مشاعر الفرحة والطمأنينة كما ظهرت على وجه حاجه أثناء نقلها عبر المشاعر المقدسة لاكمال فريضة الحج

 

 

 

 

شاهدت كغيري ما قدمه أبطالنا أبناء بلدي المعطاء المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن على كافة الأصعدة وباختلاف مواقعهم أياً كانوا،أمنياً وصحياً وانسانياً متطوعون ومتطوعات .
ولكنني هنا سأتطرق لقصص النجاح في أروقة المستشفيات والمراكز الصحية والاسعافية التي كان و سيكون لها أثرها البالغ في تحسين تجربة الحاج ، خدمات انسانية و صحية عظيمة تقدم لضيوف الرحمن كل عام والأجمل أن تكون على أيدي كوادرنا السعودية التي خطفت الأنظار ونالت استحسان العالم بأسره بشهادة فريق الأمم المتحدة الذين تواجدوا مع أبطال الصحة هذا العام .
ومع تقدم التقنيات لم تغفل حكومتنا أيدها الله استخدامها لخدمة الحجاج بشكل أفضل ، فعلى سبيل المثال وفي هذا العام أدخل الروبوت دكتور لمساندة الأطباء للاستعانة باستشارات في تخصصات دقيقة من قبل أطباء آخرين عن بعد ، كما تم توفير أجهزة للترجمة الفورية بلغات عدة للتواصل مع المرضى بجودة أكبر و بلغات بلدانهم.. ومع كل تلك الامكانات المقدمة والجهود الكبيرة المبذولة الا ان المعاملة الحسنة و الابتسامة الجميلة كانت مبدأ العمل وهذا ما شاهدنا عليه أبطالنا أبطال الصحة عند مباشرتهم للحالات أو نقلهم لها من موقع لآخر في المشاعر المقدسة.

قصة الحاج أحمد والذي قدم من العراق بعد أن اختارته القرعة للحج هذا العام ، حيث أصيب بعارض صحي لدى وصوله مما استدعى لدخوله للمستشفى بشكل طارئ، ولكن الانسانية التي يعامل بها الحاج في بلاد الحرمين تستنفر جميع الطاقات والكوادر ليس فقط للحفاظ على صحته ، بل ليكمل هذا الحاج حجه و الذي بلغ السبعين من عمره في انتظار هذه اللحظات مما يتطلب تقديم الخدمة في أماكن مختلفة وبتوقيت زمني محدود .. مواكب من الاسعافات والكوادر الطبية والتمريضية قدوماً من المدينة المنورة حتى مكة المكرمة كل ذلك تقديساً لحرمة المكان والزمان وتضامناً مع حالة الحاج الانسانية ورغبته الكبيرة في اكمال مناسك الحج وتحقيق حلم طال انتظاره لأعوام .
ومن الحاج أحمد الى الطفل محمد والتي وضعته والدته الافغانية في أرض الحرمين ليكون أول مواليد الحج لهذا العام والذي حظي و والدته بعنايه طبية كبيرة ومساندة انسانية للعائلة .
كثيرة هي القصص والمواقف وليس المجال هنا لحصرها ولكنها تؤكد عاماً بعد عام بأننا والحمد لله نملك جميع الامكانات التي تجعل الحاج ينعم بحج صحي و آمن ، وحتى في أصعب الظروف والتي صادفت الحج في أعوام سابقة وكانت بعض الأوبئة كانفلونزا الخنازير و كورونا وغيرها قد انتشرت في العالم الا ان الحج لم يتأثر بفضل الله ثم جاهزية القطاع الصحي و استعدادهم التام لعدم انتقال العدوى بين الحجاج و استمرار الحج كالعادة في بيئة آمنه خالية من الأمراض .

في الحقيقة ان كان هناك ما يجب قوله هو وجوب الاستثمار في كوادرنا الطبية والصحية لكونها رأس المال البشري الذي يجعلنا نتقدم كل عام ، ومن دواعي السرور أن تم هذا العام اتاحة الفرصة لتخصصات عديدة للحضور في موسم الحج كالصيدلة الاكلينيكية ،و العلاج الطبيعي ،و التثقيف الصحي ،وتجربة المريض ،وغيرها من التخصصات والأقسام المختلفة كما أن رسالتي اليوم هي منح الفرصة بشكل أكبر أمام كوادرنا الطبية والصحية للمشاركة في موسم الحج وزيادة أعداد المشاركين وجلب المزيد من التخصصات فما قد نبحث عنه في المؤتمرات الطبية العالمية يوفره الحج بكافة المقاييس ، نظرا ً لتواجد الخبرات و اكتسابهم مهارات التواصل مع مختلف شرائح المرضى و التعرف على آخر المستجدات فيما يتعلق بصحة الحشود وادارة الكوارث والأزمات .
وكل عام وأنتم بخير و صحة .