تمر بنا بعض الأوقات نحتاج خلالها
كإنسان عادي إلى الدعم النفسي ، ولكن بطبيعة البشر لا يقدمون مثل هذا النوع من
الدعم إلا لما يشاهدونه من أمور محسوسة و مرئية ، إلا أن بعض الحالات لن يكون
بوسعها إظهار دلالات مُشاهدة !
رغم أنه من الثابت علمياً أن الدعم النفسي هو أهم مقوّمات نجاح العلاج
واستمرار فعاليته ، خصوصاً حينما يتعلق الأمر بالأمراض المزمنة التي يصعب
شفاؤها – إلا بأمر الله – ، إلا أن ضغوطات
الحياة في تزايد والجميع أضحى بحاجة من يسنده معنوياً وليس بمقدورهم تقديم
الدعم النفسي لغيرهم.
ففي حالة مرضى التصلب اللويحي المتعدد وفي كثير من حالات مرضى هذا الداء المزمن لا أعراض مرئية تظهر ! لا أحد قد يتصور مدى
قوة القلق والكآبة والإنهاك التي تنتاب هؤلاء المرضى ، ولا أحد قد يشعر بثقل الأعراض عليهم ، ولن يخطر ببال غيرهم
ماهية شعور ان تكون مرهق بلا سبب و مهموم بلا هم و ترغب بالبكاء من هول ما بك ؛ بل
قد يعتبرون شكواهم نوعاً من أنواع “الدلع”!
بجولة سريعة في مواقع الانترنت و حضور جلسات التوعية بمرض التصلب اللويحي
المتعدد تستطيع معرفة أعراض هذا المرض بوضوح و قد أصبحت متداولة وسهل الوصول
إليها ، ولكن الصعب هو كيف نتعامل مع
المعلومات التي عرفناها ؟ فكثير من الأبحاث أثبتت أن أهم أسباب “هجمات” هذا
المرض هي أسباب نفسية بحته ، ومع ذلك نتناسى أحياناً هذه النقطة لنتسبب
للمريض بهجمة قد لا يقف تأثيرها فقط على
آثار جرعات الكورتيزون الكثيرة، بل قد تصل لمرحلة اللاعودة لحالة المريض قبل الهجمة ! ليصاب بالعمى او الشلل او غيره
لا سمح الله !
خُلقنا لنتراحم ونتكاتف وهذا نداء مني بصفتي إحدى مريضات التصلب قبل أن أكون
كاتبة هذا المقال ، نداء لترحمونا من الضغط النفسي على الأقل ، فإن لم يكن بوسعكم دعمنا نفسياً ، اعتقونا من تدخلكم
وكلماتكم وسوء تعاملكم .
وأخيراً أرجوكم : ادعمونا نفسياً مع وقف
التنفيذ!