الادارة في المجال الصحي هي عملية تخصصية تشمل اجزاء كثيرة ومنها الاداة الطبية والتنفيذية والتشغيلية ومما لا شك فيه ان الاداري الصحي يعمل دوراً محورياً فيما يتعلق في رضا العميل الخارجي للمنشأة الطبية وهو المريض والمراجع والمرافق والزائر فإذا أتينا لمفهوم الادارة الصحية الحديث فنستطيع القول ان مجال الادارة الصحية يختص بتخطيط وجمع واسترجاع ونقل المعلومات الصحية وذلك بهدف تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمريض.

 

يبنى على الاداري الصحي مسؤولية ودور هام في تحسين تجربة المريض ورفع درجة رضاه عن الخدمة المقدمة له ومدى جودتها وذلك لأن الإدارة الصحية تتكون من خليط يجمع بين العلوم الصحية وتنقية المعلومات والعلوم الادارية.

 

فإذا أتينا هنا لتوضيح وتبيان ماهية تحسين تجربة المريض ومفهومها وهي عبارة عن تفاعلات المريض في بيئة المستشفى والتصور الذي شكله عبر تعامله مع هذه البيئة.

 

تجربة المريض هي رحلة تعامل طويلة وسلسلة مترابطة من تفاعل المنشأة الطبية مع المريض منذ لحظة بحثه عن معلومات المنشأة عبر الانترنت الى خدمات الحجز والاستفسار الى الخدمات المساندة الى الخدمات الطبية الى مرحلة ما بعد تلقي الخدمة الطبية.

 

حيث مما لا شك فيه ان هذه الرحلة يشملها تفاصيل كثيرة لابد من ايضاحها ورسمها كي نتمكن من ادارتها وتطويرها فالدور الابرز والاهم للإداري الصحي هو المساهمة في قياس تجربة المريض والمساهمة في اعداد تجربة مريض مميزة تخلو من المتاعب التي تزيد من سخط المرضى المتجدد والذي تجده في كل منشأة صحية تزورها.

 

ان رؤية المملكة 2030 وبرامج التحول الوطني وما يشملها من مؤشرات قياس أداء ركزت على البحث عن جودة خدمة طبية عالية المستوى بالإضافة الى سرعة الوصول الى هذه الخدمة وذلك من خلال خطط الخصخصة للمستشفيات ومراكز الرعاية الحكومية وبرامج التأمين الصحي والتي سوف تساهم بطرق مباشرة في تحسين تجارب المرضى من خلال اهم العوامل وهي الجودة والسرعة.

في واقع الخدمات الصحية المقدمة في المملكة العربية السعودية يتوجب على الاداري الصحي ان يقوم بتقديم مبادرات مبتكرة تساهم بشكل مباشر في تحسين تجربة المريض من خلال التماسه احتياجات المرضى وذلك من خلال قياسها بطرق علمية معتمدة تساهم في الوصول الى تجربة مريض مثالية تزيد من رضا المريض وتساهم في سلامة المرضى وترفع من جودة الخدمة.

 

ومن اهم النقاط التي يجب ان يتحلى بها الاداري الصحي هي انسانية العمل الذي يقوم به وهو من القيم الاسلامية الراسخة والمبادئ الوطنية والمجتمعية التي يسعى الجميع الى تقديمها وذلك من خلال التخفيف والمواساة وبرامج الزيارات وما الى ذلك من مساهمات تزيد من الرضا للمريض ومرافقيه وتحسن تجربته وتلامس قلبه ومشاعره.

 

ماذا بقي ان أقول:

في ظل تطورات الخدمات الصحية بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030  لابد ان يضع جميع الممارسين الصحيين نصب اعينهم تجارب المرضى في منشآتهم وعلى المختصين في الادارة الصحية زيادة وتكثيف البحث العلمي المتخصص في تحسين تجربة المريض وكذلك تقديم الافكار والمبادرات التي تساهم في رضا المريض وتحسين تجربته.