مضت أيام وليالي كثيرة تصبح فيها ما بين القوي والضعيف، تعجز أن تسيطر على نفسك وتجعلها تستقر بسلام، تقلب كفاك يمنة ويسرة لعلك تجد بصيص أمل تخرجك من عتمتك، كثير ما نخاف أن تميل قلوبنا بعد عمر من الاستقامة، دائماً نخشى الكثير نخشى أن أحدهم يطيل النظر في أعيننا لئلا يقرأ ما عجزنا أن نخفيه، نخشى أن تأتي رسالة غيبية تقلب موازيننا رأس على عقب، نتدارك ما يجب أن نتداركه لكن ستظل قلوبنا مستوطنة عالم أشبه بالخيال، دائماً كنا نسمع مقولة ” أن للبيوت أسرار” وأيقنا تماماً أن أيضاً لقلوبنا أسرار ، أسرار تتخبط في حطام قلوبنا تريد أن تعرف مصيرها، لكن أين نحن في تلك اللحظة، نصبح منقادين لما تقتضيه مشاعرنا غير مُبالين في عقولنا، ويكاد ليلنا أن لا يمر ويعلم الله حينها كم عين غفت باكية متمنية، لكن هل تتغير أقدارنا بمجرد دموع وأمنية؟ ما دورك كإنسان فاض قلبه بما يتمنى يريد أن يسعد بحياته، هل ستقضي عمرك في التمني أم ستحارب من أجل نفسك، من حقك كشخص أن تعيش حياتك كما تريد مهما خسرت في أرض المعركة إلا أنك ستكون راضي عن نفسك لأنك فعلت ما يجب عليك ان تفعله حتى وإن أخفقت يكفيك أنك كسبت شرف المحاولة، اجعل هذه العبارة نصب عينيك ” أن هذا العالم مليئة جداً بالهزائم ولكن تلك الهزائم ستخرجك إنسان اقوى مما تظن و ستتجاوز بعدها تلك المشاعر المتعبة بجدارة، عليك فقط أن تبحث عن نفسك في هذا العالم المزدحم ، فما أصعب على المرء أن ينشغل بقلبه ويضيع كيانه، عندما تنضج من داخلك سيتعجب العالم منك بينما أنت ستعجب من نفسك، فالنضج الصحيح هو الذي لا تستخدم فيه قلبك إنما عقلك ..

 

أ. ريناد المقاطي