بقلم/ عادي ماجد الزبني 

الصادره من صحيفة مكه

مجلة الجوده الصحية _ دينا المحضار 

 

 

عملت وزارة الصحة خلال السنوات الماضية على الاهتمام بموظفيها بإنفاق ملايين الريالات على تأهيلهم ورفع كفاءتهم من خلال برنامج الابتعاث الخارجي والإيفاد الداخلي وبرامج التدريب المستمر، ولكن مع الأسف الشديد لم تستثمر الوزارة كثيرا من الكفاءات المتميزة التي جمعت ما بين الخبرة الميدانية والمؤهلات العلمية من أرقى الجامعات العالمية، مما دعا البعض إلى الخروج من كنف الوزارة بحثا عن الإنصاف والفرص العملية التي تتناسب مع مهاراتهم وقدراتهم.

كان الأجدر بالوزارة أن تمنح الكثير من أبنائها المؤهلين فرص تولي زمام الأمور في قيادة برامج تطوير الخدمات الصحية، لكونهم الأقرب من غيرهم للخدمات الصحية، ويعرفون الكثير من خفايا الأمور بسبب تواجدهم في الميدان لسنوات طويلة، وهم على تواصل مستمر مع جميع من له صلة بالخدمات الصحية من عاملين ومواطنين، لكن ما نراه في الواقع أن الوزارة تعمل على استقطاب القيادات من الشركات أو الجامعات أو القطاع الصحي الخاص بعقود موقتة ومغرية على الرغم من أن هؤلاء رغم ما يملكونه من مهارات ومؤهلات وخبرات لن يقدموا شيئا للوزارة لكون طبيعة عملهم وخبراتهم في منظمات صغيرة وذات استقلالية إدارية ومالية وتختلف جذريا عن واقع وزارة الصحة التي تحتاج لخبراء من أبنائها، يستمرون في العمل فيها لسنوات طويلة قادمة، لكون التطوير والتغيير بالخدمات الصحية الحكومية يحتاج لفترات طويلة وجهود مستمرة لا يمكن لأي شخصية مهما بلغت قدرتها أن تحدث التغيير والتطوير المأمولين خلال عقد مدته سنة أو سنتان! فالبعض مع الأسف الشديد أساؤوا للوزارة أكثر من نفعهم، فقد أحدثوا برامج وأنظمة تطويرية غير قابلة للتنفيذ، وتوقفت إنجازاتهم مع تركهم للوزارة!

الوضع الراهن للخدمات الصحية لن يتحسن إلا بجهود وفكر وتخطيط أبناء الوزارة الذين يحرصون دائما على بذل الغالي والنفيس من أجل خدمة مرضاهم. ما زلت أراهن على كفاءة أبناء الوزارة، وثقتي تامة بأنهم قادرون على إحداث تغييرات تتواكب مع الرؤية. ما يحتاجونه فقط منحهم الفرص الكافية.