“سلسلة معادلة الصحة”

ترتبط الصحة الجسدية بشكل كبير بالصحة النفسية فهي نصف علاج المرء , فأحيان يَصعُبْ على الطبيب علاج المريض بسبب عدم تقبله للعلاج من الأساس  و هنا حتى إذا  تم إجباره على الاستمرار لن يأتي ذلك بالنفع إن لم يكن هو في المقابل متقبل ومتيقن أن لهذا العلاج يدٌ في الشفاء بعد الله .

أذكر قصة طريفة حُكيت لي عن شخص كان يتوهم بأنه مريض لكن الفحوصات أثبتت عكس ذلك , فأتى أحد الأطباء بعلاج قال عنه أنه اُصدر حديثاً و سوف يزول به مرضك , بالفعل أتى بعد فترة قائلاَ أنه شُفي و لا يشعر بالمرض فحكى له الطبيب قائلاَ أن ما تناوله عبارة عن فيتامينات و ما به مجرد وهم وصحته بأتم الحال , من هُنا بالفعل أجزمت أن للنفسية دورٌ كبير في العلاج .

وفي حال مواجهتنا لصعوبات الحياة يصيبنا الحزن والكدر ثم تستعصي علينا حياتنا ونتوقع انها النهاية , فيغشى على أعيننا ولا نرى حلولاً هي كانت امامنا دائماً ونحن لا نعي ذلك ,  فأبجل الحلول واعظمها هي قربك من خالقك فثقتك وإيمانك الجازم به وذكرك الدائم له والقيام بما أمرك به من العبادات هو مفتاح فرجك لأبواب همك .

  ومن بعدها يأتي تدرج أهمية الحلول الاخرى مثل تأثير الجو العائلي أو الاجتماع مع الأحباب والرفقة الصالحة من تأثير ايجابي على الصحة لما يولده من شعور بالأمان والانتماء , فالإحساس بالوحدة يُولّد الاكتئاب وشعورٌ بالوحِشة ويكون المرء حينها أكثر عرضة للأذى وقد نهى عنها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام , روى الإمام أحمد عن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما أنّ النّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم: (( نَهَى عَنْ الْوَحْدَةِ: أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ وَحْدَهُ، أَوْ يُسَافِرَ وَحْدَهُ )) و( الوَحدة )  بفتح الواو المقصود بها في الحديث: أن يكون بعيداً عن النّاس. 

ومن الحلول ايضاً الرياضة التي تعتبر متنفس للفرد وفي نفس الوقت قوة للجسد, فعند محاولتك لممارسة رياضة المشي على سبيل المثال لنصف ساعة يومياً يحد من ذلك الشعور بالقلق والتوتر لما تخلفه عمليتي الشهيق والزفير التي تنتج خلال المشي في المساهمة على الاسترخاء وتهدئة الأعصاب (من مقالة ثلاثون دقيقة كافية وستون لمن أراد المزيد – سلسلة معادلة الصحة) , فبالفعل رياضة المشي من أفضل الرياضات بالنسبة لي لما أراه من خلالها تجديد للطاقة ومتنفس يدعوك لممارسة روتين حياتك مرة أخرى بكل نشاط .

و للطعام نصيب ايضاً في تحسين حالة الفرد النفسية فهو مصدر من مصادر السعادة , فنأتي بذكر المعشوقة السمراء (الشوكولاتة) التي لها تأثير كبير على تغير حالة المزاج للأفضل واكساب الجسم النشاط , لكن عند التحدث عن موضوع الصحة يجب علينا مراعاة أن ما نتناوله يحتوي على نسبة كبيرة منها مقارنة بالمكونات الأخرى الممزوجة معها . فكل ما كانت هي ذات الكمية الأكبر كانت أفضل للصحة مثل ما يقال عنها (الشوكولاتة الداكنة) ويجب علينا ايضاً عدم الإكثار من التناول منها لما قد تسببه من زيادة في الوزن وبعض المشاكل المترتبة بسبب هذه الزيادة .

والسر في كونها تحسّن من الحالة النفسية هي بسبب تأثير المكون المصنوع منها (الكاكاو) على الناقلات العصبية مثل السيروتونين الذي يلعب دوراً في السيطرة على المزاج لذلك سمي بهرمون السعادة .

فالسيروتونين لديه مهمة في تحقيق توازن عواطفنا  و كميته المعتدلة في الجسم تكون كمهدئ للأعصاب وباعث على الاسترخاء و يحسّن النوم لمن يشكو من قلته لذا تكون طريقة عمل الأدوية المضادة  للاكتئاب هي رفع مستواه في الجسم , وللتوضيح يعد الكاكاو واحد من ضمن العديد من المؤثرات التي لها القدرة على ذلك ونقرن بالذكر تأثير ممارسة الرياضة عليه.

 

اخيراً تتعدد مُحسنات الحالة النفسية ويصعبُ علي جمعها ومجملها يأتي بأن ما يُحسّن لك نفسيتك هي أنت بعد الله , فيجب علينا الثقة بأن الإنسان بإرادة خالقة بيده القوة لتغير حاله للأفضل و أن ما يخاطر أحاسيسنا وقت الشدة ماهي إلا وساوس باليه لا تُشك شائكة بك إن لم تلقي لها بالاً .. أنت بالله سلطانُ نفسك فكن لها وليس ضدها .

المرجع لبعض معلومات هذه المقالة : PMC