بقلم / سلطان المطيري 

الصادره من مجلة سلامة المريض

مجلة الجودة الصحية _ دينا المحضار 

 

 

 

اسئلة كثيرة تتوارد في اذهان منسوبي وزارة الصحة بعد ان تم اعلان خصخصة الرعاية الصحية في وزارة الصحة ومازال هناك عدد من الموظفين لايعلم ماهو مستقبله الوظيفي بعد هذا القرار والبعض الاخر يعتقد بانه سيستمر كموظف حكومي كما هو عليه في الوضع الحالي.

 تعتبر الخصخصة عكس التأميم، الذي يقصد به تحويل المرافق الخاصة في الدول إلى عامة تتحكم فيها الدولة، وعلى هذا فالتخصيص هو: تحويل المرافق العامة التي كانت تتحكم فيها الدولة إلى مرافق خاصة، تتحكم فيها مؤسسات اقتصادية لا تتبع للدولة، ولقد بدأت الخصخصة كمفهوم ومشاريع في الثمانينيات في عهد الرئيس الأمريكي ريجن وانتشرت واصبحت اقوى في التسعينيات، ومنذ ذلك الوقت والخصخصة تأخذ مسارا تصاعديا وتنتقل من البلدان المتقدمة إلى الناشئة.

وبناء على ذلك فان الموظف في وزارة الصحة بعد خصخصتها ينتقل من المجال الوظيفي الحكومي الى القطاع الخاص ويتبع تماما المؤسسات الاقتصادية والتي ستتولى ملكية وادارة المستشفيات الحكومية بعد خصخصتها وسيكون النظام المعمول به هو نفس النظام المعمول به في المستشفيات الخاصة، ايضا فان الموظف ينتقل من المؤسسة العامة للتقاعد الى التامينات الاجتماعية، وفيما يتعلق بالرواتب فانها تختلف بناء على الوظيفة والتي يتم اشغالها بموظف يتم تعيينه بناء على سيرته الذاتية حيث المؤهلات والخبرات المناسبة لشغل الوظيفة وذلك لضمان وجود الشخص المناسب في المكان المناسب مع حصوله على راتب شهري مناسب لطبيعة العمل في هذه الوظيفة، ايضا فان استمرار عقد الموظف يعتمد على ادائة الوظيفي ويصبح تحت المجهر فان احسن عمله وانجز سيتم تكريمه وان كان غير كفؤ وغير ملتزم بنظام العمل سيتم الاستغناء عنه، بالاضافة الى وجود بدلات خارج الدوام فكلما تجاوز الموظف ساعات الدوام اليومي فانها تسجل له ويحصل ويمنح مقابل مالي على كل ساعة اضافية. 

بينما المبدعين واصحاب الافكار المميزة سيجدون البيئة المناسبة لاظهار ابداعهم والاهتمام بهم وذلك لان المؤسسة الاقتصادية التي تدير المنشاة تبحث عن الربح والتميز فهي تدعم مثل هؤلاء الموظفين للاستفادة من افكارهم لتحقيق نجاح المنشاة الصحية. ومن المميزات الاخرى هو سهولة انتقال الموظف بين المستشفيات وذلك للبحث عن عقود وظيفية بمميزات مالية افضل. وجميع هذه المميزات تؤدي الى ميزة اكبر وهي تحقيق العدالة والمساواة بين الموظفين بناء على مؤهلاتهم وخبراتهم ونشاطهم وافكارهم، ايضا فان اكثر الموظفين استفادة من خصخصة الصحة هم الموظفين الذين مازالوا يمارسون تخصصاتهم في المستشفيات نظرا لخبرتهم والتي تستوفي متطلبات الوظيفة في الوصف الوظيفي.

بينما فئة العاملين في مديريات الشؤون الصحية من الاطباء والفنيين والذين انقطعوا عن ممارسة تخصصاتهم في المستشفيات فان وضعهم بعد الخصخصة غير معروف فالمؤسسات الاقتصادية تبحث وتفضل الموظفين المستمرين في ممارسة تخصصاتهم في المستشفيات ولكن ربما تفصح وزارة الصحة في الفترة القادمة عن الطريقة التي سيتم بها التعامل مع هذه الفئة.

 

وعلى الرغم من انه لم ينشر حتى الان الانظمة المتعلقة بخصخصة الصحة الا انني في هذا المقال تحدثت عن مستقبل الموظف بعد الخصخصىة بناء على ماهو معمول به في مجال القطاع الخاص ايضا وتجارب خصخصة القطاعات الحكومية الاخرى.

سلطان المطيري

الباحث والمدرب في سلامة المرضى
تويتر   KFHJ4@