كل نظام بشري يقتضي التغيير في مرحلة ما، وكلّ فرصة للتغيير هي فرصة للمساهمة في التطور(لو تمّت دراستها وتحليلها وتطبيقها بالشكل المناسب), بل وأصبح التغيير شيء أساسي في ظل ثورة التطور السريع الذي نشاهده اليوم.

 

في نفس هذا اليوم من العام الماضي إليه، ثلاث وزراء يمرّون على وزارة الصحة.

 

تغيّر الوزراء هو جزء من تغيير النظام، ومع تغيّرهم بلا شك ستبدأ القرارات السابقة بالتلاشي وإصدار قرارات لتحلّ محلها, السؤال؛ هل تطبيق تلك القرارات ناجع في الوقت الحالي وبالموارد المتاحة أم أنّها مجرد فرد عضلات ؟!
يعرف بيكارد التطوير والتغيير التنظيمي بأنه: ” جهد مخطط يشمل المنظمة بأكملها ويدار من القمة بغية زيادة فعالية التنظيم وتقويته من خلال تداخلات مدروسة في عملية التنظيم وذلك باستخدام نظرية العلوم السلوكية “.
ويعرفه فرنش بأنه: ” جهد و نشاط طويل المدى يستهدف تحسين قدرة المنظمة على حل مشكلاتها وتجديد ذاتها من خلال إدارة مشتركة وتعاونية وفعالة لمناخ التنظيم تعطى تأكيداً خاصاً للعمل الجماعي الشامل “.
وفي تعريف آخر لهما: ” هو سلسلة الجهود المستمرة والبعيدة المدى الهادفة إلى تحسين قدرات المنظمة على إدخال التجديد ومواكبة التطور وتمكينها من حل مشاكلها ومواجهة تحدياتها من خلال توظيف النظريات والتقنيات السلوكية المعاصرة الداعية إلى تعبئة الجهود الجماعية وتحقيق المشاركة الفرقية واستيعاب الحضارة التنظيمية . وإعادة صياغتها و اعتماد البحوث الميدانية ودراسات العمل و الاستعانة بخبراء التغيير والتطوير من داخل المنظمة وخارجها لوضع خططها و الإسهام في متابعة تنفيذها “.

 

وبملاحظة التعريفات نستنتج أن التغيير لا يعتمد على عامل واحد لإحداثه بنجاح، ففي فترة الدراسة يجب الاعتماد على الكثير من العوامل وأهمها:-

  • طبيعة البيئة وقابليتها في التماشي مع التغيير.
  • ارتياح العاملين للتغيير، رغم أنّ التغيير غالبا لا يفضّله الكثيرون إلّا هناك منطق في منهجية التغيير وتطبيقه ، مما يساعد في تقبّله.
  • التغيير بتدرج يساعد في الاستيعاب الكامل عند المراحل النهائية.
  • توضيح آلية التغيير والهدف منه لكل من له علاقة بالتغيير، وعدم تركه في المنطقة الضبابية.
  • أخذ العملاء ( المرضى ) بعين الاعتبار في التغيير، فهدف كل مستشفى قائم هو راحة المريض.
  • تطبيق التغيير ضمن إطار الموارد المتاحة والممكنة وتصنيف الأولويّات.

 

 

في نهاية الأمر التغيير ليس حصرا على وزير أو رئيس أو حتى قرار يُعمّم، التغيير للأفضل (التحسين) يجب أن يكون مطلب الجميع، فكل من في الوزارة هو مسؤول عن تغيّرها للأفضل.

 

حاول أن تغيّر من نفسك ثم من حولك، عندها ستنتشر عدوى التغيير ويصاب الجميع بتحسين الأداء الإنتاجية المطلوبة و سيظهر الإنجاز, ومهما كنت فالقمة ستؤول إلى السقوط إن لم تحافظ على خطواتك الثابتة.

 

 

أسامة خالد سلمان

@OSama_BS