

أمثلة عديدة ساقها “الصحيون” الذي فضفضوا عن همومهم، ومن القصص التي تتكرر أن يدخل المريض الى العيادة، ويشرح المشكلة وبعدها يبادر وبشده ويطلب هو التحاليل والأشعة التي يرغب في عملها (في القطاع الصحي الحكومي) وعند الشرح بأن الحالة لا تستدعي عمل التحاليل والأشعات التي يطلبها ويحددها، يرد “المريض” بفظاظة وعنجهية: انت دافع من فلوسك شي؟ سويها “الحكومة ماقصرت”.. وبعضهم يتلفظ بكلام خارج عن نطاق الأدب! وليس في واردهم مجرد التفكير في هدر الوقت والمال جراء هذه المتطلبات.

ممارسون صحيون قالوا إن بعضهم ينفعل ويرفض تدخل المريض في اختصاصه، وكثيرون يلوذون بالصمت، مع علمهم أن من أكثر المواقف المستفزة للإنسان أن يرى الحالة المعوجة التي تتطلب الإصلاح تصرخ في وجهه فيشعر بعجزه، ولا يستطيع التعامل معها بأقل من الاستهجان القلبي.