بقلم/ أ. محمد السنان 

الصادره من صحيفة عكاظ

مجلة الجوده الصحية_ دينا المحضار 

 

 

 

تسير المملكة العربية السعودية بكافة قطاعاتها الحكومية نحو التحول الوطني وخططه الطموحة وتحقيقا للرؤية 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير الشاب والذي استطاع بحنكته ونشاطه أن يلفت أنظار العالم للمملكة ويرفع مستوى الأداء الحكومي ويقلل نسبة الفساد بالمملكة خلال فترة قصيرة جدا.
وبالطبع عندما نتحدث عن التحول الوطني لا نستطيع تجاوز التحول الصحي الذي يعد من أهم أعمدة التقدم والازدهار لأي بلد في العالم، وحيث أن وزارة الصحة بدأت في تنفيذ خطط التحول الوطني وتكوين التجمعات وبدء المبادرات التطويرية، فذلك يدعو المراقبين للوضع الصحي للبدء في التأمل وطرح السؤال الأهم وهو: هل ستنجح الصحة؟!! سؤال لا يمر أيام حتى يتكرر مع أول قضية صحية تظهر للسطح سواء الأخطاء الطبية أو مشاكل المرضى المعتادة وقلة التخصصات الطبية الدقيقة في بعض المناطق، وبالطبع هناك الكثير من الأصوات التي ترى أن الوزارة لم تتقدم منذ زمن طويل، وقد تكون هذه نظرة قاصرة لا تتعدى النقد غير المبني على الحقائق والاحصائيات ولن تكون أراء مختصين أكثر من كونها اراء بعض الكتاب الشعبويين غير المتخصصين والذين يميلون إلى العاطفة واستمالة المجتمع الذي لديه نظرة سلبية سابقة عن وزارة الصحة وخدماتها.
هناك الكثير من الخطط التطويرية والمبادرات التي قامت بها الصحة مؤخرا (خدمة موعد) لحجز المواعيد في الرعاية الأولية، (برنامج أداء) والذي ساهم في قياس وتحسين مقاييس الأداء في أغلب المنشآت الصحية وكان من نتائجه تقليل فترة الانتظار في الطوارئ لبعض المنشآت وتقليل فترات الانتظار لعمليات اليوم الواحد وغيرها من النتائج التي تؤثر إيجابا على خدمة المريض، (مركز 937) والذي سهل وصول المستفيدين لتقديم ملاحظاتهم وشكواهم وأيضا طلب الاستشارات الطبية ونقل المرضى وغيرها من الخدمات، والكثير من المبادرات التي قد لا تكون معروفة في الوقت الراهن لدى المجتمع ولا تظهر نتائجها على الأمد القريب، فالتخطيط المؤسسي عادة ما يستهدف تحقيق أهداف قصيرة المدى وأهداف بعيدة المدى، ومن تلك الأهداف التي تم البدء في تحقيقها خلال الأيام القليلة الماضية هو تدشين أكاديميتين لطب الأسرة بمدينتي الملك فهد والملك سعود الطبيتين بالرياض، وذلك في التفاتة مهمة إلى ضرورة تطوير وزيادة أعداد المختصين في طب الأسرة وأهمية الرعاية الأولية، والتي ستظهر نتائجها في السنوات القليلة القادمة.
لن تنجح الصحة في تحقيق أهداف التحول والرؤية إلا إذا كان المجتمع متكاتف معها يدا بيد، ومستوعبا للخطط المعمول بها والتعامل معها بالشكل اللازم لكي تنجح وتتطور، فتطبيق موعد مثلا لن ينجح إذا لم يقم المجتمع باستخدامه وغيره من الخدمات، تُصدر وستُصدر الصحة الكثير من الرسائل التوعوية والتعريفية بالخدمات والمبادرات الجديدة ويجب على المجتمع التعاون معها واتباعها كي تنجح الصحة، فإذا لم تنجح الصحة فالخسارة لن تكون خسارتهم فقط وإنما انهيار للنظام الصحي الوطني مما سيؤثر سلبا علينا جميعا، لنكن كلنا شركاء في هذا النجاح لأجلنا.
محمد السنان
@5rbshatsinan