بقلم / محمد السنان 

الصادره من صحيفة مكه الان

مجلة الجوده الصحية _ دينا المحضار 

 

 

 

من أكثر المشكلات و التحديات التي تواجه وزارة الصحة بشكل مستمر هو عدم توفر السرير العلاجي، سواء أسرة الطوارئ أو العناية المركزة أو التنويم، وهذه المشكلة ليست وليدة اليوم و لكنها تتكرر منذ أعوام، وللأسف يكون الحل في نظر من يدير الوزارة وقتها بأن المشاريع الجديدة للمستشفيات كفيلة بحل المشكلة، نعم بعض المدن وربما أغلبها بحاجة لأسرّة علاجية أكثر من المتوفرة حسب المعايير العالمية، فكما ذكرت الدراسات سابقا أن المعيار الدولي لعدد الأسرة هو ١٥ سرير لكل ١٠ الاف شخص، بينما نلاحظ بأن الرياض لا تتعدى ١٢ سرير، والشرقية لا تتعدى ١٠ أسرة، و جدة لا تتعدى ٨ أسرة لكل ١٠ الاف شخص، أي أقل من المعدل المطلوب، ولكن زيادة الأسرة هو الجزء البسيط من الحل، فالمشكلة ليست في السرير بقدر ما هي في طريقة إدارة السرير.
للأسف الأولويات في الحل ليست في الاتجاه الصحيح لدى أغلبية أصحاب القرار في وزارة الصحة والمستشفيات، فالاهتمام بازدحام الطوارئ وعدم توفر أسرة عناية مركزة، يجعلنا نهتم في جزء من الأحجية وترك الجزء الآخر، ولا يمكن حلها بجزء دون الآخر، بمعنى أنه عندما نبحث عن سبب تكدس المرضى بالطوارئ وعدم توفر أسرة لهم لابد أن نبحث عن السبب الحقيقي، وعندما نبحث في سبب عدم توفر الأسرة في أقسام التنويم يكون لعدم خروج المرضى المنومين مسبقا دوراً كبيراً، وتختلف الأسباب بين من لم يتحسن وبين مرضى الإقامة الطويلة، أما مرضى الإقامة الطويلة فلابد من تحويلهم للرعاية المنزلية أو توفير دور رعاية خارج المستشفيات تهتم بهم، و أما بالنسبة للمرضى الذين لم يتحسنوا فهناك جوانب مهمة تساعد كثيراً في تحسنهم و خروجهم، من أهمها دور قسم حقوق وعلاقات المرضى، فلو وجد المريض التعامل الجيد والراحة النفسية وتوفير حقوقه كاملة لانعكس هذا التأثير على صحته ومستوى رضاه وتجاوبه مع العلاج و الخروج سريعاً، أيضاً قسم العلاج الطبيعي لو كان بالجودة المطلوبة لساعد في تأهيل الكثير من المرضى لخروجهم و رجوعهم للحياة الطبيعية سريعاً، ولا ننسى الأهم وهو العناية التمريضية الصحيحة الناجحة و التي تسهم في أمور كثيرة تحافظ على صحة المريض وتحسنه السريع، أيضاً من الأقسام الهامة التغذية فجودة التغذية العلاجية تساعد على تلقي المريض الكميات المناسبة من الغذاء التي تساعد على تحسنه وخروجه بشكل أسرع، والكثير من الأقسام الطبية الأخرى.
أقسام يراها البعض خدمات مساندة كما اسمتها الوزارة وليس رئيسية، لذلك لم تكن على قائمة أولويات البعض، وكانت إداراتها النائمة في بعض المديريات ليست موضع اهتمام القيادات الصحية، فأصبح بعضها مقراً لبعضهم ممن يهرب عن العمل الطبي في العيادة لسنوات دون أن يفكر أحد في تغييره، وبعضهم ينام بالشهور ثم يصحى فجأة ليصدر بعض الخطابات ثم يعود في سباته العميق، لهذه وغيرها من الأسباب لم و لن تحل مشكلة السرير إذا لم يتم إعطاء جميع التخصصات مكانتها الحقيقية، والاهتمام بها فهي الحل الفعلي لحل مشكلة الأسرة وتنظيمها، نعم نحن بحاجة لأسرة إضافية في المستشفيات، ولكننا بحاجة أكبر لإدارة هذه الأسرة بالطريقة الصحيحة، وإلا عادت المشكلة وعدنا نبحث عن سرير مرة أخرى .
5rbshatsinan@