في ظّل توجّه الحكومة الحثيث كهدف أساسي ومعلن  إلى تقليل نسب البطالة ، تعمل بعض إدارات وزارة الصحة من حيث لاتعلم ، وبسوء في التوجّه والرؤية إلى تغذية هذه النسب حد التخمة !

 

دراسات أجريت في الوزارة منذ مايقارب العقد حددت الطرق الممنهجة والمعادلات العلمية  لتحديد الإحتياج من كوادرها الفنية  والإدارية لضمان طرح سليم ومنصف للوظائف .

 

لكن ما يثير القلق ووفق ماهو معلوم من الجميع ، لازالت عملية تحديد الإحتياج  وللأسف الشديد تتم بطريقة عشوائية وتعتمد وبشكل كامل على مزاجية من يعملون في المستويات الوسطى وفي أحسن الأحوال على وجهات نظرهم !

 

لا أعلم لماذا تصرّ الوزارة وفي كل مرة على مخاطبة المستشفيات ومديريات الشؤون الصحية لتحديد الإحتياج ، مع أن الأمر لايحتاج إلى مبادرة من بطل قومي أو عين فاحصة لخبير  .

 

فطالما أن الوزارة أعدّت إحتياج المنشآت الصحية بناء على السعة السريرة وفق تعاميم رسمية سابقة ، ولديها معايير حُدد بها العدد المفترض في كل منشأة ولديها قاعدة بيانات بالعدد الفعلي ، فعملية حسابية بسيطة يمكن أن يقوم بها طالب مرحلة إبتدائية بطرح العدد المفترض من العدد الفعلي سيحدد الإحتياج  المنتظر منذ سنوات !

 

المنطق يقول أنه من اللّا إحترافية الأعتماد على وجهة نظر مسؤولي المستويات المتوسطة والذين هم على الأغلب من فئة الأطباء والفنيين ، ومن المتوقّع ألّا يقوموا بطلب توظيف من يمكن أن يزيحهم عن مناصبهم يوماً ما ، في نسف كامل

لأبسط مبادىء التخصص التي نادى بها روّاد الإدارة منذ قرن من الزمن !

 

إستمرار الأمر على ماهو عليه ، يعطي انطباعاً بأن المسؤول عن تلك العملية يعمل بمعزل عن أهداف تلك الرؤية الطموحة ، والتي أعلنتها الحكومة في القضاء على تضخّم نسب البطالة  ، لذلك ننتظر جميعاً ممّن يملك القرار التدخل السريع لمعالجة هذا الخلل البيّن والجليّ !

 

أمّا تكامل وربط الإحتياج الفعلي للكوادر الصحية بعدد ونوع البرامج التي تقدمّها الجامعات ، فيبدوا لكلّ مطّلع  أنّه لن يتحقّق لا على المستوى القريب ولا حتى المتوسط في ظل عدم قدرة الوزارة حتى الآن على التحديد الصحيح لإحتياجها السنوي ناهيك عن إحتياجها على المدى البعيد !

 

 

نسب البطالة التي تؤرق الحكومة ، والبطالة نفسها التي ركنت عقول مؤهلة جانباً عن المساهمة في تحسين خدماتنا الصحية وأحبطت الكثير ، أتمنى أن تجد في أروقة الوزارة رجال مواقف وهم كثر ، يمسكون زمام هذه القضية البسيطة قبل تراكمها وإستعصائها !