تحسين جودة الخدمات الصحية بشقيها الوقائي والعلاجي ،
جملة تكررت كثيراً في رؤية ٢٠٣٠ ، و هي جملة في ظاهرها هدف قد يسهل تحقيقه لبعض عامة مقدمي الخدمة الصحية بمن هم على رأس هرم المنشآت الصحية ، وقد يخفى عليهم بأن كل مفردة في هذه الجملة بحاجة إلى متخصصين مؤهلين يدركون عمق و أبعاد هذه المفردة ومتطلبات تحقيقها ( البشرية , المعلوماتية ,الزمنية , التحليلية , الأدوات اللازمة ومؤشرات قياس وتقييم المخرجات ) ، وقد تستدعي الحاجة الى تغيير كل أو بعض ذلك إن لزم الأمر .
و المفردة الأهم أعلاه هي ( الجودة ) و التي بدأت على استحياء منذ عقد ونصف في منشآتنا الصحية ، ودعمتها بعض المنشآت في هيئة وحدة ثم في هيئة قسم ، وذلك لندرة من لديه القدرة على أن يرسو بقاربها ، لا أن يبحر به في بحور الجودة .
مروراً بإنشاء المركز السعودي لإعتماد المنشآت الصحية ( CBAHI ) و المركز الوطني لسلامة المرضى ، الى أن أصبحت هدف استراتيجي في رؤية مملكتنا الحبيبة، فالجودة ثقافة منظمة تسعى لتقديم خدمة تحقق رضا العملاء استناداً على معايير معتمدة ويدعمها التحسين المستمر .
و تغيير ثقافة منشأة يستدعي الإلتزام الدائم بمتطلبات الجودة الشاملة من قبل الإدارة العليا أولاً ثم رؤساء الأقسام مروراً بكافة مرؤوسي المنشأة .
فقد أقدمت وزارة الصحة على خطوة في طريق الرؤية من خلال وكالة الصحة العامة لتطوير ورفع أداء الكوادر الطبية والإدارية ، حيث عقدت مؤخراً اختباراً لمدراء المراكز الصحية تضمن أسئلة في بحر الجودة وفي تخصص مكافحة العدوى بالإضافة الى أسئلة في تخصصي الإدارة والتطوير ، وانتهت هذه الخطوة إلى تحليل (نوعي و كمي) للنتائج تمخضت آنفاً عن قرارات بلغة العمل المؤسساتي الممنهج .
والسؤال الأهم: ألا ترى وزارة الصحة أن الحاجة ماسة لتطبيق هذا الإختبار في اختيار قيادات وإدارات الشؤون الصحية ومدراء المستشفيات ثم على مستوى رؤساء الأقسام استناداً على وصف وظيفي معتمد وبحد أدنى من المتطلبات؟!
فالتزكية نهج وإن استمر لن يستطيع مواكبة عجلة التنمية .
فالقيادات المدرِكة المُلِمة بأن الجودة هي لغة تطبيق لا لغة تنظير ، و بأنها شفرة نجاح المنشأة ، هي أهم متطلبات تحسين جودة الخدمات الصحية بشقيها الوقائي والعلاجي .
همسة :
فعل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي – ابن القيم .

 

 

 

أخصائي أول إدارة خدمات صحية ومستشفيات
عبدالرحمن ثابت العلوي
 Alawi_AT@