الإعتماد المؤسسي أصبح من مقاييس الجودة التي يعتمد عليها في تقييم المنظمات في أداء العمل. ولكن من الملاحظ أن بعض المنظمات بدأت تضع الحصول على شهادات الجودة هدفا من أهدافها الرئيسية وتكرس جهودها لتحقيق هذا الهدف. 

 فالأهم من الحصول على هذه الشهادة هو الإستمرار في نفس الأداء الذي حقق هذا الاعتماد الا أنه من الملاحظ أن الكثير من المنظمات يلاحظ عليها تدني الأداء بعد تحقيق هذا الاعتماد..!  فما السبب .؟

من خلال استطلاعي وملاحظاتي حول هذا الموضوع وجدت أن الكثير من المنظمات وضعت الحصول على شهادات الجودة هدفا رئيسيا ضمن أهدافها واتخذت أساليب متعددة لتحقيقه من خلال الاستشارات الخارجية والاستعانة بخبراء لتحقيقه .. برأيي أن الأهم من تحقيق هذه الشهادة هو التأكيد على الاستمرار في نفس الأداء، متمنيا أن لايكون الحصول على الشهادة هدفا بل يجب أن يكون مبدأ مترسخا لدى فريق العمل .. فإن كان هدفا سينتهي بمجرد تحقيقه ويبدأ الأداء بالانخفاض مع تحقيقه.. أما إن كان مبدأ مترسخا لدى فريق العمل فديمومة الأداء ستستمر بنفس الروح التي حققت هذا الاعتماد. 

فاستمرار الجودة يحتاج لإعادة نظر من قبل وزارة الصحة في التحفيز للحصول على شهادة الجودة.

فالكثير من المستشفيات أصبح همها الحصول على الشهادة فقط دون الاستمرار في تحسين الجودة … مما أفقد أهمية برامج الجودة وقلل من أهمية الشهادة التي يحصل عليها المستشفى من قبل المجلس المركزي لاعتماد المنشات الصحية.

الكثير من المستشفيات تهدف للحصول على شهادة المجلس المركزي في الجودة دون النظر لتحسين الأداء والاستمرار على ذلك، والدليل القاطع هو أن معظم المستشفيات قبل التقييم بدأت بالتعاقد مع خبراء الجودة ليس لوضع الخطط لتطوير الأداء وإنما فقط لترتيب الملفات وموائمتها لشروط الجودة للحصول على الشهادة فقط وإبرازها عند مدخل المستشفى كإثبات وبرهان بالمهنية العالية التي ينهجها المستشفى في الجودة والاحتفال بهذا الانجاز.

وبالحقيقة أن الأداء مازال كما هو لم يتحسن وربما انعكس سلبا على أداء المنظمة.

أ. مجول الدهمشي  

ماجستير ادارة وقيادة في الممارسات الصحية 

[email protected]