بقلم / حسن الخضيري 

الصادره من صحيفة الشرق

مجلة الجوده الصحية _ دينا المحضار 

 

سعدنا كثيراً بهيئة الترفيه، المهام، الصلاحيات، وتفاصيل أخرى لا نعلمها إلى الآن، ومصدر السعادة ليس عشقاً للسينما، أو المسرح، وغيرهما، ولكنه حلم قديم ربما يتحقق بالتعاون بين هيئة الترفيه والقطاعات الصحية من أجل بيئة صحية سعيدة يسودها الفرح والسرور أملاً في تحسُّن صحة المريض.
لو كتب الله عليك دخول أحد المستشفيات مريضاً، أو مرافقاً، أو مراجعاً، قد يخيل إليك أنك تدخل ما يشبه الصحراء القاحلة الخالية من الحدائق، ووسائل الترفيه، فالعبوس يعلو الملامح ابتداءً من البوابة، ومروراً بالاستقبال، إلى آخر خطوات العلاج “شفاء أو موت”، وكأنك أتيت تطلب ديناً، فلا مكتبات، ولا صالات عرض للتثقيف والترفيه، أو ملاعب صغيرة، أو حدائق، حتى صالات الانتظار تبعث على الكآبة. بعض أعضاء الفريق الصحي يخاف أن يضحك مع المريض حتى لا يعتقد المريض، أو يردد ما قاله قحطة: “حبتني، قالت لي أنت نورت مصر يا بيه”.
العلاج بالضحك والترفيه مازال مفقوداً، لكن يشاع أنه يجري البحث عنه، رغم أن الضحك في المستشفيات أمر مذموم، وأن التكشير يساعد على العلاج، ويُظهر الحزم، كما أن الكآبة تحفظ للفريق الصحي هيبته.
المستشفيات تحتاج إلى مجموعة متكاملة من الأنشطة والبرامج والخدمات الترفيهية، تسهم في معالجة النواحي الجسدية والنفسية والاجتماعية لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، أو إعاقات مختلفة، على أن تستثنى من ذلك الألعاب النارية فالفريق الصحي في رعب دائم.
يقول فولتير: “إن الطب هو فن إبقاء المريض مستمتعاً بينما تعالجه الطبيعة من مرضه”. وأقول: ليس عيباً إن لم نوفر الخدمات المطلوبة بجودة عالية، وإن لم نستطع القيام بذلك فعلى الأقل أن نقوم بتوفير بعض الترفيه، وإدخال المتعة على نفوس المرضى، فذلك أقل تكلفة، ومردوده عالٍ جداً. وربنا الشافي.