بقلم / اسماعيل محمد التركستاني 

الصادره من صحيفة مكه

مجلة الجوده الصحية _ دينا المحضار 

 

 

من خلال تجربتي المهنية في المجال الصحي، خاصة في مجال سلامة المرضى، ومتابعتي للمراحل المختلفة والتي مرّ بها إنشاء المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية (CBAHI)، تعلمت وأدركت من خلال تلك المتابعة أنه كانت هناك خطوات يمكن أن يقال عنها إنها كانت خطوات مدروسة بإحكام شديد، وكما يقال باللهجة العامية (شغل معلمين).

وكانت النتيجة الحتمية لتلك الخطوات المدروسة، أن توفر لدى العاملين في القطاع الصحي (محليا /أو إقليميا) معايير صحية استطاعت جميع المنشآت الصحية ومن خلال التطبيق الإيجابي أن تصل إلى مرحلة تستطيع من خلالها أن تقيم خدماتها الصحية التي تقدمها إلى مختلف المستفيدين. نعم، يمكن لكل من يريد أن يصل إلى النجاح الأمثل في تطبيق فكرة جديدة في العمل الصحي أن يرجع إلى دراسة تلك الخطوات التي قادت إلى تكوين المجلس المركزي.

لا أريد الدخول في تفاصيل تلك الخطوات، ولكني أريد أن أوجه التركيز وخاصة للعاملين في القطاع الصحي من قيادات جديدة، أنه لطرح فكرة ما أو تغيير فكرة ما موجودة ومسيطرة في ساحة القطاع الصحي واستحداث توجه جديد، سواء كان ذلك في الخدمات المقدمة أو استثمار ما هو متوفر من بنية تحتية بطريقة مثالية، فلا بد من أن ندرك أن الفكرة الجديدة تقع تحت ما يسمى مصطلحا بالتغير أو مفردات أخرى، مثل: التغيير أو التبديل أو التحول أو الاستبدال، وفي اللغة الإنجليزية هي (Change). نعم، مفردة تغير أو (تغيير) لها من المدلولات الشيء الكثير، بداية من الفكرة ومرورا بالخطوات، ونهاية بما نراه بين أيدينا من عمل لا بد أن يكون مثمرا.

مفردة تغير، إذا أتت من أصحاب خبرة في العمل الصحي، استطاعت أن تصل إلى هدفها الحقيقي في التغيير الإيجابي، ولكنها (كلمة تغيير) إذا كانت من أيد غير خبيرة (احترافية) بمفردات العمل الصحي أو قليلي الخبرة، سنجدها تقف مكانها دون حراك! لماذا؟ لأن التغيير لا يأتي من عمل وجهد شخص واحد فقط، وللأسف، هذا هو منظور بعض القيادات الجديدة في ساحة العمل الصحي… (العمل الفردي)! إنما يأتي من عمل وجهد جماعي وخاصة من أهل الخبرة ويشارك فيه الجميع.

باختصار.. صناعة التغيير الصحي، لها صانعان، وكما هو معروف: أعط الخبز لخبازه ومحترفيه (Professionals)، وهم ممن اشتغلوا بالمهنة الصحية والتي هي بحاجة إلى علم (شهادة علمية) وثقافة مهنية (تدريب وخبرات مكتسبة) في ساحات العمل من مستشفيات ومراكز صحية يستطيعون (صنّاع التغير الصحي) أن ينتقلوا به إلى الاتجاه الذي فيه حماية المستفيد (المريض) من تلك الخدمات الصحية المقدمة، والانتقال بين المقدم للخدمة الصحية (المنشأة الصحة) والمستفيد من تلك الخدمة (المريض) وذلك بتشريع العلاقة التي تربط بين المقدم والمستفيد تحت مظلة المسؤولية وصناعة القرار.

نعم، التقدم في صناعة التغير أو التغيير في الرعاية الصحية يكون في إقرار القانون الصحي مثل (الميثاق الصحي وضبط الإجراءات) التي من خلالها نستطيع أن نقيم (evaluate) خدماتنا الصحية، وذلك مثل ما حدث مع معايير المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية.