من خلال متابعتي لكثير من المبادرات المطروحه والتي تهتم بقضايا المجتمع  ..  هناك ردود أفعال متباينة تحدث نتيجة وجود فجوة بين ماكنا عليه في السابق ومانريد الوصول اليه .. وذلك ناتج لعدم وضوح الرؤية أو انعدامها مما أحدث ضبابيه بين المتلقي والمقدم للخدمه .. 
فمن خلال التحليل السابق نستنتج أن ماحدث نتج لأسباب عدة يمكن تلخيصها في  :-
١- غياب الرؤية .. ٢- وجود ضبابية ..
٣-وجود فجوة واسعه بين مانطمح له ومانحن عليه ..
أحدثت هذه جدلاً واسعاً بين وجهات النظر .. مما حول الحوار إلى جدال ..والنقاش إلى (صراخ).. يصعب معه التوسط في أيجاد حل يرضي الطرفين .. مما أفرز عنه سلبية محبطة للجميع ..
فمقدمي الخدمة لن يتمكنوا من أداء عملهم كما يُخططون له – و أخص بذلك المخلصين الذين يريدون أن يعملوا- بسبب الموجة الغاضبة والتي تريد أن تستعجل الإصلاح… 
كما أن المستفيدين غير راضين عن مايقدم لهم ، فأصابتهم بدائها السلبية وتشربهم الإحباط .. و أدى ذلك  لعدم استطاعتهم رؤية ماهو إيجابي ، وركزت أنظارهم على ماهو سلبي .. وذلك لن يمكنهم من رؤية ايجابية مايقدم لهم ..
وعاشت  على هذه السلبية فئة ترمي بشررها أوساط المجتمع ليل نهار تنثر بذور السلبية وتنشر سمومها في المجتمع .. تبحث عن نفسها بعد ان انكشف قناعها ..
اصبحت تتخبط وتصب جام غضبها على كل ماهو ايجابي يُعمل ..لتزرع داء الفتنة وتوسع الفجوة مابين المتلقي للخدمة والمقدم لها لتضرم النار وتشعلها وتنتظر ما تبقيه من رمادها.
إن لم ينتبه مقدم الخدمة لذلك ولم يع المتلقي لمايدور في ساحاتها .. فلن يكون هناك اية إصلاح او تطور ..
فما الحل ..؟
  
الحل يكمن في عدة نقاط ..
– وجودة خطة استراتيجية واضحة الاهداف للوصول الى مانريد وتحديد اين نكون الان و تكون مكتوبه ومنشورة مع وجود فريق متخصص لمتابعة هذه الخطة يملك القدرة على مواجهة أي تحديات تقاوم الخطه ..  
و يعتمد نجاح الخطة الاستراتيجية على ثقافة المنظمة اتجاه الخطه ..
ان كانت ثقافتها ضعيفه بحيث لايتم اعتناق الخطة من فريق المنظمة ولاتحظى بالثقة ولايوجد تمسك مشترك من جميع العاملين بها .. حتما مهما كانت جودة الخطة فان نسبة نجاحها يكون ضئيلا جدا ..
أما إن كانت ثقافتها قوية بحيث تنتشر الخطة عبر المنظمة وتحظى بالقبول والثقة من جميع فريق المنظمة ويشتركوا جميعا في القيم والمعتقدات فإن نسبة نجاح الخطة يكون مرتفعا جدا..
بالاضافة الى :- 
– نشر مفهوم الحوار بمعناه الحقيقي وأهمية احترام وجهات النظر ..
وكذلك ..
– مشاركة المتلقي للخدمة من خلال الطرح المعلن والشفافيه العاليه بين المتلقي والمقدم للخدمه عن طريق تشكيل مجالس أو إيجاد قنوات تواصل يمكن للمتلقي طرح افكاره ومقترحاته وتساعد المقدم للاستماع له ووضع الحلول و إعداد الخطط التطويرية بالمشاركة مما يرفع من رضا المتلقي ويزيد ثقته بالمقدم ..
وفق الله الجميع لكل مافيه خير للبلاد والعباد ..
للكاتب:
أ. مجول الدهمشي 
مشرف برنامج التعاون الصحي المشترك
في مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الطبية