بقلم / محمد السنان 

الصادره من صحيفة البث الالكترونيه

مجلة الجوده الصحية – دينا المحضار 
الحج حدث من أهم الأحداث التي تمر على المملكة سنوياً، وتسخر وزارة الصحة كغيرها من الجهات الحكومية بالمملكة كل الجهود لخدمة ضيوف الرحمن والظهور بالشكل المشرف لهذا البلد الطاهر، وتبرز هذه الجهود من خلال الإعلام التابع لوزارة الصحة و لمديرياتها، ولفت الجميع مؤخرا تغريدة معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة منوهاً وشاكراً لتغريدة من مطار الملك عبدالعزيز بجدة يشيدون فيها بمجهودات رجال مراكز المراقبة الصحية بالمطار، وتلك شهادة لجميع العاملين بالمراقبة الصحية و مديرهم الأستاذ عبدالغني المالكي والذي لم أرى ذكر لإسمه ضمن الأخبار أو التغريدات!! نعم لأنهم في مراكز المراقبة الصحية بالمطار يعملون كفريق وليس كشخص، فقد أدركوا المعنى الصحيح لإبراز جهود الفريق وليس الفرد، وهذا هو النهج الصحيح لإظهار مجهودات المملكة بالصورة المشرفة، فمتى ما أظهرنا عملنا كفريق واحد يتكاتف لخدمة ضيوف الرحمن كنا فعلاً الوجه المشرف لهذا البلد، ولكن ما أن قام الوزير بالتنويه لهذه التغريدة حتى رأينا بعض الجهات والإدارات الأخرى تتسابق بالتغريدات لإظهار مجهوداتهم!! ولكنهم لم يدركوا السر وراء إعجاب الوزير بتغريدة مراكز المطار، وأعتقد والله أعلم أنه لمس روح الفريق والإخلاص فكانت أخبارهم عن طريق غيرهم بإدارة الطيران المدني تنوه بما قاموا به دون البحث عن الإعلام والظهور، وليس كما فعل غيرهم بنشر صور لمدراء الجهات يقوموا بالعمل أو مقابلات تلفزيونية، لقد أحرجتم جهاتكم وقياداتكم أمام الآخرين بهذا الأسلوب المبتذل ( صورني وأنا …… )، ليس هذا الطريق لإظهار المجهودات والإنجاز للصحة في خدمة الحجاج، وإنما هو إظهار للمدير الفلاني أو الآخر وذاك زمان ذهب و ولى، فلسنا اليوم نتحدث عن الأشخاص ولكن عن الكيان وفريق العمل، فمتى ما أختزلتم العمل في شخص سنعلم أن فريق العمل مهضوم الحق أم العمل ليس كفريق -معاذ الله- فعمل الفريق هو ما يقود العمل في طريق النجاح.
مررت من خلال المطار مسافراً بعد خروجي من المستشفى فاحتجت أن أمر بمركز صحي المطار، فوجدتهم على أتم الاستعداد ومتأهبين لخدمة ضيوف الرحمن، وتلقيت العلاج اللازم في اقل من 5 دقائق و غادرتهم بابتسامتهم وتوديعهم بالدعاء لي بالسلامة، فعلمت يقيناً أن الوزير نوه بمجهوداتهم بناء على جهد وإخلاص حقيقي شاهده فيهم.
ختاماً اخلصوا العمل لوجه الله، فكل من عمل بإخلاص ولم يبحث الشكر والثناء، فإن الله يسخر له من يشكره و يثني عليه، ولكن من عمل لأجل الشكر والثناء فلا أعتقد أنه ببالغه، فالإخلاص وإظهار فريق العمل هو مفتاح النجاح الفعلي، وأما محاولة فرعنة فلان وفلان فستغرقكم كما غرق فرعون وجنوده ولكن في بحر الوحل، رسالتي الأخيرة لكل من يخدم ضيوف الرحمن ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ فقط اخلصوا النية وسيرفعكم الله، لا تنتظروا ثناء الوزير على تغريداتكم الآن، وخيرها بغيرها فقد سبقكم بها مركز المراقبة الصحية بالمطار.
*
محمد السنان-جده
كاتب مهتم بتطوير الخدمات الصحية والتوعية المجتمعية
@5rbshatsinan