قصة أنوار مع هنادي:

واحدة من القصص التي تحرك فيها الشغف فكانت النتيجة مبهرة..

هنادي من ذوي الاعاقة فئة الصم والبكم..

انوار اخصائية تمريض في مركز صحي..

تراجع هنادي المركز الصحي مع والدتها التي كانت حلقة الوصل بين المركز وهنادي..

ذات يوم راجعت هنادي المركز لوحدها، وواجهت هنادي صعوبة بالغة في التعامل مع مقدمي الخدمة، من يرى هنادي ذلك اليوم يلمح بعينيها دمعة غارقة، هنادي تحمل بداخلها همة وتحاول ان توصل رسالتها لنا ” ساعدوني لأتمكن من الاندماج معكم ومع المجتمع، فأنا قادرة بإذن الله”

أسوأ شعور وصلنا ذلك اليوم أنك تقف عاجزا عن تقديم الخدمة لمستفيد في مكان وجد أساسا لتكون قادرا على خدمته..

سعينا لتفهم الوضع ولم يكن أمامنا خيار الا أن نتصل بأمها لنتمكن من خدمتها..

من هنا قررت أن اتعلم لغة الاشارة فانطلقت معتمدة على الله بالتعليم الذاتي والتعليم عن بعد حتى حصلت على شهادة معتمدة في لغة الاشارة.

مرت الايام وعادت هنادي مع والدتها لمراجعة المركز، طلبت من أمها ان تترك هنادي معي وتعطيني الفرصة لأخدم هنادي بلغتها.. وكان ولله الحمد شعورا مفرحا وتجربة ناجحة لنا في المركز ولي شخصيا ولهنادي التي كانت اكثرنا شعورا بالفرح..

تكررت زيارة هنادي للمركز ولكن لوحدها اصبحت تتنقل بين الاقسام لغتها مسموعة وواضحة تمكنت هنادي من خدمة نفسها والاندماج مع المجتمع بلغتها المسموعة والواضحة وتتنقل بين الاقسام بعين الفرح وابتسامة الرضا..

تركت هنادي لي رسالتها التي تقول فيها:

” كسرت حاجز الخوف من الذهاب وحدي للمركز الصحي، شكرا لأنك أنت هنا، أنتي بصمة يا أنوار “

من تجربة مريض استطعنا ان نصنع الفرق ونحدث التغيير ليكون مركزنا صديقا للصم والبكم..

كانت قصة هنادي بالنسبة لي رسالة إن خلف كل رحلة وتجربة مريض هناك فرصة نستطيع من خلالها أن نتقدم خطوات لنقدم له خدمة باهرة تفوق تطلعاته..

ماسبق كان على لسان أخصائية التمريض أنوار صلاح الدهمشي كتبتها ونقحتها أنا مجول الدهمشي، مستثمرا ومحاولا ابراز الدروس المستفادة من هذه القصة، التي يقف خلفها مستفيد مر بتجربة ومعاناة، وأمامه مقدم خدمة لاحظ المعاناة فقرر أن يدخل السرور لقلب مستفيد يعاني كل مَرَّة من تجربة مُرَّة، ليصنع بها الفرق وتكون قصة لالتقاطه جيدة للاستفادة من الدروس الصامتة لمعاناة المستفيد وتحويلها لقصة ملهمة وحكاية للنجاح..

شكرا أنوار، وشكرا هنادي رسمتما خارطة طريق لتحويل الدروس الصامتة لقصة نجاح في كل رحلة أو تجربة مريض..

رسالتي أنا لكم والدروس التي استفدتها من القصة

” نعم بإمكاننا أن نصنع الفرق ونحدث التغيير لنحصل على نتائج باهرة تفوق تطلعات المستفيد إذا كان لدينا شغف للتحسين والابتكار “

على لسان اخصائية التمريض

انوار صلاح الدهمشي

كتبها ونقحها

م \مجول سريان الدهمشي