بقلم/عبدالعزيز المحبوب

الصادره من صحيفة الرياض

مجلة الجودة الصحية_ دينا المحضار 

 

 

 

تشهد مؤسسات قطاع الصحة حراكاً متسارعاً في تطبيق معايير ونظم الجودة المحلية والعالمية ومؤشرات الأداء والتحول الرقمي لتطوير الرعاية الصحية والحد من الأخطاء الطبية وانتشار العدوى. وما ذلك إلا تناغما مع توجهات حكومة المملكة – أيدها الله – التي وضعت هذا القطاع في مقدمة الأولويات وخصصت له حصة سخية من ميزانية الدولة.

وحديثي اليوم يحط عند خمس وقفات، وينطلق من تجربة المستفيد، ويبصر بعين التحسين لأكثر أقسام المستشفيات أهمية وحساسية، فهو باب الأمل والرحمة لمن دخل فيه، ومركز الخطر والعدوى لمن وُجد وعمل فيه.. إنه قسم الطوارئ.

الوقفة الأولى مع البيئة والمقر، إذ نلحظ في عدد من المستشفيات صغر وضيق المكان المخصص للاستقبال في الطوارئ، وذلك يسبب كثافة الأعداد وتزاحمهم في نطاق محدود يضيق بهم وقد يعجل بنشر العدوى بينهم، والمأمول أن يدخل في حسابات المساحة كافة الأبعاد والعوامل المهمة كالأمراض الموسمية وأوقات الذروة وفترة إغلاق المراكز الصحية، بالإضافة لوجود المرافقين مع المرضى. ولا نغفل قطعاً أهمية تحسين مظهر مقر الطوارئ بما يخفف من وطأة الخوف التي تصاحب الحالة الصحية ورهبة دخول المستشفى، فالعلاج النفسي خطوة أولى نحو العلاج الجسدي.

الوقفة الثانية مع عدد الأطباء، حيث إن كثافة المرضى المتفاوتة تتطلب وجوداً وفيراً من الأطباء خاصة في عيادات الاستقبال، فعمليات فرز الحالات التي تقوم بها بعض المستشفيات حتى وإن كانت خطوة جيدة في ترتيب أولويات الرعاية، إلا أنها ستخلف تراكماً وتزاحماً يدفع البعض للخروج عن سكون الصبر.

أما الوقفة الثالثة فهي مع معايير السلامة التي يجب على الأطباء والممارسين الصحيين أن يلتزموا بها من أجل سلامتهم الشخصية وسلامة المرضى، فعندما لا يرتدي طبيب الطوارئ مثلاً الكمام والقفازات فهو بذلك حاضن للفيروسات وعامل لنقلها بين المرضى.

الوقفة الرابعة مع سرعة وكفاءة الخدمة، إذ تتطلب بجانب زيادة عدد الأطباء ومسجلي العلامات الحيوية والأسرّة، توفر الخدمات اللوجستية والداعمة لذلك كوحدات الأشعة مثلاً والمختبرات المخصصة فقط للطوارئ، وكذلك المستلزمات الطبية والأدوية الأكثر استخداماً في هذا القسم، وكل ما يعنى بسرعة مباشرة الحالات ودقة التشخيص لتحديد الخطوة العلاجية الصحيحة التالية. كما لا بد من تهيئة كافة الظروف المهنية والنفسية التي تكفل رفع مستوى الرضا لدى العاملين في هذا القسم بما ينعكس إيجاباً على الأداء وجودته.

أقف خامساً وأختم برسالة لكل فرد ارتدى شعار الصحة وأقول: أنتم ملائكة رحمة، ونتطلع منكم انتهاج مربع “قيم الطوارئ”، المسؤولية والصبر والحلم والرأفة، فرب كلمة طيبة، ومعاملة حسنة، عادت بابتسامة عريضة وكانت خيراً من قنطار علاج.