التأثير على الاخرين أفراد أو جماعات لتحقيق الأهداف هو مفهوم من مفاهيم القيادة. وتقاس قوة القائد وتميزه بقوة تأثيره على فريق العمل الذي معه، ومن وجهة نظري أيضاً أن القائد لابد أن يبحث في فريق العمل الذي يقوده على اشخاص
يحبون النجاح ومن ثم يعمل على جوانب التأثير لتحقيق الاهداف وإكمال جوانب القصور لديهم.

 

هنا سوف اذكر لكم  قصة ذلك الرجل الذي انتهى من تأسيس شركة اتصالات سلكية ولاسلكية وبات بحاجة الى مندوبيّ مبيعات  كي يساعدوه في توسعة عمله التجاري، وكان قد اتخذ قرار بأنه لن يقبل إلا من هم مؤهلون ولديهم خبرة وكفاءة في مجال تسويق الاتصالات وعلى دراية بالسوق المحلي وأنواع النظم المختلفة المتوفرة في السوق، بمعنى أن صاحب هذه الشركة ليس لديه وقت لتدريب أي موظف، لذلك يريد موظفين جاهزين ومحترفين لهذه المهنة، وتم الإعلان عن الوظائف والمتطلبات، واثناء عملية المقابلات لمندوبي المبيعات المتقدمين، دخل عليهم رجل يظهر من خلال هيئته والملابس التي يرتديها أنه من رعاة البقر، مباشرة دار في ذهن صاحب الشركة أنه لن يقبل هذا الرجل لكن لابد من اجراء المقابلة معه ليخبره دون ان يكون فضاً معه خصوصاً ان مؤهلاته لا علاقة لها بالوظيفة المعلنة فهو متخصص في الزراعة وخبرته طوال حياته في تربية الماشية لكنه لا يعمل الان، وبالفعل جلس وخلع قبعته وقال: ” انا اريد فرصه كي اكون ناجحاً في اعمال الهاتف” هذه الكلمات جعلت صاحب الشركة ينظر له بشكل مختلف وجعله يكمل حديثه، فكان حديث هذا الراعي يدور حول النجاح والرغبة فيه، مما جعل صاحب الشركة يقرر توظيفه وإعطائه الفرصة مع التدريب ليومين فقط وعليه تعلم كل شيء وعليه أن يعتمد على نفسه، وأخبره ان وظيفته سيكون ربحها على العٌمولة فقط، حيث سوف يحصل
على مبلغ 250 دولاراً لكل جهاز، و الهدف أن يبيع في الشهر الأول 4 أجهزه ليحصل على 1000 دولار نظراً لقلة خبرته بهذا المجال، فكان متحمساً جداً للعمل حيث أن هذا المبلغ يعد كبيراً نظراً لما كان يحصل عليه سابقاً فهو لم يتجاوز 500 دولار في الشهر، وبدأ صاحب الشركة تدريبه حيث وجده لا يمتلك أي صفه كان يبحث عنها في أي موظف لكنه كان يمتلك صفه لم يجدها في الاخرين وهي رغبته الجامحة في أن يصبح ناجحاً .

في اليوم التدريبي الثاني والأخير اخذ راعي البقر ورقة صغيره ودوّن عليها 4 اشياء :

١- سوف انجح في التجارة.
٢- سوف اقابل مائة شخص في الشهر.
٣- سوف ابيع اربعة هواتف في الشهر.
٤- سوف اجمع الف دولار في الشهر.

وظل كل يوم يستيقظ صباحاً يقرأ هذه الورقة وفي نهاية الشهر الأول لم يبع أربعة هواتف وحسب بل باع سبعة وفي نهاية العام كسب ستون الفاً، وحُولت الشركة الى شركة مساهمة وأصبح الراعي يملك نصف الشركة بعد ثلاث سنوات، لم يكن راعي البقر ناجحاً لأنه يعمل بهمه وجد فقط ولم يكن اذكى من البقيه ولم يكن يعرف شيئاً عن مبيعات الهواتف ، لقد نجح لأنه دعّم جهده بـ “لابد أن انجح “
أجزم أن راعي البقر يقول لكل قائد يرغب في النجاح ابحث عن كل موظف يكون النجاح هدف له لأنه سوف يوفر الكثير من الوقت والجهد والتكلفة وسوف ينجح بإذن الله .

دمتم بود ،،، سوف ننجح!

موسى الهزازي