بقلم / ماجد الحربي 

الصادره من صحيفة سبق

مجلة الجوده الصحية _ دينا المحضار 

 

في كل عام من شهر ذي الحجة، وقبل وقفة عرفات، تتعمد بعض مستشفيات مكة ـ إن لم يكن كلها ـ إخراج مرضاها، خاصة من كبار السن؛ بحجة استكمال علاجهم بعد الحج، وهم في أمسّ الحاجة للبقاء في المستشفى، خاصة مرضى القلب، وغيرهم ممن خروجهم من المستشفى يعني مزيدًا من التدهور في صحتهم. والعجيب والغريب معًا أن ذلك الخروج غير النظامي لا يعلم به الطبيب المباشر للحالة، فهل هذا يعقل..؟!! إذ الخروج يكون إجراء إداريًّا بحتًا، لا دخل فيه للاستشاري المشرف على الحالة، ولو بإعطائه خبرًا؛ حتى يعلم بخروج مرضاه الذين يشرف عليهم، على أقل تقدير، مع عظم أمر ما اقترفوه في حق المرضى، الذين هم في أمسّ الحاجة للعلاج. وهذه جريمة بحق المرضى؛ تجب محاسبتهم عليها!!
 
أريد أن يصل صوت كل مواطن في مكة المكرمة إلى وزير الصحة عبر هذا المنبر بضرورة محاسبة المسؤولين في مستشفيات صحة مكة، الذين يقترفون جريمة كبيرة في حق المرضى بإخراجهم قبل وقفة يوم عرفات؛ بحجة أن المستشفى يكون في خدمات حجاج بيت الله الحرام. وهذه حجة واهية، ولا أصل لها؛ إذ الدولة – ممثلة في وزارة الصحة – وفَّرت أكثر من مستشفى في المشاعر المقدسة وفي مكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، هذا غير المستشفيات الميدانية المتنقلة، مثل التي عند المسجد الحرام. ولدي نماذج لأشخاص تم إخراجهم بمثل تلك الأوامر غير المسؤولة من المستشفى من أصحاب تلك القرارات الإدارية، وقد تُوفِّي بعضهم، وبعضهم قد تدهورت صحتهم؛ وهم في أمسّ الحاجة للعلاج، دون علم الطبيب المشرف على الحالة بذلك الخروج!! ولذلك أضع ذلك الأمر برمته أمام وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، الذي عوَّدنا على الاهتمام والمتابعة منذ أن كان وزيرًا للتجارة؛ حتى يتم التحقيق مع المسؤولين عن خروج المرضى في الحج، وهم في أمسّ الحاجة للعلاج والعناية الطبية، خاصة من كبار السن، وكل مَنْ هم بحاجة للبقاء في المستشفى للعناية الطبية التي سيجدها بالمستشفى، بينما سيفتقدها إذا خرج إلى بيته. ونتمنى ألا نرى مثل تلك القرارات في الحج القادم؛ فصحة المواطنين غالية، وليست رخيصة حتى ندَّعي تقديم مصلحة صحة الحجاج عليهم. والله الموفِّق لكل خير سبحانه.