تنبع المشاكل عادة بسبب الاختلاف في الفهم أو وجهات النظر أو تعارض المصالح، كما تعود أيضا إلى أساليب التفكير النمطية والتي تعطي الأفكار والأشخاص والمواقف أحكاما مسبقة تقيم على أساس من الثوابت النظرية والرؤية الشخصية.
ومن منطلق الحرص على الجودة وتوجها نحو تحسين الأداء ركزت المؤسسات التنافسية على التواصل كأحد المقومات الأساسية للنجاح لأنها تؤثر على سمعتها والخدمات المقدمة.
يدرك قادة التطوير أهمية التواصل الداخلي والذي يعنى بمنسوبي المؤسسة لدوره في خلق الوعي والفهم والدعم من أجل التغيير.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما يرتبط التطوير بتحفيز استخدام النظم الحديثة مثل استخدام تقنية المعلومات، والالتزام بالمشاريع التطويرية الخافضة للتكاليف، واستحداث مشاريع جديدة، وتعاظم الحاجة للالتزام بالسياسات العليا والتنظيمات فإن استخدام التواصل الداخلي يعد وسيلة فعالة لمشاركة منسوبي المؤسسة لإحداث التغيير المنشود.
لهذا حرصت وزارة الصحة على المستوى القيادي تدعمها توجهات المقام السامي إلى تبني الأساليب الحديثة لتعزيز التواصل والحوار والمشاركة في القرار، مواكبين بذلك حاجة العصر التي تركز على رضا مستخدم الخدمة وتبنته كشعار ذي أولوية (المريض أولا) والذي لا يمكن فصله عن مقدمها له.
ومن تلك الأساليب الحديثة استخدام التواصل الداخلي، والذي بالإمكان الاستفادة منه ليكون وسيلة تواصل تبادلية وفعالة للتغيير بموارد تعتبر زهيدة في الاقتصاد الصحي بالمقارنة بما يمكن أن يقدمه من تطوير لخدماتها.
ولا يمكن الحصول على الاستفادة المثلى من التواصل الداخلي دون إشراك المسؤولين التنفيذيين في الرعاية الصحية في تعريف دور التواصل الداخلي وهو أكثر من أن يكون مجرد إرسال بريد الكتروني أو رسائل نصية لتعميم الأخبار، والتواصل الداخلي بوسائله الحديثة لا يلغي استخدام الوسائل التقليدية للتواصل مثل اللقاءات المباشرة خصوصا عندما يكون الهدف الوصول للتواصل الفعال.
كما أن الاستفادة القصوى من التواصل الداخلي تتحقق عندما تتواءم استراتيجياته مع رؤية واستراتيجيات وأهداف القيادة العليا، وعندما تشرك القيادات والإدارات على جميع المستويات في عملية التواصل، ويستفاد من خبرات المستشارين في التواصل والجودة لوضع الاستراتيجيات وتقديم الاستشارات بما يخص تنظيم التواصل للاستفادة المثلى لتطوير النظام الصحي.

 

 

 

د. لمياء عبد المحسن البراهيم

استشارية طب اسرة

اخصائية صحة عامة وإدارة الأنظمة الصحية والجودة.