بقلم/ عادي ماجد الزبني 

الصادره من صحيفة مكه

مجلة الجوده الصحية _ دينا المحضار 

 

 

يعد تخصص الإدارة الصحية من أفضل التخصصات الصحية من حيث إمكانية استثماره في كثير من المواقع الإدارية بجميع مستوياتها في القطاع الصحي. وكان من المفترض أن يكون أحد الوسائل لحل معظم المشاكل التنظيمية في وزارة الصحة، ولكن مع الأسف أصبح يصنف على أنه المشكلة الوحيدة في الوزارة. جميع المعطيات تدل على أن التخصص محارب جدا من قبل المسؤولين في القطاعات الصحية، فأصحاب الخبرة من أبناء التخصص مبعدون كليا عن تولي زمام الأمور في تطوير الخدمات الصحية، وحديثو الالتحاق بالعمل من المتخصصين في الإدارة الصحية لم يمنحوا الفرص الكافية لإثبات جدارتهم واكتساب مزيد من المهارات، وتمكينهم شبه معدوم! وعاطلون ويبحثون عن وظائف! وإعلانات التوظيف شبه خالية من التخصص! إن ما يتم استحداثه من وظائف سنويا لتخصص الإدارة الصحية لا يغطي نسبة بسيطة من الاحتياج الفعلي، وعدد الوظائف المشغولة لا تغطي ربع الاحتياج الفعلي أيضا. جميع الإدارات في الوزارة والمديريات تحتاج لتخصص الإدارة الصحية، وكل قسم في المستشفى يحتاج ما لا يقل عن خمسة من المتخصصين بالإدارة الصحية، وكل مركز صحي يحتاج ما لا يقل عن عشرة من إخصائيي الإدارة الصحية الاحتياج كبير والوظائف قليلة، ويعود ذلك لحصر المسميات الوظيفية للتخصص في أربعة مسميات فقط (مدير مستشفى، مساعد مدير مستشفى، مدير مركز صحي، مساعد مدير مركز صحي). أتمنى من وزارة الصحة التنسيق مع وزارة الخدمة المدنية ووزارة المالية لاستحداث وظائف بأعداد كافية تحت مسمى (أخصائي إدارة صحية)، حتى يتم استيعاب خريجي التخصص والاستفادة منهم في العمل في جميع أقسام المستشفيات والمراكز الصحية والإدارات بحسب حاجة العمل، لكون ذلك يتيح الفرصة أمام الوزارة لإعادة الكوادر الصحية الأخرى الذين يمارسون الأعمال الإدارية إلى ممارسة عملها الفعلي ومعالجة النقص الذي تعانيه أقسامهم بسبب تسربهم. إن حل مشكلة تخصص الإدارة الصحية سوف يؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى حل مشاكل التخصصات الأخرى. ومما يزيد الطينة بلة هو ما تسرب مؤخرا من محاضر اللجنة الخاصة بمراجعة بدلات الكادر الصحي التي أظهرت أنه تم استبعاد التخصص من شموله عددا من البدلات، مثل بدل الندرة وبدل العدوى، وعدم مساواته بالتخصصات الأخرى، وهذا يعد ظلما فادحا وخطأ كبيرا ترتكبه الوزارة إذا تم اعتماده، ويحتاج تدخلا سريعا ومباشرا من وزارة الخدمة المدنية والجهات الأخرى لإيقافه.يجب أن يدرك جميع المسؤولين أن متخصصي الإدارة الصحية لا يشكلون خطرا على كراسيهم ولا يطالبون بالمستحيل. حلمهم الوحيد التوظيف وتمكينهم من ممارسة تخصصهم في المواقع المناسبة وحصولهم على المزايا المالية كاملة أسوة بالتخصصات الأخرى.وفي الختام، أنا على ثقة تامة بأن التخصص سوف ينتصر في النهاية حتى لو تمت محاربته من الجميع فهو يخوض حربا ضروسا حتى مع أبنائه الذين تسلقوا على أكتافه ووصلوا إلى القمة في الوزارة والمديريات والمدن الطبية والمستشفيات والقطاعات الصحية الأخرى وجمعية الإدارة الصحية، وتركوه يحتضر ولم يفعلوا شيئا لإنقاذه